علم النفس > القاعدة المعرفية

اضطراب الشخصية الاعتمادية (Dependent Personality Disorder)

وفقاً للدليل التشخيصيّ للاضطرابات النفسية؛ فإنَّ الأفراد الذين يعانون اضطراب الشخصية الاعتمادية لديهم حاجةٌ مفرطةٌ إلى الحصول على العناية، مما يؤدي إلى سلوكٍ خاضعٍ متشبث، ومخاوف من الانفصال (3). 

غالباً ما يتميز الأفراد الذين يعانون هذا الاضطراب بأنهم متشائمون ومشككون بأنفسهم وبقدراتهم، وقد يشيرون باستمرارٍ إلى أنفسهم بوصفهم "أغبياء"، ويأخذون أيَّ نقدٍ أو عدم موافقةٍ دليلاً على عدم قيمتهم، ويفقدون ثقتهم بأنفسهم. لذلك يبحثون عن الحماية الزائدة أو السيطرة من الآخرين، ولهذا قد تقتصر علاقتهم الاجتماعية على عددٍ قليلٍ من الأشخاص الذين يعتمدون عليهم (2).

الأعراض:

1. صعوبةٌ في اتخاذ قراراتٍ يوميةٍ دون قدرٍ مفرطٍ من النصائح والتشجيع من الآخرين.

2. تحميل الآخرين المسؤولية عن معظم المجالات الرئيسية في حياتهم اليومية.

3. صعوبةٌ في التعبير عن المعارضة للآخرين بسبب الخوف من فقدان دعمهم أو موافقتهم.

4. صعوبةٌ في بدء أيِّ مشروعٍ أو أداء أشياء بمفردهم (بسبب الشعور بعدم الثقة بالنفس وليس بسبب نقصٍ في الدافع أو الطاقة).

5. فعل المستحيل للحصول على الرعاية والدعم من الآخرين، حتى وإن كان هذا الفعل يسبب شعوراً بالانزعاج.

6. شعورٌ بعدم الراحة أو العجز عندما يكونون بمفردهم، بسبب شعورهم بخوفٍ مبالغٍ به من عدم قدرتهم على رعاية أنفسهم.

7. البحث فورياً عن علاقةٍ أخرى لتكون مصدراً للرعاية والدعم، وذلك عندما تنتهي علاقة مقربة.

8. الانشغال غير الواقعي بمخاوف من أن يُتركوا كي يعتنوا بأنفسهم (3).

الأسباب:

سبب هذا الاضطراب غير معروف، وعادةً ما يظهر في مرحلة البلوغ المبكرة. وقد يكون الأفراد الذين عانوا اضطراب قلق الانفصال -الذي يعني الخوف والقلق المفرط من الانفصال عن المنزل أو عن الشخصية الذي يشعر بالتعلق تجاهها(4)- أو مرضاً جسديّاً مزمناً في مرحلة الطفولة أو المراهقة أكثر عرضةً للإصابة بهذا الاضطراب.

تُقدّر نسبة انتشار هذا الاضطراب بأقلَّ من 1%، وينتشر بنسبة أكبر بين النساء عنه بين الرجال (1).

العلاج:

على الرغم من أنَّ الأبحاث المتعلقة بعلاج الشخصية الاعتمادية قليلةٌ ولا يوجد كم كافٍ من البيانات؛ فإنَّ العلاج النفسي هو الدعامة الأساسية للعلاج. ويمكن للأشخاص الذين يعانون هذا الاضطراب تعلّم كيفية­ تنمية علاقاتٍ أكثر صحةً مع الآخرين ومع أنفسهم.

مثل العلاج المعرفي السلوكي؛ الذي من الممكن أن يساعد الأفراد على تغيير طريقة تفكيرهم في أنفسهم وقدراتهم، إلى جانب تحدي معتقداتهم القديمة والضارة وتغييرها، وأن يصبحوا أكثر استقلاليةً وثقةً بالنفس.

والعلاج المعرفي الذي يؤكد على تغيير الأفكار المشوّهة وغير المفيدة أيضاً، لأنه يمكن أن يركز على معتقدات المرضى عن أنفسهم.

أما تقنيات النهج القائم عن اليقظة الذهنية فقد ساعدت الأفراد المصابين باضطراب الشخصية الاعتمادية على تقدير أنفسهم وتقدير تجاربهم الخاصة، ليصبحوا أكثر وعياً بأفكارهم وعواطفهم. على سبيل المثال، يمكن أن تساعد الأفراد على إدراك أن أفكاراً مثل "أنا عاجز" أو "أنا ضعيف" هي مجرد أفكارٍ وليست حقائق ثابتة عنهم.

إضافةً الى ذلك فقد أظهرت دراسةٌ في عام 2014 أن العلاج التخطيطي كان أكثر فاعليةً في علاج اضطراب الشخصية الاعتمادية، إذ يدمج هذا العلاجُ تقنيات العلاج المعرفي والسلوكي والتجريبي والعلاج التفاعلي بين الأشخاص، ويُفترض أنّ لكل فردٍ مخططاً مختلفاً (مثل أنماطٍ أساسيةٍ نكررها طوال حياتنا) وأنماط تأقلمٍ قد تكون تكيُفيةً أو غير تكيفية، فالهدف من العلاج هنا هو إضعاف الأنماط غير التكيفية وتعزيز أنماط التكيّف الصحية (2).

المصادر:

1- Dependent Personality Disorder | Psychology Today [Internet]. Psychology Today. 2020 [cited 8 June 2020]. Available from: هنا

2- John M. Grohol P. Dependent Personality Disorder Symptoms [Internet]. Psych Central. 2020 [cited 8 June 2020]. Available from: هنا

3- Margarita Tartakovsky M. Dependent Personality Disorder Treatment [Internet]. Psych Central. 2020 [cited 8 June 2020]. Available from: هنا

4- Separation Anxiety | Psychology Today [Internet]. Psychology Today. 2020 [cited 19 June 2020]. Available from: هنا