الغذاء والتغذية > الفوائد الصحية للأغذية

الزعتر.. أوراق صغيرة بفوائد كبيرة

يُعد الزعتر من أهم أعشاب منطقة البحر المتوسط، وينتمي لعائلة النعناع؛ وهي العائلة الشفوية Lamiaceae، وله أنواعٌ كثيرةٌ يصل عددها إلى 400، أكثرها شهرةً الزعتر الشائع Thymus vulgaris ذو الأوراق المدببة والنكهة الحريفة. والزعتر نباتٌ دائم الخضرة مع فترة خمولٍ شتوية، ينمو بريًّا على سفوح تلال منطقة المتوسط ومنحدارتها (1,3).

وقد كان الزعتر يستخدم قديمًا لأغراض عديدة مثل التحنيط، ومنح الشجاعة والقوة في المعارك لمحاربي الرومان والإغريق، وعلاج الأشخاص الذين يعانون الحزن أو الخجل، كذلك تُستعمل أوراقه للطهي في المطبخ الفرنسي والمتوسطي إضافةً إلى صنع الشاي وخلطات الأوراق العطرية المجففة. ويمكن أن تستخدم الأوراق - بسبب الزيت العطري الموجود فيها - في حماية الأقمشة مثل الكتان من الحشرات (1,3,5).

ويحتوي الزيت العطري للزعتر على مادة الثيمول Thymol بنسبة 60%، إضافةً إلى مادة الكارفاكرول Carvacrol، وقد أشارت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA إلى أنه آمن للاستخدام من قبل الإنسان بالكميات المعتادة في الطهي، لكنه يعد مكونًا فعالًا في صناعة منتجات العناية بالبشرة العضوية والطبيعية، والعطور، والصابون، ومستحضرات التجميل، ومعجون الأسنان، ومزيلات الروائح الطبيعية، ومزيلات العرق، ومبيدات الآفات البكتيرية والحيوانية وطاردات للحشرات والبعوض، ويمكن أن يُستفاد من هذا الأمر منزليًا عن طريق فرك أوراق الزعتر لتحرير الزيت العطري منها، وخلطها مع ملعقة زيت زيتون أو ربع كوب ماء (1-5).

من جهةٍ أخرى، يعد الثيمول خصوصًا، وزيت الزعتر عمومًا، مادةً حافظة طبيعية للمنتجات الغذائية ضد عديدٍ من أنواع البكتيريا الشائعة المنقولة بالغذاء Foodborne pathogens، حتى عند استخدامه بتراكيز منخفضة، ويُطيل مستخلص الزعتر أيضًا استقرارَ زيوت الطهي التي تتأكسد نتيجة الحرارة والتخزين، الأمر الذي يسبب عادةً انخفاض جودتها وقيمتها وسلامتها الغذائية (3).

أما طبيًّا، فكثيرًا ما يُستخدم زيت الزعتر وأزهاره في عديدٍ من المجالات، سواء كان وحده أم مع أعشابٍ أخرى، فهو من مضادات الأكسدة المهمة، ويستخدم لتحسين اضطراب الحركة لدى الأطفال Dyspraxia، ولحالات التهاب المفاصل (2,5). وتوجد للزعتر تطبيقاتٌ صحية عديدة، لكن لا بدَّ من مناقشتها مع الأطباء قبل اعتمادها، ومنها:

1- الاضطرابات الجلدية: فهو يدخل في تركيب المراهم المضادة للجراثيم والفطريات ويفيد في حالات الأكزيما، ويخفف تهيّج الجلد، ويساعد على نمو الشعر (2,3,10)، كذلك ثبت تأثيره المضاد لحب الشباب الناتج من نمو بكتيريا Propionibacterium acnes، متفوقًا بذلك على المستحضرات الحاوية على البنزويل بيروكسيد الذي يسبب إحساسًا بالحرقة وتهيجًا جلديًا لدى بعض الأشخاص (1,3,6).

2- صحة الفم: يُستخدم في الغسولات الفموية بفضل خصائصه المطهرة والمضادة للفطريات، ولاحتوائِهِ على مادة الثيمول التي تدخل في بعض التراكيب المانعة لتسوس الأسنان، ويمكن أن يكون الزعتر فعالًا للغرغرة والتهابات اللثة والحلق والفم وإزالة رائحة الفم الكريهة (1,2,4).

3- الاضطرابات الهضمية: يفيد تناول الزعتر في علاج حالات المغص واضطراب المعدة وآلامها والتهاب المعدة والإسهال والغازات، ويعد فاتحًا للشهية أيضًا. ويمكن أن يساعد تناوله مع زيوت السمك والفيتامين E في تحسين عسر الهضم عند الأطفال (1-3).

4- الجهاز التنفسي: استخدم منذ القدم علاجًا لنزلات البرد، ويساعد شربه على تخفيف حالات التهاب الحلق والسعال. وقد بينت الأبحاث الحديثة أيضًا أنَّ تناوله مع الأعشاب الأخرى يُحسِّن أعراضَ التهاب الشعب الهوائية والتهابات الجهاز التنفسي العلوي ونزلات البرد ويقلل إنتاج البلغم لدى البالغين والأطفال والمراهقين (1-4).

5- ضغط الدم: بينت الدراسات على حيوانات التجارب أن له تأثيرًا خافضًا لضغط الدم، وخفض معدل ضرباتِ القلب ونسبة الكوليسترول لدى الفئران التي تعاني ارتفاع ضغط الدم، لذا يُنصح باستخدامه للتنكيه بدلًا من الملح، وخصوصًا من قبل مرضى الضغط (1,3,7).

6- الفعالية المضادة للأحياء الدقيقة: يحتوي الزعتر وزيته على الثيمول ومواد كيميائية أخرى مضادة للبكتيريا والفطريات (2-4)، وقد أُثبِتَت فعاليته تجاه عديدٍ من البكتيريا الممرضة مثل المكورات العنقودية Staphylococcus، والمكورات المعوية Enterococcus، والإشريكية Escherichia، والزائفة Pseudomonas، والمبيضات البيض Candida albican، وله فعاليةٌ في طرد الديدان والطفيليات (3,4,9).

7- مهدئ عام ومعزز للمناعة: يوصى باستخدامه موضعيًا لتهدئة آلام المفاصل والنقرس وعرق النسا والأوجاع العامة وآلام تقلصات الدورة الشهرية. ويحتوي الزعتر على فيتامينات A وC، وB1 وB6 بالإضافة إلى احتوائه على معدن النحاس، والمنغنيز، والحديد، والكالسيوم، والمغنيزيوم، وتفيد هذه العناصر الصغرى في تعزيز المناعة وبناء أنسجة الجسم، وإنتاج خلايا الدم وتنظيم وظائف الأعصاب والعضلات والقلب والحفاظ على قوة العظام (1,5,11).

المخاطر والمحاذير:

توجد موانع تحدُّ من إمكانية استهلاك الزعتر من قبل بعض الأشخاص، خصوصًا أن الجرعة المناسبة منه تعتمد على عوامل عدة، مثل عمر المستخدم وصحته وغير ذلك، ولا بد من اتباع توجيهات المنتِج أواستشارة الأخصائي قبل استخدامه، لكنه يعد آمنًا - كما ذكرنا - وفق الكميات المستهلكة في الطعام أو في فتراتٍ بسيطة عند المعاناة من بعض الأمراض (2) لكنه يُنصح بالحذر عند استخدامه من قبل بعض الأشخاص، ومنهم:

- الحوامل والمرضعات، فالجرعات الكبيرة منه قد تحفز تقلصات الرحم (11).

- قد يسبب اضطرابات الجهاز الهضمي أو الصداع أو الدوار لدى بعض الأشخاص.

- قد يسبب الحساسية لمن يعانون من حساسية الأوريغانو والأنواع الأخرى من العائلة النباتية الشفوية Lamiaceae.

- قد يبطئ تخثر الدم، ويزيد خطر النزيف والكدمات، خاصةً إذا استُخدم بكميات كبيرة، لذا يجب الامتناع عنه قبل أسبوعين من إجراء أي عمل جراحي والحذر في حال استخدام مضادات التخثر Anticoagulant ومضادات الصفيحات Antiplatelet وغيرها من الأدوية، ونذكر من الأدوية التي يتعارض معها الزعتر الأسبيرين، والديكلوفيناك، والإيبوبروفين، والنابروكسين.

- بعض الحالات الحساسة للهرمونات، مثل سرطان الثدي والرحم والمبيض وبطانة الرحم أو الأورام الليفية الرحمية، إذ يمكن أن يعمل الزعتر مثل الإستروجين في الجسم، مما يُفاقم الحالة ويزيدها سوءًا.

- قد يسبب زيت الزعتر تهيج الجلد لدى بعض الأشخاص، في حين يكون آمنًا على آخرين (2).

 

أخيرًا وبسبب نكهته المميزة، فإن الزعتر عنصرٌ مهم من مجموعة المنكهات والتوابل، ويمكن إضافته إلى الخل أو زيت الزيتون أو العسل أو المخللات أو الصلصات، وتتناغم نكهته مع مجموعة متنوعة من الأطعمة كاللحوم، والأسماك، والشوربات، واليخنات. وللحصول على أفضل جودة ونكهة يجب انتقاء أوراق الزعتر الطازجة الخضراء، وخصوصًا إن كان ذلك قبل فترة الاِزهار، إذ تكون نسبة مركبات النكهة فى تلك الفترة أعلى، ويمكن أن يُخزَّن الزعتر الطازج في الثلاجة مدة أسبوع بعد لفه بمنشفة ورقية ووضعه ضمن كيس بلاستيكي، أما الزعتر المجفف فيجب حفظه في وعاء محكم الإغلاق للحفاظ على نكهته لأكبر درجة ممكنة (5).

المصادر:

1- 9 Health Benefits of Thyme [Internet]. Healthline. 2020 [cited 30 May 2020]. Available from: هنا

2- Thyme: Uses, Side Effects, Interactions, Dosage, and Warning [Internet]. Webmd.com. 2020 [cited 30 May 2020]. Available from: هنا

3- hyme: Benefits, history, and forms [Internet]. Medicalnewstoday.com. 2020 [cited 30 May 2020]. Available from: هنا

4- Health Benefits of Thyme [Internet]. HerbalRemediesAdvice.org. 2020 [cited 30 May 2020]. Available from: هنا

5- Thyme [Internet]. Betterhealth.vic.gov.au. 2020 [cited 30 May 2020]. Available from: هنا

6- Thyme extract 'fights acne' claim newspapers - Health news - NHS Choices [Internet]. Nhs.uk. 2020 [cited 30 May 2020]. Available from: هنا

7- Alamgeer, Shoaib Akhtar M, Jabeen Q, Khan H, Maheen S, Ur-Rash H. et al. Pharmacological evaluation of antihypertensive effect of aerial parts of Thymus linearis benth. [Internet]. 2014 [cited 7 September 2020];71(4):677-82. Available from: هنا

8- Thymol [Internet]. Archive.epa.gov. 2020 [cited 30 May 2020]. Available from: هنا

9- Sienkiewicz M, Lysakowska M, Ciecwierz J, Denys P, Kowalczyk E. Antibacterial Activity of Thyme and Lavender Essential Oils. Medicinal Chemistry [Internet]. 2011 [cited 7 September 2020];7(6):674-689. Available from: هنا

10- Shimelis N, Asticcioli S, Baraldo M, Tirillini B, Lulekal E, Murgia V. Researching accessible and affordable treatment for common dermatological problems in developing countries. An Ethiopian experience. International Journal of Dermatology [Internet]. 2012 [cited 7 September 2020];51(7):790-795. Available from: هنا

11- 3. Thyme Herbal Remedies [Internet]. HerbalRemediesAdvice.org. 2020 [cited 30 May 2020]. Available from: هنا