الطب > ‏معلومة سريعة‬

الحمى القرمزية (Scarlet fever)

إنَّ الحُمَّى القُرمزية (Scarlet fever) هي عدوى بكتيريّة تظهر لدى بعض المصابين باِلتهاب الحلق العقدي، وتُسبّبها (عقديات المجموعة أ - Streptococcus group A)، ومن الممكن أن تُصيب الأشخاص من جميع الأعمار (1)(2)(3)؛ ولكنَّها تؤثّر أساسًا في الأطفال، وتنتشر بينهم أكثر من البالغين (1)، وخصوصًا في الأعمار بين 5 إلى 15 عامًا (3).

ويتسبّب هذا النّوع من الحُمّى في ظهور طفحٍ جلديٍّ أنموذجيٍّ، وحُمّى شديدةٍ واِلتهابٍ في الحلق (1)، وتبدأ الأعراض عادةً بعد يوم إلى ثلاثة أيامٍ من الإصابة، وتشمل أعراضها ما يأتي: التهابٌ وألمٌ في الحلق خصوصًا عند البلع، وحمّى وقشعريرةٌ، وطفحٌ جلديٌّ دون حكّةٍ، وتكَوّن العديد من البقع الصّغيرة التي من الممكن أن تنتشر في خلال أيّامٍ قليلةٍ من الجذع إلى الرّقبة ثمّ اليدين والقدمين؛ ولكن عادةً لا تصيب الجلد حول الفم فتظهر حلقةٌ شاحبةٌ حوله أو حول راحة اليد أو حول أخمص القدم (1)، ومن الممكن أن يستمرَّ هذا الطّفح أكثر من أسبوع. أمّا من ناحية الأعراض الأخرى التي من الممكن أن تُسبّبها؛ فتشمل: 

لكن في بعض الأحيان قد تكون أعراضها خفيفةً للغاية، ولا تشمل سوى التهاب حلقٍ خفيفٍ، وحمّى معتدلةٍ، وطفحٍ جلديٍّ بسيطٍ (1).

 وكما قلنا سابقًا؛ فإن الإصابة بالحُمّى القُرمزيّة ترجع إلى العقديات مجموعة (أ) (Streptococcus group A)، وهي التي تُسبِّب التهاب الحلق العقدي؛ إذ تُطلِق هذه العقديات ذيفانًا يُسبّب حدوث طفحٍ جلديٍّ واِحمرار اللّسان، وتنتشر هذه البكتيريا عادةً من شخص إلى آخر عبر رذاذ السّعال أو العطاس (1)، لذلك فإن الاِتصال الوثيق بالمصاب هو عامل الخطر الأكثر شيوعًا وخصوصًا في الأماكن المزدحمة مثل: المدارس، والثّكنات العسكريّة، ومراكز الرّعايّة الصّحيّة (3).

وإذا لم تُعالَج الحُمّى القُرمزيّة فقد تُسبّب مضاعفاتٍ عديدةً؛ إذ قد ينتج عنها اِلتهابٌ في الأذن الوسطى أو اللّوزتين(1) أو الإصابة بخرّاجات العقد اللّمفيّة أو قد تُسبّب تلف الكبد والكِلى واِلتهاب الرّئة والجيوب (2). وفي حالاتٍ نادرةٍ يُمكن أن تؤدّي إلى الإصابة بالحُمّى الرّوماتيزميّة، وهي حالةٌ خطيرةٌ يُمكن أن تُسبّب اِلتهابًا في مختلف المفاصل أو الأعضاء (مثل القلب أو الكلية) (1).

ويُمكن للأطبّاء تشخيص الحُمّى القُرمزيّة استنادًا إلى أعراضها المميّزة، وغالبًا ما يجرون اختبارًا سريعًا وهو (اختبار الكشف عن المستضد) (1)(2)؛ إذ تُؤخَذ مسحةٌ من الحلق، ويجري التّحقُّق من وجود المكوّرات العقديّة فيها، وتظهر نتائجه عادةً في دقائق، ولكنّها غير موثوقة دائمًا، ففي بعض الأحيان يعطي الاختبار نتائجَ سلبيّةً كاذبةً، ويُمكن حينها أخذ عيّنة من اللّوزتين وإرسالها إلى المخبر للحصول على نتائج أدقّ (1).

العلاج:

تُستعمل المضادات الحيويّة لعلاج الحُمّى القُرمزيّة، وعادةً ما تجعل الأعراض تزول في غضون أيامٍ قليلةٍ، والمضادّ الحيويّ الأكثر استعمالًا هو البنسلين، ويُعطى مرتين أو ثلاث مراتٍ يوميًّا ومدّة عشرة أيّام؛ ولكن في حالة وجود حساسيّةٍ لدى المريض تجاه البنسلين أو عدم قدرته على تحمّله، فيُمكن وصف المضادات الحيويّة الأخرى (1) مثل: السيفالوسبورينات (3)، ويمكن تخفيف الأعراض الأخرى مثل: التهاب الحلق أو الحمّى عن طريق تناول أدويةٍ مثل: البروفين أو الباراسيتامول. 

ومن المهم الاستمرار في تناول جميع الأدوية حتّى لو اختفت الأعراض، فهي الطريقة الوحيدة للتأكّد من القضاء على جميع الجراثيم (1)، وعادةً ما تتحسّن الأعراض بسرعةٍ عند استعمال العلاج السّليم، ومع ذلك فقد يستمرّ الطّفح مدّة تصل من أسبوعين إلى 3 أسابيع قبل أن يختفي تمامًا (2).

المصادر:

1. Overview S. Scarlet fever: Overview [Internet]. Ncbi.nlm.nih.gov. 2020 [cited 26 July 2020]. Available from: هنا

2. fever S. Scarlet fever: MedlinePlus Medical Encyclopedia [Internet]. Medlineplus.gov. 2020 [cited 26 July 2020]. Available from: هنا

3. Group A Strep | Scarlet Fever | For Clinicians | GAS | CDC [Internet]. Cdc.gov. 2020 [cited 26 July 2020]. Available from: هنا