الموسيقا > موسيقا

التأثير النفسي للموسيقا

يمكنكم الاستماع إلى العمل عبر الرابط:

استُخدِمت الموسيقا عبر آلاف السنين بوصفها شكلاً من أشكال التواصل والتفاعل والتعبير غير اللفظي (1).

فالموسيقا تُعبّر عن مشاعر المؤلف وأفكاره، يتلقاها السامع فيسقطها على تجاربه الشخصية لكي يصل إلى الشعور المقصود من المؤلف.

الموسيقا ترتبط بالإدراك والتجربة العاطفية، فغالباً ما يجري التأكيد على عاطفة معينة في القطعة الموسيقية؛ إما عن طريق درجات مختلفة من الصوت وإما عن طريق تسلسل زمني معين...  فمثلاً في السينما يمكن تصور القطع الموسيقية بوصفها وسيلة لزيادة تضخيم الصفات العاطفية لمشهد الفيلم مثل السعادة أو الحزن أو الانسحاب أو الغضب أو الخوف (1،2).

عموما العنصران الأساسيان المسؤولان عن التأثير في مشاعر المستمع هما الإيقاع واللحن، إذ يجري التّعرف إلى مشاعر الفرح بالقطع ذات الإيقاع السريع على نحو عام، ومشاعر الحزن ترتبط بالإيقاع البطيء (1).

بذلك نجد أن التّعرض للموسيقا يؤثر في القدرات المعرفية لدى المتلقي؛ لأن الموسيقا تسبب تغيرات في مستويات الإثارة والمزاج العام لديه، فبعض المستمعين يبدون ردودَ فعل جسدية مثل الدموع، والقشعريرة، وتسارع ضربات القلب، ومن المثير للاهتمام أن ردود الفعل هذه تتكرر في كل مرة يستمع فيها المتلقي للقطعة الموسيقية ذاتها (1،2).

قد تعمل الموسيقا أيضًا بوصفها علاجاً للقلق؛ إذ تقلل الموسيقا المكتوبة بسلالم الماجور ( أي ذات الطابع المفرح) من مستويات الكورتيزول في الدم فيمكنها تنظيم حالة التوتر لدى الناس، والتأثير القوي لنبض الموسيقا يتحكم بمستوى نشاط الجسم من نبضات القلب وضغط الدم والتنفس، مما يجعل الموسيقا قادرة على تهدئة الناس أو إثارتهم (1،2،3).

ومن ناحية التفسير الفيزيولوجي للتأثير النفسي للموسيقا، فإن ردود الفعل الإيجابية للموسيقا مرتبطة بمستويات أعلى من الدوبامين، ويمكن للمزاج الإيجابي الناتج عن الموسيقا أن يحفّز بعض مناطق الدماغ مثل اللوزة الدماغية، فيرتفع مستوى الإثارة والأداء العام، ومن الجدير ذكره أن أجزاء الدماغ التي تشارك الشعور بالحزن عند سماع الموسيقا، هي نفسها تشارك الشعور بالحزن لأي سبب آخر (1،2).

مما سبق نستنتج أن هذه الحالات المزاجية تحدث نتيجة إسقاط المستمعين تجاربهم وعواطفهم الخاصة على الموسيقا، وهذا ما يفسّر الفرق الملحوظ بالتجربة العاطفية الموسيقية من شخصٍ إلى آخر (2،3).

مع التأكيد أنه لا علاقة للمستوى الموسيقي لدى المستمع بتجربته العاطفية الموسيقية، إذ يستطيع كل فرد تفسير المعنى العاطفي لقطعة موسيقية بغض النظر عن العمر أو الجنس أو التدريب الموسيقي، وهذا يثبت أن التأثير الموسيقي موجود لدى كل الأشخاص بغض النظر عن المعطيات (1،2).

نجد مما سبق أن التأثير العاطفي الموسيقي في المستمعين موجود لدى كل الأفراد، لكن يختلف باختلاف تجارب المستمع ومواقفه، فالموسيقا تستطيع التحكم بمزاج المتلقي بتنشيطه أو تهدئته، أو منحه مشاعر الفرح أو الحزن، الغضب أو الحب، الرغبة بالتحدي... وغيرها، ويمكن استخدامها علاجاً لتخفيض التوتر باستغلال تأثيرها في دماغ المستمع وعواطفه، مما يحسّن الأداء العام في الحياة اليومية، وذلك فقط باستماعنا لقطعة موسيقية واحدة، فتمنحنا فرصة جديدة للنظر إلى مواقفنا وتجاربنا برؤية إنسانية أفضل.

المصادر:

1.Shafron، G.، 2010. The Science & Psychology Behind Music Emotion. Los Angeles U.S.A: Journal of Young Investigators. [Accessed 3 October 2020]. Available at: هنا

2. Mak P. The power of music for people in difficult circumstances [Internet].  [cited 3 October 2020]. Available from: هنا

3. LESIUK T. The effect of music listening on work performance [Internet]. هنا; 2005 [cited 3 October 2020]. Available from: هنا