الفلسفة وعلم الاجتماع > ألـبـــومـات

اختلاف التواصل بين الثقافات

لطالما شكَّل التواصل جزءًا مهمًّا من الحياة البشرية، ومن هنا نشرَع في التساؤل؛ كيف تمكَّن البشر من التواصل رغم اختلاف ثقافاتهم ولغاتهم؟ وإلى أي مدى يمكن لهذا الاختلاف أن يؤثِّر في عملية التواصل ونوعها وطريقة استخدامها؟ وما أثر البيئة المحيطة التي ينتمي إليها الفرد في تغيير شكل التواصل وماهيته؟ وكيف نفهم ما تنطوي عليه كل ثقافة من طريقة تواصل من أجل بناء علاقاتٍ أفضل مع الناس من حولنا؟ هذا ما سنتعرف إليه في هذا الألبوم..

أسلوب التواصل هو طريقة تواصل الناس مع الآخرين عن طريق استخدام العبارات الشفهية أو الإيماءات والإشارات بهدف تبادل المعنى بينهم عبر مجموعةٍ متكاملةٍ من الرموز الشفهية وغير الشفهية (1,3).

اقترح علماء اللغة عدة أنماطٍ لوصف أساليب التواصل، أشهرها ذاك المنظور النظري لصاحبه إدوارد هال (Edward Hall 1914-2009) من العام 1976، بهدف التوصُّل إلى فهمٍ للاختلافات الثقافية في أسلوب التواصل (1).

وقد اعتمدت نظرية (Hall) على التفريق بين الثقافات على أساس أسلوب التواصل الذي يعتمده أفرادها، فقسَّمها إلى ثقافاتٍ عالية السياق وأخرى منخفضة السياق (1,2).

وتعتمد الثقافات العالية السياق على العمل الجماعي وتُثمن بناء العلاقات الشخصية، ويتواصل أفرادها بكلمات غير مباشرة إن استخدمت؛ إذ يستغنون عن الكلمة المحكية في سبيل استخدام الإيماءات ونبرة الصوت وتعابير الوجه (2).

وتركز الثقافات المنخفضة السياق على الفرد، فتُبنى علاقات أفرادها على المجاملات والمصلحة ويستخدمون لغة واضحة ومباشرة ودقيقة بهدف تبادل المعلومات والآراء فقط، ويندر أن تُستخدم فيها العناصر غير الشفهية؛ كالإيماءات ونبرة الصوت وغيرها (2).

وتوجد الثقافات العالية السياق في معظم دول آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية وأوروبا الوسطى والوطن العربـي؛ في حين تتركز الثقافات المنخفضة السياق في دول لها جذورٌ في الثقافة الأوروبية الغربية كأستراليا والولايات المتحدة (2).

وبذلك نرى أن الناس في اليابان مثلًا يفضلون التواصل وجهًا لوجه على التواصل عبر حساب التواصل الإلكتروني الذي تفضله دول أخرى؛ مثل الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وألمانيا (2).

وبحسب فرضية سابير-وورف (Sapir-Whorf Hypothesis)، فإن اللغة التي نستخدمها تحدد منظورنا إلى العالَم وطريقة اختبارنا له، بدليل أن أسلوبَي التواصل العالي والمنخفض السياق يمكن أن يُعزيا إلى اللغات المحكية في مختلف الثقافات (1).

المصادر:

1- Verbal Communication Styles and Culture [Internet]. OXFORD RESEARCH ENCYCLOPEDIAS. 2020 [cited 7 April 2020]. Available from: هنا

2- Intercultural Communication: High and Low Context Cultures [Internet]. Southeastern University Online. 2020 [cited 7 April 2020]. Available from: هنا

3- Communication | social behaviour [Internet]. Encyclopedia Britannica. 2020 [cited 7 April 2020]. Available from: هنا