النشاط البدني وجائحة COVID-19

أصبحنا في هذا الوقت بأمسِّ الحاجة إلى دعم مناعتنا التي تساعدها على مقاومة الأمراض الجديدة التي أصبحت تحيط بنا من كل جانب وقد لا يكون COVID-19 آخرها!

وتعدُّ الرياضة وممارسة النشاط البدني من أهم سبل تعزيز مناعة الجسم إلى جانب التغذية المتوازنة، ويشمل النشاط البدني المشاركة في النشاطات الرياضية المختلفة وركوب الدراجة والمشي والرقص إضافةً إلى النشاطات التي تندرج تحت بند العمل وأشغال المنزل والاهتمام بالحدائق وغيرها (1).

وبسبب جائحة COVID-19 التي اجتاحت العالم، أصبحت حركتنا محدودةً جدًا، وهذا ما جعل التركيز على أهمية النشاطات البدنية لكل الأعمار والفئات أمرًا ضروريًا، فاستراحةٌ صغيرةٌ قدرها 3-5 دقائق للمشي أو التمدد كفيلةٌ بتجنيبنا مساوئ الجلوس المستمر، وتساعدنا على تقليل الشدّ على العضلات وإراحة الذهن وتحسين الدورة الدموية أيضًا (1).

وفي الواقع فإن فوائد النشاط البدني تبدأ معنا منذ الصغر، فهي تساعد على دعم صحة الأطفال ونموهم وتقلل احتمال إصابتهم بالأمراض مع التقدم بالعمر، أمّا لدى البالغين فهي تفيد في تجنب الإصابة بعديدٍ من الحالات الصحية مثل ضغط الدم والبدانة وأمراض القلب والسكري وغيرها، وتحسِّن صحة العظام والعضلات وتزيد قوتها ومرونتها، كذلك تحسن التوازن فتساعد بذلك على وقاية كبار السن من السقوط والتعرض للكسور والرضوض (1).

ولم يُعرف دور الرياضة في تعزيز آلية دفاعات الجسم بعد، لكن توجد عدة نظريات لتفسير ذلك؛ فإمّا أن يكون ذلك بزيادة طرح العوامل الممرضة عبر الشهيق والزفير، مما يحمي من الزكام والرشح، أو بإِحداث تغييراتٍ في الأجسام المضادة Antibodies وكريات الدم البيض WBCs وزيادة سرعة دورانها في الجسم كي تتمكن من كشف العوامل الممرضة أبكر ما يمكن، كذلك يُحتمل أن يُسهم الارتفاع الطفيف في حرارة الجسم في أثناء التمرين وبعده في منع نمو الجراثيم ومحاربة الالتهابات بكفاءةٍ أكبر، وأخيرًا يمكن للرياضة أن تبطئ تحرير هرمونات التوتر التي تزيد احتمال الإصابة بالأمراض عند ارتفاع مستوياتها (2). وتشير الدراسات بوضوحٍ إلى أن العلاقة بين الرياضة وخطر الإصابة بالأمراض عمومًا علاقةٌ عكسية، وأنّ الجمع بين النظام الغذائي المتوازن والنشاط الرياضي يقلل معدل تدهور الجهاز المناعي المترافق مع التقدم بالعمر (3-6)، لكن عدة أبحاث بيَّنت ارتفاع خطر الأمراض لدى الرياضيين الذين يمارسون رياضاتٍ شديدةً لفترةٍ بسيطةٍ من الزمن؛ كما في المسابقات والمنافسات الشديدة، إذ تصبح أجسامهم نتيجة الإجهاد الكبير أكثر عُرضةً للأمراض (2,3,6).

نصائح ممارسة الرياضة في ظل جائحة COVID-19؟

على الرغم من أهمية ممارسة التمارين الرياضية لتعزيز الصحة، لكن من الضرورية لأي شخصٍ يعاني  من الحمى أو السعال وصعوبة التنفس أن يمتنع عن ممارستها، أمّا الأشخاص الأصحاء الذين يرغبون بممارسة الرياضات الهوائية (الآيروبيك Aerobics) كالمشي وركوب الدراجات خارجًا فيجب عليهم الحفاظ على التباعد الاجتماعي والمواظبة على غسل الأيدي جيدًا بالماء والصابون قبل المغادرة وعند الوصول إلى وجهتك وبعد العودة إلى المنزل، وإن لم يتوفر الماء والصابون فيجب استعمال الكحول إلى حين العودة. أما عند الرغبة بممارسة الرياضة في المنزل، فيمكن الاستعانة بصعود الدرج أو أداء بعض الواجبات المنزلية أو الانضمام إلى دروس الرياضة عبر الإنترنت أو حمل بعض الأدوات البسيطة كي تكون بمثابة أثقال يُستعان بها لزيادة شدة التمارين (1).

وإن كنت لا تمارس الرياضة إطلاقًا، فيمكنك أن تستغل هذه الفرصة كي تبدأ بفتراتٍ قصيرة تزداد مدتها وشدتها تدريجيًا مع مرور الوقت حتى تصل إلى 150 دقيقةً أسبوعيًا من التمارين متوسطة الشدة أو 75 دقيقةً من الرياضات الشديدة أسبوعيًا، مع تمارين تقوية العضلات مرتين أسبوعيًا على الأقل (1).

قد يظن المرء أنّ هذا الأمر صعبٌ في البداية، لكنه أصبح أكثرَ أهميةً في الوقت الحالي بسبب نمط الحياة التي أصبحنا نعيشها والوقت الطويل الذي أصبحنا نمضيه ونحن جالسون، إضافةً إلى ذلك فإن من شأن الرياضة أن تعزز الصحة النفسية وتقلل خطورة الاكتئاب الذي أصبحنا نشاهده بكثرة في ظل الجائحة التي نمر بها (1). وفي هذا المقال نقدم لكم بعض الأفكار لممارسة الرياضة في المنزل هنا

المصادر: