الكيمياء والصيدلة > تأثير أدوية

مدى فعالية مركبات الغلوكوزامين والكوندرويتين في تخفيف آلام المفاصل

مكملات التهاب المفاصل:

يستخدم عديدٌ من المصابين بالتهاب المفاصل -لاسيما هشاشة العظام- المكملاتِ الغذائيةَ في نظامهم الغذائي لتخفيف آلامهم، مثل: الغلوكوزامين Glucosamine والكوندرويتين Chondroitin -وهما الأكثر شهرة-، إضافة إلى ميثيل سلفونيل ميثان (MSM) (2).

ولكن ما الغلوكوزامين والكوندرويتين؟

الغلوكوزامين والكوندرويتين هي مكونات بنيوية للغضروف، تُنتَج طبيعيًّا في الجسم، وهي متوفرة بصفتها مُكمّلات غذائية (1). الكوندرويتين هو مادة طبيعية مكوّنة من سلاسل سكريّة، تساعد الجسم في الحفاظ على سوائل ومرونة المفاصل، في حين الغلوكوزامين بروتين سُكري يساعد الجسم في بناء الغضاريف (وهي الأنسجة الضامة الصلبة المتوضعة رئيسيًّا على العظام بالقرب من المفاصل)، ويوجد طبيعيًّا في العظام ونخاعها، والمحار، والفطريات (3).

وقد درس الباحثون آثار هذه المكملات منفردة أو مجتمعة لعلاج هشاشة العظام (وهو نوع شائع من التهاب المفاصل يدمر الغضروف) (1)، وقد كانت الدراسات متضاربة حول الغلوكوزامين والكوندرويتين، بعضها يُظهر تأثيرًا مفيدًا لعلاج آلام التهاب المفاصل، بينما لم تُظهِر دراسة أخرى فائدة في النتيجة الأولية لتخفيف الألم (2).

هل تعدُّ هذه المركبات آمنة لاستخدامها لآلام التهاب المفاصل؟

المكملات الغذائية المتوفرة دون وصفة طبية في الصيدليات ومتاجر الأطعمة الصحية تكون آمنة وجيدة التحمّل، ولكن لا توجد دراسات طويلة الأمد لتأكيد سلامتها وفعاليتها على المدى الطويل، ويجب التنبيه أنّه رغم تنظيم إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) للمكملات الغذائية، لكنها تعاملها بوصفها طعامًا بدلًا من الدواء؛ ولذلك لا يُطلب من مصنعي المكملات إثبات أمان وفعالية منتجاتهم قبل تسويقها (2).

من ينبغي عليه تجنب استخدام هذه المكملات؟

يجب على الأشخاص المصابين بداء السكري توخي الحذر عند تناول الغلوكوزامين؛ لأنه قد يرفع نسبة السكر في الدم، إضافة إلى الأشخاص الذين يتناولون أدوية مميّعة للدم (مضادات التخثر)؛ لأنّ هذه المتممات تملك أيضًا تأثيرًا مميعًا للدم؛ لذلك قد يضطر هؤلاء الأشخاص إلى فحص الدم دوريًّا (2). 

وبما أنّ الغلوكوزامين مستخلص من مادة موجودة في المحار، يجب على الأشخاص الذين لديهم حساسية منه استشارة أطبائهم قبل استخدام هذه المكملات. لا يُنصح باستخدام الغلوكوزامين والكوندرويتين عند الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات والنساء اللواتي يمكن أن يحملن أيضًا (2).

ما هو MSM؟ وهل يساعد في التهاب المفاصل؟

يوجد MSM في عديد من الأطعمة -بما في ذلك اللحوم والأسماك وبعض الفواكه والخضروات والحبوب- لكنه يتخرب عند معالجة الأطعمة (2). 

MSM أو Methyl Sulfonyl Methane مكمل يستخدم لتخفيف حالات عديدة، بما في ذلك التهاب المفاصل، والحساسية وحتى الشخير، وهو مركب كبريتي طبيعي عديم الطعم والرائحة موجود في جميع الكائنات الحية ويحتاجه الجسم لصحة النسيج الضام ووظيفة المفاصل، ولديه خصائص مزعومة مضادة للالتهاب ومخففة للألم (2).

لقد حظيت مكملات MSM بشعبية متزايدة في السنوات الأخيرة وهناك عديدٌ من الأشخاص الذين شعروا بتحسن الألم عند تناول MSM، وعلى الرغم من أن بعض الدراسات أثبتت ذلك، لكنه يلزم إجراء المزيد من الأبحاث لدعم استخدامه بوصفه مكملًا لالتهاب المفاصل (2).

الدراسات السريرية حول فعالية هذه المركبات:

الدراسة الأولى:

يُروَّج لمستحضرات الغلوكوزامين والكوندرويتين على نطاق واسع بصفتها علاج لالتهاب المفاصل العظمي (OA)، وللتأكّد من فعاليتها أجريت دراسة لتقييم فائدة استخدام مستحضرات الغلوكوزامين والكوندرويتين لعلاج أعراض التهاب المفاصل في الركبة و/أو الورك بالمراجعة المنهجية systematic quality assessment وتحليل ودمج البيانات meta-analysis المستمّدة من التجارب السريرية على هذه المستحضرات (4).

وجُمعت مصادر بيانات البحث من التجارب السريرية البشرية في MEDLINE (من عام 1966 إلى حزيران 1999)، بالإضافة إلى سجل كوكرين للتجارب المُسجّلة Cochrane Controlled Trials Register، مع البحث اليدوي في مراجعات المقالات والمخطوطات والدوريات journals مكملات أمراض الروماتيزم والفُصال العظمي مع إضافة البيانات غير المنشورة عن طريق الاتصال بخبراء المحتوى ومؤلفي الدراسة ومصنعي الغلوكوزامين أو الكوندرويتين (4).

واختيرت الدراسات المنشورة وغير المنشورة مزدوجة التعمية المُعشّاة المضبوطة بدواء غُفل والمستمرة لمدة 4 أسابيع أو أكثر، والتي أعلنت عن نتائج قابلة للاستخلاص حول فعالية الغلوكوزامين أو الكوندرويتين لعلاج أعراض التهاب المفاصل في الركبة أو الورك، وقد ضمن 15 دراسة من أصل 37 في التحليل (4).

وأظهرت النتائج أن لمستحضرات الغلوكوزامين والكوندرويتين تأثيرات معتدلة إلى كبيرة في تخفيف أعراض التهاب المفاصل، ولكن مشكلات الجودة والتحيز المحتمل للنشر تشير إلى أن هذه الآثار مبالغ فيها، ومع ذلك هناك درجة معينة من الفعالية محتملة لهذه المستحضرات (4).

الدراسة الثانية:

هي تجربة متعددة المراكز مزدوجة التعمية مضبوطة بدواء غفل ودواء السيلوكوكسيب مع تداخل الغلوكوزامين/كونرويتين؛ لعلاج التهاب المفاصل Glucosamine/chondroitin Arthritis Intervention Trial (GAIT) لتقييم أمان وفعالية هذه المركبات بوصفها علاجًا لألم الركبة في هشاشة العظام (5).

قُسم 1583 مريضٍ يعانون هشاشة العظام في الركبة في 4 مجموعات عشوائيًا لتلقي 1500 ملغ من الغلوكوزامين، أو 1200 ملغ من كبريتات الكوندرويتين، أو كلًّا من الغلوكوزامين وكبريتات الكونرويتين، أو 200 ملغ من السيليكوكسيب أو الدواء الوهمي يوميًّا مدة 24 أسبوعًا. وسمح بتناول ما يصل إلى 4000 ملغ من الأسيتامينوفين (باراسيتامول) يوميًا بوصفه مسكن ألم. وكان 64% من المرضى نساءً بمتوسط عمر 59 عامًا (5). كانت النتيجة الأولية المُقاسة هي انخفاض بنسبة 20% في ألم الركبة عما كان عليه بعد 24 أسبوعًا (5).

بالمجمل لم يكن الغلوكوزامين والكوندرويتين أفضل بكثير من الدواء الوهمي في تقليل آلام الركبة بنسبة 20 بالمئة. فبالمقارنة مع معدل الاستجابة للعلاج الوهمي (60.1%)، كان معدل الاستجابة للغلوكوزامين أعلى بـ3.9%(P = 0.30) ، ولكبريتات الكوندرويتين أعلى بـ5.3%(P = 0.17) ، وللعلاج المشترك أعلى ب6.5% (P=0.09). وكان معدل الاستجابة في المجموعة السيليكوكسيب الضابطة أعلى بـ10.0% من تلك الموجودة في مجموعة الدواء الغفل. 

أما بالنسبة للمرضى الذين يعانون آلامًا متوسطة إلى شديدة من البداية، فكان معدل الاستجابة أعلى على نحو ملحوظ مع العلاج المُشارك 79.2% مقارنة مع العلاج الوهمي 54.3%، وكانت الأحداث الضائرة adverse events خفيفة ونادرة وموزعة بالتساوي بين المجموعات (5).

بالنتيجة لم تقلل الغلوكوزامين وكبريتات الكوندرويتين وحدها أو مجتمعة الألم بفعالية عند مجمل المرضى الذين يعانون هشاشة العظام في الركبة، وتقترح التحليلات الاستكشافية أنّ الجمع بين الغلوكوزامين وكبريتات الكوندرويتين قد يكون فعالًا في المجموعات الفرعية من المرضى الذين يعانون آلام الركبة المتوسطة إلى الشديدة (5).  

إذن ما الخلاصة؟

بالنظر إلى فعالية هذه الأدوية البطيئة المفعول، فإن الكوندرويتين الفموي يعدُّ أكثر فعالية من الغفل في تخفيف الألم وتحسين الوظيفة الجسدية، في حين للغلوكوزامين تأثير في الصلابة stiffness، كذلك نحتاج لدراسات أخرى للتحقق من الفعالية الدقيقة للمشاركة العلاجية، أما بالنسبة للأطباء فعليهم أخذ المعلومات السابقة مع تحمّل المريض والتكاليف الاقتصادية لهذه العلاجات بعين الاعتبار قبل اتخاذ القرار (6).

المصادر:

1- [Internet]. Nccih.nih.gov. 2020 [cited 24 July 2020]. Available from: هنا

2- (COVID-19) C، Health E، Disease H، Disease L، Management P، Conditions S et al. Dietary Supplements For Arthritis Pain Relief [Internet]. WebMD. 2020 [cited 24 July 2020]. Available from: هنا

3- Chondroitin and glucosamine Uses، Side Effects & Warnings - Drugs.com [Internet]. Drugs.com. 2020 [cited 24 July 2020]. Available from: هنا

4- McAlindon TE، LaValley MP، Gulin JP، Felson DT. Glucosamine and Chondroitin for Treatment of Osteoarthritis: A Systematic Quality Assessment and Meta-analysis. JAMA. 2000;283(11):1469–1475. doi:10.1001/jama.283.11.1469 Available from: هنا

5- Clegg DO، Reda DJ، Harris CL، et al. Glucosamine، chondroitin sulfate، and the two in combination for painful knee osteoarthritis. N Engl J Med. 2006;354(8):795-808. doi:10.1056/NEJMoa052771 Available from: هنا;

6- Zhu، X.، Sang، L.، Wu، D.، Rong، J.، & Jiang، L. (2018). Effectiveness and safety of glucosamine and chondroitin for the treatment of osteoarthritis: a meta-analysis of randomized controlled trials. Journal of orthopaedic surgery and research، 13(1)، 170. هنا