الفيزياء والفلك > علم الفلك

اكتشاف نوع جديد من الكواكب الضخمة جدا شبيهة بالأرض

في التسارع الأخير للاكتشافات أعلن فريق من علماء الفلك يوم الاثنين الماضي اكتشافهم لنوع جديد من الكواكب ، عوالم صخرية ضخمة جدا وتبلغ كتلتها 17 ضعف من كتلة الارض ! النظريات السابقة تنفي وجود او تشكل مثل هذه الكواكب الصخرية العملاقة لأنها سوف تكون قادرة _ كما يفترض _ على جذب كميات هائلة من غاز الهيدروجين وغازات أخرى لتشكيل كواكب غازية ككوكب المشتري ولكن لكن الكوكب المكتشف هو صخري بالكامل وشبيه الى حد كبير بكوكبنا الارض !

فوجئ العلماء في مركز هارفارد سميثونيان للفيزياء الفلكية الذين قادوا عملية البحث عند اكتشافهم لهذ الكوكب و وصفوه بأنه غودزيلا جميع الكواكب المكتشفة الشبيهة بالأرض! ولكنه بعكس الوحش المتمثل في الأفلام السينمائية فان الكوكب كبلر-10C يملك مقومات مشجعة للحياة .

الكوكب الضخم المكتشف حديثاً كبلر-10C يدور حول نجمه الشبيه للشمس مرة كل 45 يوم ويبعد عن الارض 560 سنة ضوئية في كوكبة التنين كما يحتوي هذا النظام على كوكب كبلر- 10b كتلته 3أضعاف كتلة الأرض ،سريع جداً يبلغ زمن مداره 20 ساعة .

رصد الكوكب كبلر-10C من قبل المركبة الفضائية كبلر التابعة لوكالة ناسا التي تستطيع الكشف عن الكواكب باستخدام طريقة العبور، حيث تبحث عن النجم الذي تخفت اضاءته بسبب مرور الكواكب امامه ومن خلال قياس كمية خفوت اضاءة النجم يمكن للفلكيين حساب قطر الكوكب ولكن لا يستطيع كبلر تحديد طبيعة الكوكب فيما اذا كان صخري أو غازي .

وفي بداية اكتشاف كبلر-10C الذي يبلغ قطره 18000كيلومترحيث صنف على أنه كوكب غازي و تحت تسمية نبتون مصغر mini-Neptunes تملك كواكب هذه الفئة على غلاف غازي سميك جداً.

قام فريق البجث بقياس كتلة هذا الكوكب فوجدوا أن وزنه يبلغ 17 ضعف من كتلة الارض وهو أكثر من المتوقع وعليه يجب ان يكون تكوينه من الصخور والمواد الصلبة الأخرى وبكثافة عالية .

النظريات المقترحة تجد صعوبة بالغة في شرح كيفية تكون و تطور هذا الكوكب الصخري الضخم ومع ذلك تشير بداية الدراسات بانه ليس الكوكب الوحيد بهذه المواصفات !

ان اكتشاف كبلر-10C لديه مدلولات عميقة ايضاً على تاريخ الكون واحتمال وجود حياة ، ويقدر عمر نظام كبلر 10 حوالي 11 مليار سنة مما يعني بأنه تشكل بعد أقل من 3 مليارات سنة من الانفجار العظيم .

في بدايات الكون كانت أكثر العناصر المتوافرة هي الهيدروجين والهيليوم فقط ، والعناصر الثقيلة التي تكون الكواكب الصخرية متل السيليكون والحديد وغيرها كانت تخلق في الاجيال الأولى من النجوم ، وتنتشر هذه المكونات الى الفضاء من خلال انفجارها لتشكل لاحقاً اجيال من النجوم والكواكب ، ينبغي ان تستغرق هذه العملية مليارات السنيين ولكن كبلر-10C كسر هذه القاعدة وأثبت أن الكون كان قادراً على تشكيل مثل هذه العوالم الصخرية في الوقت الذي كانت فيه العناصر الثقيلة نادرة جداً .

ان تشكل هذا الكوكب في وقت أبكر بكثير مما كنا نعتقد قدم لنا فكرة عميقة عن بدايات الكون وامكانية تشكل هذه المواد وبالتالي الحياة ! ويخبرنا هذا الاكتشاف بانه علينا ان لا نستبعد النجوم القديمة في بحثنا عن الكواكب الشبيهة بالأرض. واذا كان بالفعل يمكن للنجوم القديمة أن تحوي مثل هذه الكواكب الصخرية سيزيد ذلك من فرص ايجاد الحياة في جوارنا الكوني .

المصادر:

هنا