الغذاء والتغذية > معلومة سريـعـة

التغذية والمناعة... الحديد وتقوية دفاعات الجسم

أصبحنا في هذا الوقت بأمسِّ الحاجة إلى دعم مناعتنا بالمغذيات التي تساعدها على مقاومة الأمراض الجديدة التي أصبحت تحيط بنا من كل جانب والتي قد لا يكون COVID-19 آخرها!

لكن تقوية الجهاز المناعي ليست عملية لحظية أو سريعة تحدث بمجرد تزويد الجسم بكمياتٍ إضافيةٍ من المغذيات، بل هي عمليةٌ تراكميةٌ طويلة الأمد، ولا سبيل إلى دعم صحة الجسم ومناعته إلا بالتغذية الصحيحة والمتوازنة. لذا سنعرِّفكم تباعًا إلى عددٍ من العناصر الضرورية لتعزيز المناعة وكيفية الحصول على حاجتنا منها بطريقة صحية ومتوازنة..

يعد الحديد Iron من العناصر المهمة في الجسم لما له من دورٍ في كثيرٍ من العمليات الحيوية مثل اصطناع البروتينات الناقلة للأوكسجين (الهيموغلوبين والميوغلوبين) واصطناع الحمض النووي DNA وتكوين الأنزيمات الحاوية على الحديد والتي تدخل في عمليات نقل الالكترونات وتفاعلات الأكسدة والاختزال في الخلايا (1).

ويسبب نقص مخازن الحديد في الجسم إرهاقًا عامًا وضيقًا في التنفس وتسرُّعًا في ضربات القلب إضافةً إلى الدوار وألم الرأس وبرودة الأطراف (1,2)، ويمكن أن يُصاب الشخص بعوز الحديد سواء كان ذلك مع فقر الدم أم بدونه، إضافةً إلى اضطرابات وظيفية متعددة أهمها ما يؤثر في الآليات المناعية في الجسم (1).

ويؤدي المدخول غير الكافي من الحديد إلى كبح المناعة، مما يعرض الشخص إلى الأمراض المختلفة عن طريق التأثير في المناعة الطبيعية Innate immunity، والمناعةِ المكتسبة Adaptive immunity بجزأيها؛ استجابة الأجسام المضادة Antibody response واستجابة المناعة الخلوية عن طريق الخلايا التائية T cell-mediated response. وتشمل التأثيرات الضارة لعوز الحديد كلًا من تراجع وظائف العَدِلات Neutrophils؛ وهي إحدى أنواع كريات الدم البيض، وانخفاض تعداد الخلايا اللمفاوية التائية T-lymphocyte، واضطراب النشاط الطبيعي للخلايا القاتلة Killer cell، وغيرها (3).

ولتعويض مخازن الحديد في الجسم ومنع الإصابة بعوز الحديد يُنصح بزيادة استهلاك منتجات اللحوم الغنية بالحديد الهيمي Heme iron، وزيادة المدخول اليومي من الخضار والفاكهة، إذ يساعد الفيتامين C فيها على تحسين امتصاص الحديد اللاهيمي Nonheme iron الموجود في المنتجات النباتية مثل العدس والبقوليات وغيرها، وهنا يُنصح بتخفيف استهلاك الشاي والقهوة اللذان يثبِّطان امتصاص الحديد اللاهيمي.

من جهةٍ أخرى، يفضل اتباع طرائق التحضير والطهي التي تخفف كميات حمض الفايتيك Phytic acid الموجود طبيعيًا في البقوليات والحبوب الكاملة، إذ يشكل هذا الحمض مركباتٍ معقدة مع الحديد تجعل امتصاصه من قبل الجسم صعبًا، ويُنصح هنا بنقع البقوليات أو اللجوء إلى المعاملات الحرارية، وبذلك يتحسن التوافر الحيوي للحديد (1,4). وتبلغ الحاجة اليومية من الحديد 18 ملغ للنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين الـ 19 والـ 50 عامًا، و8 ملغ للرجال والنساء بعمر 51 فما فوق (5).

ويُنصح بعدم تناول مكملات الحديد الفموية إلا بعد استشارة الطبيب المعالج وإجراء التحاليل المناسبة (1)، فالمكملات الغذائية ليست حلًا سحريًا، ولا يمكن أن تحل محل النظام الغذائي المتوازن، بل يجب الامتناع عن تناولها دون توجيه الطبيب، إذ إن تناول مكملات الفيتامينات والمعادن بالترافق مع أطعمة غنية بتلك العناصر نفسها يمكن أن يؤدي إلى تجاوز المدخول اليومي الموصى به بكل سهولة، وهو أمرٌ قد يعود علينا بالضرر أكثر من النفع!

المصادر:

1. Abbaspour N, Hurrell R, Kelishadi R. Review on iron and its importance for human health. Journal of Research in Medical Sciences [Internet]. 2014 [cited 3 August 2020];19(2):164-174. Available from: هنا

2. Iron deficiency symptoms [Internet]. Healthdirect.gov.au. 2019 [cited 3 August 2020]. Available from: هنا

3. Ward R, Crichton R, Taylor D, Corte L, Srai S, Dexter D. Iron and the immune system. Journal of Neural Transmission [Internet]. 2010 [cited 4 August 2020];118(3):315-328. Available from: هنا

4. Iron [Internet]. The Nutrition Source. [cited 4 August 2020]. Available from: هنا

5. Nutrition and the immune system [Internet]. Lpi.oregonstate.edu. 2020 [cited 4 August 2020]. Available from: هنا