حريق ضمن سوق البزورية التاريخي في دمشق القديمة

تعرض عددٌ من مستودعات السكاكر وموادّها الأولية ضمن سوق "البزورية" الشهير في دمشق القديمة مساءَ أمس السبت 25 تموز (يوليو) 2020 إلى حريق مجهول الأسباب. ولحسن الحظ؛ سيطر عناصر الإطفاء عليه قبل امتداده ووصوله إلى المحلات المجاورة (1). 

إنّ هذا ليس الحريق الأول في السوق؛ إذ سُجّل فيه حريق قديم يرجع تاريخه إلى العام 1398م (2).

يُعدّ سوق البزورية أحد أقدم الأسواق التاريخية في دمشق (3)؛ إذ ورد ذكره في الوثائق تحت اسم "سوق البزوريين" في العهد المملوكي؛ مما يدل على وجوده في تلك الحقبة وربما قبل ذلك (4)، وقد عُرِف بعدة أسماء أخرى أبرزها: سوق العطارين، وسوق القمح (2).

يقع السوق جنوب الجامع الأموي، ويمتد من الشمال إلى الجنوب؛ من زقاق بين البحرتين وإلى سوق مدحت باشا (4)، تُباع فيه العطور والتوابل والأبازير والسكاكر والشموع (2,3).

ازدادت شهرته في العصر العثماني بعد بناء (خان أسعد باشا العظم) في جنوبه و(قصر أسعد باشا) في شماله، ويضمّ خانين قديمين لا يُعرَف تاريخهما بالضبط، وهما: (خان الصدرانية) في مدخل السوق من الشمال، و(خان العامود) مقابل خان أسعد باشا العظم وحمام (نور الدين) (3)، ويقع (قصر العظم) الشهير قرب نهايته الشمالية (4)، وقد سقفه والي دمشق "حسين ناظم باشا" بالتوتياء والحديد حمايةً له وللأسواق المجاورة من امتداد النار منه وإليه عند نشوب الحرائق (4,3).

للأسف، هذا ليس الحريق الأول الذي تتعرض له أسواقُ دمشق القديمة مؤخرًا، فقد سبق أن تعرّض سوق "العصرونية" الأثري إلى حريق كبير في 26 نيسان (أبريل) 2016 بسبب تماسٍّ كهربائي، مُلحقًا أضرارًا بالغة بالحيّ الذي يقع غرب المدينة القديمة؛ إذ كانت المتاجر والمستودعات تحتوي على مواد سريعة الاشتعال، وقد أتى الحريق على المتاجر والأبنية في الحيّ على نحو كامل، وأصيب خلاله مبنى "البنك العثماني" (1895) بضررٍ بالغ وانهار سقفه ولم يبقَ منه إلا واجهته الحجرية (5). 

وبناءً على ما سبق، لا بُدّ من إيلاء المزيد من الاهتمام لحماية هذه المناطق الأثرية ذات القيمة العالمية الاستثنائية، وتعزيز ممانعتها بوجه مختلف الأزمات والكوارث.

المصادر: