الكيمياء والصيدلة > صيدلة سريرية

السلوليت؛ هل نتخلص منه إلى غير رجعة؟!

يصيب الاعتلال السديلي التليفي التصلبي المتوذِّم (EFP) -أو كما يعرف بالسلوليت- 80% إلى 98% من النساء بعد سن البلوغ [1]، ويتأثر 2% من الرجال كذلك [2]، ويعود رجحانه عند النساء إلى تأثيرات الإستروجين (الذي يحفز تكاثر الأرومات الليفية، وتشكل الكولاجين، واصطناع الشحوم، وتضخم الخلايا الشحمية) والاختلافات المميزة للجنس في بنية الشحم في منطقة الأدمة وتحت الجلد، وتعاني النساء من الأعراق كافة هذه الحالةَ التي تتظاهر سريريًّا بمنسوج غير مستوٍ للجلد، يظهر على الإليتين أو الفخذين أو الوركين [2].

لمّا تُحسم الأسباب المؤدية إلى هذه الحالة، لكن قد يكون لتراكم الشحوم والهرمونات (كالإستروجين ونسبة الإستروجين/ التستوسترون) والوذمات وتكوّن الألياف المعتمد على الجنس والشدة التأكسدية دورٌ في زيادة تكون السلوليت[1]، إضافةً إلى عديد من العوامل الأخرى التي قد تؤهب تطورَه، ويكون معظمها غيرَ قابل للتغيير أو التعديل كالجنس الأنثوي والتقدم بالعمر والكميات الزائدة من الشحم تحت الجلد والعرق القوقازي أكثر من الآسيوي [2].

الفزيولوجيا المرضية:

يمكننا أن نعدَّ السلوليت خللًا بنيويًّا يحدث نتيجة الأهبة الوراثية والاضطرابات البيولوجية والكيميائية، واعتمادًا على التصوير بالرنين المغاطيسي (MRI) والفحوصات في داخل جسم الكائن الحي وخارجه يُعتقد أنَّ السلوليت ناجم عن انفتاق الشحم ضمن حواجز ألياف الكولاجين المتوضعة عموديًّا، وتمتد حواجز الكولاجين ضمن النسيج تحت الجلد من اللفافة العميقة وتلتصق تحت الجلد مباشرةً، وتكون هذه الحواجز ذات كثافات وتوزع غير متساوٍ عند مرضى السلوليت، وبما أن السلوليت يُعزى إلى خلل في المكونات البنيوية للجلد، قد يحدث سواءً عند المرضى الذين يعانون البدانة أو ذوي مؤشر كتلة جسم طبيعي، وذلك على الرغم من أن الوزن الزائد قد يفاقم من ظهوره [2].

العوامل المؤهبة:

العوامل المؤهبة للسلوليت

الجنس: النساء أكثر عرضة للإصابة بالسلوليت؛ بسبب التوضع المعامد للحواجز الليفية الثخينة الآنفة الذكر.
العمر: تؤدي التغيرات التشريحية والفزيولوجية الطبيعية التي تحدث في فترة ما بعد البلوغ إلى حدوث السلوليت عند النساء مع تقدم العمر، ويؤدي ضمور البشرة إلى زيادة شدة المرض.
الأهبة الوراثية: تمتلك النساء غالبًا جسدًا مشابهًا لنساء أخرى ضمن العائلة نفسها، الذي يدعم نظريًّا حدوث السلوليت ودرجته.
العرق: أكثر شيوعًا عند النساء القوقازيات منه عند النساء الآسيويات أو الأفريقيات أو الأمريكيات.
زيادة الشحوم تحت الجلد: يزداد ظهور السلوليت على سطح الجلد نتيجة زيادة النسيج الشحمي في طبقة تحت الجلد.
النظام الغذائي: تؤدي الأنظمة الغذائية الغنية بالكربوهدرات إلى ارتفاع إنسولين الدم وتحرض اصطناع الشحوم الذي يمكن أن يؤدي إلى زيادة كليّة في محتوى الجسم من الشحوم ومن ثم زيادة فرصة حدوث السلوليت.
نمط الحياة الجلوسي: تعيق الفترات المطولة من الجلوس أو الوقوف الدورانَ الدمويّ، مؤديةً إلى ركوده وتغيراتٍ في الجريان الدموي الدقيق في المناطق المعرضة لخطر حدوث السلوليت.
الحمل: يحفز الحمل ارتفاعَ بعض الهرمونات، كالبرولاكتين والإنسولين وارتفاع حجم السوائل الكلي وتكون السلوليت واحتباس السوائل.
 
Adapted from Rao and colleagues. J Cosmet Dermatol 2005;4:93–1024 and Khan and colleagues. J Am Acad Dermatol 2010; 62:361–70.5

خيارات المعالجة المتوفرة:

اُستخدمت في السنوات الأخيرة عديد من العوامل والأجهزة الموضعية للمساعدة في معالجة  ظهور السلوليت أو تقليله، استهدفت مبدئيًا عديدًا من المعالجات الظاهرةَ الفزيولوجيةَ المرضيةَ لقلة النزح اللمفي واضطراب الدوران الدموي، كذلك استهدفت الأجهزة السابقة الاضطرابات التشريحية التي تحدث عند مرضى السلوليت، وتتضمن أنواع العلاجات الكبرى للسلوليت كلًّا من العوامل الدوائية الموضعية والحقنية والطرق الميكانيكية وأجهزة التواتر الراديوي (RF) والعلاج بالليزر والأمواج فوق الصوتية دقيقة البؤرة [2]، ومن العوامل الدوائية القابلة للحقن كولاجيناز المطثية الحالة للنسج (CCH).

كولاجيناز المطثية الحالة للنسج (CCH):

يعدّ الكولاجيناز الذي تنتجه جرثومة المطثية الحالة للنسج معالجة جديدة تستهدف انتقائيًّا البنية الحلزونية الثلاثية للكولاجين؛ فقد تستهدف الحواجز الكولاجينية الليفية [2].

وقد نال الدواء موافقة إدارة الغذاء والدواء لمعالجة الحالات المتوسطة إلى الشديدة من السلوليت في الإليتين عند المرأة البالغة، ويعدّ هذا الدواء أولَ معالجة حقنية للسلوليت تحصل على موافقة تنظيمية، ويُعتقد أنّ الحواجز الليفية تحرر أنزيميًّا عندما يحقن ضمن منطقة العلاج عبر الاستهداف النوعي للكولاجين من النوعين 1 و3 الذي من الممكن أن يؤدي إلى الحصول على جلد أملس وتحسين مظهر السلوليت [3].

يتكون كولاجيناز المطثية الحالة للنسج من نوعين منقيين من الكولاجين (AUX-I و AUX-II ) يجريان حلمهة للكولاجين في الظروف الطبيعية مما يؤدي إلى تخريب بنى الكولاجين (كالحواجز الليفية)، وهو معتمد أيضًا من FDA لمعالجة الأمراض المرتبطة بالكولاجين (مثل تقلص دوبويتران وداء بيروني)، وفيما يتعلق بـEFP أظهرت نتائج دراسة في الطور 1 ودراسة متدرجة الجرعة في الطور 2 تحسنًا في مظهر السلوليت عن طريق CCH مقارنةً بالدواء الغفل [2].

الجرعة:

حتى 0.07 mg 0.03 ml تعطى على شكل حقنات تحت الجلد؛ إذ تكون الكمية الكلية mg 0.84 لكل منطقة معالجة واحدة، وقد تشمل الزيارة الواحدة منطقتي معالجة على الأكثر [4].

التأثيرات الجانبية:

ككل المعالجات التي تستهدف الحواجز الليفية سيشعر المرضى بتكدّم ملحوظ بعد الحقن قد يستمر لأسابيع عدّة [1]، وتشمل الآثار الجانبية الشائعة كالتورم والنزف والإيلام بموضع الحقن والحكة والاحمرار وسخونة وتشقق الجلد [5].

لوحظ في السنوات الماضية التطور السريع في مجال التقانات المتوفرة لمعالجة السلوليت، وقد كانت تلك المعالجات فعالة في علاج هذه الحالة.

وقد استعرضنا إستراتيجية علاجية جديدة قد تساعد الأطباء السريريين في مواجهة تآزر العوامل المتعددة المؤدية لها بما يتناسب مع احتياجات المرضى، وبالتأكيد نحتاج المزيد من الدراسات السريرية لمقارنة التقنيات والأجهزة المتنوعة لعلاج السلوليت ولدراسة إمكانية تطبيق معالجات مشاركة.

المصادر:

1- Sadick N. Treatment for cellulite. International Journal of Women's Dermatology. 2019;5(1):68-72.

2- Davis D, Boen M, Fabi S. Cellulite. Dermatologic Surgery. 2019;45(9):1171-1184.

3- FDA Approves Collagenase Clostridium Histolyticum–aaes [Internet]. Medscape. 2020 [cited 22 July 2020]. Available from: هنا

4- Xiaflex, Qwo (collagenase clostridium histolyticum) dosing, indications, interactions, adverse effects, and more [Internet]. Reference.medscape.com. 2020 [cited 22 July 2020]. Available from: هنا

5- Collagenase clostridium histolyticum Uses, Side Effects & Warnings - Drugs.com [Internet]. Drugs.com. 2020 [cited 22 July 2020]. Available from: هنا