الفنون البصرية > منحوتات عالمية

النحات ألبيرتو جياكوميتي السرياليّ المنهج

إذا كان بإمكانك التجول في إستوديو هذا الفنان؛ فسترى كل تلك الفوضى تنمو وترتفع عن الأرض كأنها نباتات تطارد الضوء. هذا الفنان الذي لطالما وصف النقادُ أعمالَه كما لو أنها الهيئات الفنية التي تنبعث من غبار الجبصين وسماكاته ولطخات اللون المنتشرة كالقمامة!

ابتدع الفنان ألبيرتو جياكوميتي هيئاتٍ توازن بين الإنسان والطبيعة وتصور عملية الحياة والموت بطرائق بالغة السحر، وقد كان هاجس الفنان الوحيد هو العمل الدائم والبحث الدؤوب. وعلى الرغم من ذلك النجاح الذي حققه؛ عدَّ نفسه بأنه لا يعلم إذا ما كان يعمل لكي ينجز شيئًا، أم أنه يعمل لكي يدرك أنه لا يمكنه أن ينجز كل ما يرغب في أن ينجزه.

لنقرأ معًا مقتطفات عن حياته وأهم أعماله التي تركت أثرًا بصريًّا يرتبط باسم لا يتكرر في الفن.

وُلِدَ الفنان ألبيرتو جياكوميتي (Alberto Giacometti) في سويسرا عام 1901. رسام ونحات، اشتهر بشخصياته المختزلة في النحت. كان والده جيوفاني جياكوميتي (Giovanni Giacometti) فنانًا ينتمي إلى المدرسة الانطباعية.(1)

زار (Giacometti) فلورنسا وروما في 1920 و1921؛ إذ صادف مجموعات غنية من الفن المصري. بقيت ميزات الفن المصري بأشكالها المنمّقة وشخوصها الثابتة حاضرة ومؤثرة دومًا في فنه.(1)

أول عملين لفتا نظر الجمهور هما (Spoon Woman)، و(The Couple). عرضهما عام 1927م في باريس. يوضّح العملان الاضطراب الذي واجهه الفنان باختلاف الثقافات التي تعرّف عليها.(2)

انضمَّ (Giacometti) إلى الحركة السريالية في عام 1931، ومع أنّه طُردَ منها عام 1935، إلّا أنَّ رؤاها التي تشبه الأحلام، ومعالجات شخصياتها السحرية استمرّت في تأدية دورًا مهمًّا في عمليته الإبداعية.(3)

ابتدع (Giacometti) أسلوبًا متوازنًا بين الشكل البشري والطبيعة. التماثيل هي الجبال، والشخصيات الواقفة هي الأشجار، والرؤوس هي الأحجار. شبّه الإنسان بالشجرة، عالقًا في عملية النمو والموت ولا يمكنه أن يوقفها.(4)

يرى أنّ المناظر الطبيعية التي رسمها من نافذة مرسمه في (ستامبا-Stampa) هي في تغيّر دائم، ويمكن له أن يقضي كل يوم وهو ينظر إلى نفس الحديقة ونفس الأشجار ونفس الخلفية.(4)

في عام 1958 رسم منظرًا ليليًّا جمعَ فيه ثُلاثيّة من (الإنسان، والشجرة، والجبال). كانت هذه اللوحة بالنسبة لجياكوميتي أكثر من عادية؛ لأنّها احتوت على المجهول وعلى الرائع.(4)

استمرَّ جياكوميتي دائمًا بالبحث في مساره الفني، وبتحدي حضور الواقع في أعماله. كان العمل الفني بالنسبة له استحضارًا سحريًّا للواقع في مساحة من خياله المبتدع.(1)

كان (Giacometti) من أحد الفنانين البارزين في القرن العشرين. قدّم طريقة جديدة لفهم العمل على المسافة في النحت. كانت شخوصه تبدو وكأنّها بعيدة المسافة في فضاءٍ ما.(1)

في نفس السنة التي كُرِّم فيها بالجائزة الوطنية الكبرى للفنون (Grand Prix National des Arts) من الحكومة الفرنسية، تُوفي (Giacometti) عام 1966 في (Chur, تشر).

(5)

المصادر:

1- Alberto Giacometti | Swiss sculptor and painter [Internet]. Encyclopedia Britannica. 2020 [cited 30 July 2020]. Available from: هنا

2- Giacometti F. Fondation Giacometti - Biography [Internet]. Fondation-giacometti.fr. 2020 [cited 30 July 2020]. Available from: هنا

3- Giacometti F. Fondation Giacometti - Biography [Internet]. Fondation-giacometti.fr. 2020 [cited 30 July 2020]. Available from: هنا

4- Giacometti F. Fondation Giacometti - Biography [Internet]. Fondation-giacometti.fr. 2020 [cited 30 July 2020]. Available from: هنا

5- Alberto Giacometti | The Guggenheim Museums and Foundation [Internet]. The Guggenheim Museums and Foundation. 2020 [cited 30 July 2020]. Available from: هنا