الطب > فيروس كورونا COVID-19

هل تفيد علاجات الطب الصيني التقليدي حقًّا في معالجة COVID-19؟

في خضم انتشار داء COVID-19 يبحث كثيرون عن علاجات بديلة للعلاج أو الوقاية من الإصابة بفيروس SARS-CoV-2، وتشمل بعض هذه العلاجات المزعومة العلاجات العشبية والشاي والزيوت الأساسية والصبغات ومنتجات الفضة مثل الفضة الغروانيَّة. ولكن لا يوجد دليل علمي لإمكانية أيٍّ من هذه العلاجات البديلة على العلاج أو الوقاية من COVID-19.

وفي الواقع، قد لا يكون بعضها آمنًا للاستهلاك حتى، إذ من الضروري معرفة أنه على الرغم من أن العديد من المكملات العشبية أو الغذائية (وبعض الأدوية الموصوفة) تأتي من مصادر طبيعية، فإنَّ كلمة "طبيعية" لا تعني دائمًا أنها أفضل أو أكثر أمانًا من غيرها (1).

تعمل الحكومة الصينية على نحو كبير على الترويج لأدوية تقليدية كعلاجات لـ COVID-19، إذ ترسل هذه العلاجات التي تشكل جزءًا رئيسيًّا من نظام الرعاية الصحية في الصين، إلى دول تشمل إيران وإيطاليا كمساعدة دولية، ولكن يحذر العلماء خارج الصين من اعتماد هذه العلاجات التي لم يثبت أنها آمنة وفعالة. من وجهة نظر ممارسي الطب الصيني التقليدي (traditional Chinese medicine TCM) فالعلاجات فعالة في التخفيف من أعراض COVID-19، تقليل الوفيات وتقصير الفترة اللازمة لتحول نتيجة اختبار المصابين إلى سلبية. ومع ذلك، لا توجد بيانات تجريبية صارمة لإثبات صحة هذا الادعاء. وقد يعدُّ المسؤولون الحكوميون وممارسو الطب الصيني التقليدي أيضًا أن العلاجات آمنة لاستخدام بعضها منذ آلاف السنين، ولكن مع ذلك أُبلغ عن آثار جانبية كبيرة (2).

أفادت صحيفة China Daily أنَّ في إحدى "التجارِب المقارِنة" أظهرت أن مجموعة من الأشخاص المصابين بـ COVID-19 الذين أخذوا  Jinhua Qinggan -حبيبات عشبية طُورت لمكافحة إنفلونزا H1N1 في عام 2009- قد أظهروا تحسنًا على نحو سريع من أولئك الذين لم يأخذوا الكبسولات، وأصبحت اختباراتهم أيضًا سلبية أبكر بمقدار يومين، دون ذكر المزيد من التفاصيل.

كما أظهرت دراسة أخرى نشرتها الصحيفة أن حقن Xuebijing -عبارة عن خليط من خمسة مستخلصات عشبية "من المفترض أنها تعمل على التخلص من السموم وتخفيف الركودة الدموية"- تقلل من معدل وفيات المرضى ذوي الإصابة الشديدة بنسبة 8.8٪، عند استعمالها مع الأدوية المعتمدة (2).

أما من وجهة نظر العلماء الآخرين، فلا يوجد دليل على فعالية هذه العلاجات، على الرغم من استخدام مجموعات التجارب المقارنة، لكن لا يبدو أنه قد استُخدمت "التعمية المزدوجة" وهي المعيار الذهبي لتقييم فعالية علاج ما (2).

وقد حذرت منظمة الصحة العالمية في البداية من استخدام العلاجات التقليدية ووضعتها ضمن قائمة علاجات غير فعالة وقد تكون مؤذية. ثم أزالت التحذير، حيث برر المتحدث الرسمي للمنظمة بأن البيان الأصلي كان واسعًا جدًّا ولم يأخذ في الحسبان حقيقة أن العديد من الناس يلجأون إلى الأدوية التقليدية للتخفيف من بعض الأعراض الخفيفة لـ COVID-19، وأن منظمة الصحة العالمية لا توصي بالتطبيب الذاتي بأي مادة كوقاية أو علاج لـ COVID-19 (2).

على الرغم من ذلك فقد أُدرِج بتاريخ 6 حزيران (يونيو) عام 2019 ضمن التصنيف العالمي للأمراض (ICD International Classification of Diseases) فصل الطب الصيني التقليدي، فقد كان ICD-11 أوَّل إصدار يحوي فصلًا كذلك. لقد دافعت المنظمة عن موقفها. حيث أصرت على أن فصل الطب الصيني التقليدي لا يناقش علاجات معينة، بدلًا من ذلك، من المفترض أن يعطي الأطباء فرصة لتشخيص المرضى باستخدام كل من الطب الصيني التقليدي والطب الغربي، ويقول البيان إن هذه الفئات "لا تشير إلى - أو تؤيد - أي شكل من أشكال العلاج" (3).

المصادر:

 1. [Internet]. Nccih.nih.gov. 2020 [cited 29 June 2020]. Available from: هنا;

 2. China is promoting coronavirus treatments based on unproven traditional medicines [Internet]. Nature.com. 2020 [cited 29 June 2020]. Available from: هنا;

3. [Internet]. Media.nature.com. 2020 [cited 29 June 2020]. Available from: هنا;