الطب > ‏معلومة سريعة‬

استنشاق الأجسام الأجنبية لدى الأطفال

إنّ استنشاق الجسم الأجنبي (Foreign body) مشكلةٌ شائعة لدى الأطفال، وهي تتطلب التصرف الفوري والعلاج المبكر لتقليل العواقب الخطيرة أو المميتة في بعض الأحيان (1)؛ إذ يُعدّ استنشاق الأجسام الأجنبية (FB) السببَ الرئيسي الرابع للوفاة في مرحلة الطفولة وما قبل المدرسة (2)، وعادةً ما يكون الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و3 سنوات هم أكثر الفئات العمرية عرضةً لهذه المشكلة، وتشمل هذه الأجسام المكسرات والقطع النقدية وألعاب الأطفال والبالونات وغيرها من العناصر الصغيرة أو الأطعمة؛ إذ يمكن للأطفال الصغار استنشاق الأطعمة الصغيرة (كالمكسرات والبذور والفشار) والأشياء (كالأزرار أو الخرز أو قطع من الألعاب) بسهولة عند اللعب أو الأكل، وقد يؤدي هذا الاستنشاق إلى انسدادٍ جزئي أو كلي في مجرى الهواء، ويعود ذلك إلى أنّ الأطفال الصغار لديهم مجارٍ هوائية أصغر من البالغين، إضافة إلى أنه لا يمكنهم تحريك الهواء الكافي عند السعال لطرد جسم ما. 

تشمل أعراض استنشاق الأجسام الأجنبية (FB): الاختناق، والسعال، وصعوبة في الكلام، وضيق التنفس، وتغير لون الوجه إلى الأزرق أو الأحمر أو الأبيض، والصفير، وألم في الصدر أو الحلق أو الرقبة، وفي بعض الأحيان تظهر أعراضٌ بسيطة فقط في البداية، وقد يُنسَى وجود الجسم إلى حين ظهور أعراض أشدّ مثل الالتهاب أو العدوى (3).

وكقاعدة عامة؛ كلما كان الانسداد في مجرى الهواء أقرب، كانت الأعراض أكثر شدة وسرعة ووضوحًا، في حين أنه في كثير من الأحيان يخلق استنشاق الجسم الغريب أو الأجنبي معضلةً في التشخيص؛ فقد تظهر على هؤلاء المرضى علاماتٌ وأعراض غير محددة (غير نوعية) مثل السعال وضيق التنفس دون وجود تاريخ طبي لمرض مُسبِّب لها، فضلًا عن عدم وضوح الأعراض في البداية والشعور بعدم ارتياح مجهول السبب، كذلك هناك بعض الأمراض التي قد تأتي مع أعراض سريرية مماثلة له مثل: الربو، والالتهاب الرئوي، والسل، وخرّاجات البلعوم، والخرّاج البريتواني، والتهاب المريء، والتهاب القصيبات.

لدى الأطفال الذين يعانون استنشاقَ الأجسام الأجنبية (FB)، قد تكون النتائج جيدة وبدون مضاعفات إذا أُزيل مبكرًا، وقد تكون نتائج علاج معظم المرضى الذين يأتون إلى قسم الطوارئ بعد استنشاق جسم غريب جيدة؛ فقد أُجريت دراسة على 94 طفلًا قَدِموا جميعًا بعد ثلاثة أيام من الاستنشاق، وأظهرت النتائج تعافيهم تمامًا دون أي مضاعفات، باستثناء طفل واحد توفّي بسبب فشل تنفسي (2).

إنّ استنشاق الأجسام الغريبة حدثٌ مهدد للحياة لدى الأطفال، وهو يتطلب تشخيصًا مبكرًا وتدبيرًا سريعًا وناجحًا، في حين تعد الوقاية أكثر العناصر أهمية في هذه الأنواع من الإصابات (1)، وتشمل التدابير الوقائية ما يأتي: إبقاء الأشياء الصغيرة بعيدًا عن متناول الأطفال الصغار، والامتناع عن الكلام والضحك واللعب في أثناء الأكل، وعدم إعطاء الأطفال الأطعمة الخطيرة المحتملة (مثل العنب، والمكسرات، والفشار، والطعام غير منزوع العظام، والحلوى الصلبة للأطفال دون سن الثالثة)، إضافة إلى تعليم الأطفال تجنُّب وضع الأشياء الغريبة في أنوفهم وفتحات الجسم الأخرى (3). 

المصادر:

1- Passàli D, Lauriello M, Bellussi L, Passali GC, Passali FM, Gregori D. Foreign body inhalation in children: an update. Acta Otorhinolaryngol Ital. 2010;30(1):27-32. Available from: هنا 

2- Rose D, Dubensky L. Airway foreign Bodies. [Updated 2020 May 30]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing. Available from: هنا 

3- Foreign Object - inhaled [internet]. MedlinePlus. 2018. (Cited 14 July 2020). Available from: هنا