الغذاء والتغذية > الفوائد الصحية للأغذية

التين ..فاكهة أبطال سبارتا المفضلة

يجذب التين مع حلول شهر آب أنظار كثير من الناس بعد أن يكون قد اكتسب ما يحتاجه من حرارة فصل الصيف ليصبح حلو المذاق لذيذ الطعم.. شاركونا اليوم التعرف إلى فوائد هذه الثمار الغريبة في مقالنا الآتي..

التين فاكهة مميزة بجميع جوانبها، بدءًا من قوامها الطري وقشرتها الرقيقة التي تأتي بألوان متعددة خضراء مصفرة أو أرجوانية، وصولًا إلى اللب الأحمر الذي يفيض حلاوةً ونكهة.. تتمتع هذه الفاكهة بشعبية تعود إلى عدّة قرون، إذ شاع استخدامها قديمًا لأغراض طبية واستعان بها ممارسو مهنة الطب في الهند مطوّلًا لعلاج عددٍ من المشكلات الصحية (1)، وربما لم يكونوا مخطئين في ذلك، فقد أظهرت الدراسات الحديثة امتلاك التين لعدد كبير من الفوائد في علاج عدة أمراض (2)، نتحدث عنها فيما يأتي.. 

لكن أولًأ، علينا أن نتعرف إلى القيمة الغذائية لثمار التين، فهو يُستهلك بشكليه الطازج والمجفف، ويعد ذا محتوى منخفض من السعرات الحرارية ولا يحتوي على الدهون، وتحتوي قطعة كبيرة واحدة من التين الطازج على 47 سعرة حرارية فقط، لذا فإن تناوله يمكن أن يساعد على إنقاص وزنك كونه يمكن أن يكون بديلًا رائعًا من الوجبات الخفيفة غير الصحية.

وهو في الحقيقة واحد من أغنى الأغذية النباتية بالفيتامينات والمعادن، فهو يحتوي على فيتامينات A وB وC وK، إضافةً إلى الكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيزيوم والزنك والنحاس والمنغنيز والحديد. كذلك يعد من الثمار الغنية بالألياف ومضادات الأكسدة (2).

وقد تختلف القيمة الغذائية بين التين الطازج والمجفف، إذ يحتوي التين المجفف على سعرات حرارية وسكريات أكثر فضلًا عن ارتفاع نسبة الألياف الغذائية والفيتامينات والمعادن في وحدة الوزن مقارنةً بالتين الطازج، لكن التين الطازج يتميز بمحتوى أعلى من فيتامينات C وA والبيتا كاروتين (1).

ونستعرض معكم فيما يأتي أهم الحالات الصحية التي دُرس تأثير التين فيها:

1. السيطرة على الغلوكوز لدى مرضى السكري:

اقترحت منظمة الصحة العالمية WHO إمكانيةَ استخدام بعض النباتات التقليدية للمساعدة على علاج مرض السكري، ولاحظ الباحثون تأثير التين في حماية الكبد وخفض مستوى الغلوكوز، ولوحظ الأثر نفسه إضافةً إلى تقليل جرعات الأنسولين اللازمة عند استهلاك مستخلصات الأوراق أيضًا (1-3)، لكن الدراسات في هذا المجال ما زالت محدودة بعض الشيء، ويفضَّل استشارة الطبيب لمعرفة ما إذا كان التين إضافةً جيدةً للنظام الغذائي لمريض السكري (2).

2. الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي:

تؤدي الألياف دورًا مهمًا في تخفيف الإمساك وتعزيز الشعور بالشبع فترةً أطول، وعمومًا تتمتع فاكهة التين بتأثيرٍ مليّن Laxative، وكثيرًا ما يُستخدم شراب التين لعلاج الإمساك أيضًا. وقد بينت الدراسات دوره في تقليل نوبات الإمساك، واتضح أنه يمكن أن يحسِّن أعراض الإمساك الوظيفي وآلامه كما تفعل مكملات الألياف تمامًا، ويمكن أن يفيد في تحسين أعراض متلازمة القولون المتهيج IBS، لكن هذه التأثيرات ما زالت بحاجةٍ لمزيدٍ من الدراسات (1,4,5).

3. صحة الجلد:

يحتوي التين على عدد من الفيتامينات ومضادات الأكسدة والمعادن التي يمكن أن تؤدّي دورًا في تحسين الصحة العامة وإعادة توازن البشرة وتنشيط الدورة الدموية. ويُذكر أن التين كان يستخدم في الطب الشعبي لعلاج بعض مشكلات الجلد مثل الأكزيما والبهاق والصدفية، وعلى الرغم من عدم وجود دراساتٍ علمية على تلك الفعالية العلاجية، لكنَّ الأبحاث الأولية تبدو واعدة في مجال صحة الجلد (2) وخصوصًا من جهة علاج الثآليل باستخدام المادة الصمغية الموجودة في جذوع أشجار التين (1-3).

4. صحة الشعر:

يعدّ التين مكونًا شائعًا في عديدٍ من أنواع الشامبو والبلسم ومستحضرات الشعر، إذ يُعتقد أن هذه الفاكهة تقوي الشعر وترطِّبه وتعزز نموه، ورغم عدم وجود أبحاثٍ علميةٍ عن فوائد التين للشعر، لكن هنالك أدلة كثيرة ترتبط صحة الشعر بالفيتامينات والمعادن (2)، لا سيّما وأنّ التين غني جدًا بعنصر الحديد الذي يساعد على الحفاظ على شعرٍ صحي وقوي (1)، إضافةً إلى الزنك الذي يُعتقد أنه يسرِّع استعادة بصيلات الشعر لحيويتها، وقد يرتبط نقصه بحدوث تساقط الشعر، علمًا أن صحة الشعر ترتبط بكثيرٍ من العناصر منها الزنك، والنحاس، والسيلينيوم، والمغنيزيوم، والكالسيوم، وفيتامينات B وC والتي توجد بكثرةٍ في التين (2).

5. مصدرٌ جيدٌ للكالسيوم:

يعد التين واحدًا من أفضل المصادر النباتية للكالسيوم، ويمكن لمن لا يتناولون مشتقات الألبان أن يدخلوه في نظامهم الغذائي للحصول على جزء من احتياجهم من هذا العنصر، فهو مهم للوقاية من هشاشة العظام وغيرها من المشكلات الصحية الأخرى (1).

6. مصدرٌ جيدٌ لمضادات الأكسدة:

يحتوي التين المجفف على مضادات أكسدة عالية الجودة، وتفيد مضادات الأكسدة في تقليل الجذور الحرة التي تسبب الضرر لخلايا الجسم. ويوصي خبراء التغذية دائمًا بزيادة مدخول الشخص من مضادات الأكسدة عن طريق تناول مزيدٍ من الفواكه والخضروات، مثل التين (1,4,6).

7. قد يحسن الضعف الجنسي لدى الرجال:

يستخدم بعض الناس التين لاعتقادهم أنه يمتلك خصائصَ تساعد على إثارة الشهوة الجنسية، وقد لاحظ العلماء ازداد النشاط الجنسي لدى حيوانات التجارب عند استخدام خليطٍ من ثلاثة نباتاتٍ كان التي أحدَها، لكن الدراسة لم تبحث في تأثيرٍ كل نوعٍ على نحو منفرد، لذا لا يمكن الجزم بأن ذاك التأثير كان عائدًا إلى وجود التين أو غيره من العينات المدروسة، ولا توجد حتى اليوم أية دراسات على البشر في هذا المجال (1).

المحاذير والآثار الجانبية:

قد يسبب التين - وخاصةً المجفف - بعض الآثار الجانبية عند تناوله، إذ يمكن أن يزيد تناوله من احتمال الإصابة بالإسهال بسبب نسبة الألياف العالية فيه وتأثيراته المليِّنة Laxative effect. من جهةٍ أخرى يمكن أن يسبب التينُ الحساسيةَ لبعض الأشخاص، لكن بعض الأشخاص يتحسسون من تناول التين الطازج فقط ولا يتأثرون عند تناول التين المجفف.

كذلك يجب على مرضى السكري الانتباه إلى مستويات السكر لديهم حرصًا على ألا تنخفض إلى حدود أقل من المطلوب في حال تناول التين، ويُنصح بتجنُّب تناوله قبل إجراء العمليات الجراحية بأسبوعين على الأقل تفاديًا لحدوث مشكلاتٍ في ضبط سكر الدم في أثناء خلال الجراحة أو بعدها. ونظرًا لاحتواء التين الطازج والمجفف على نسبة عاليةٍ من الفيتامين K، فقد يُنصح الأشخاص الذين يتناولون أدوية مميعة للدم - مثل الوارفارين - بتجنب تناول التين (1-3).

المصادر:

1. Figs: Benefits, side effects, and nutrition [Internet]. Medicalnewstoday.com. 2020 [cited 29 May 2020]. Available from: هنا

2. Figs Health Benefits: Nutrition Information [Internet]. Healthline. 2020 [cited 29 May 2020]. Available from: هنا

3. Fig: Uses, Side Effects, Interactions, Dosage, and Warning [Internet]. Webmd.com. 2020 [cited 29 May 2020]. Available from: هنا

4. Fig Nutrition Facts and Health Benefits [Internet]. Verywell Fit. 2020 [cited 29 May 2020]. Available from: هنا

5. Pourmasoumi M, Ghiasvand R, Darvishi L, Hadi A, Bahreini N, Keshavarzpour Z. Comparison and Assessment of Flixweed and Fig Effects on Irritable Bowel Syndrome with Predominant Constipation: A Single-Blind Randomized Clinical Trial. EXPLORE. 2019;15(3):198-205. Available from: هنا

6. Antioxidants: In Depth [Internet]. Nccih.nih.gov. 2020 [cited 29 May 2020]. Available from: هنا