علم النفس > القاعدة المعرفية

الوهن العصبي (Neurasthenia)

كُشِفَ في أواخر القرن التاسع عشر عن اضطراب الوهن العصبيّ من قِبل جورج بيرد (George Bear) في الولايات المتحدة الأمريكية والذي كوّن مفهوماً واسعاً لمرض الوهن العصبي من خلال ملاحظة أعراض الصداع والإدمان والعجز والألم العصبي.

إذ عرَّف الوهن العصبي (Neurasthenia) بأنه أحد أشكال الاضطرابات العصبية، مترافقاً بالشعور بضعف جسديّ مزمن إضافة إلى التعب الجسدي والعقلي بسرعة (3)، وقد عُدَّ سابقاً نوعاً من الاكتئاب أو القلق، إلا أن منظمة الصحة العالمية WHO حاولت تعريف هذا المفهوم بوضوح، كذلك عززت الرابطة العالمية للطب النفسي WPA جهودها البحثية سعياً إلى توسيعه ليشمل المتغيرات العاطفية والجسدية، والطاقة، والنوم، التي تعطي هذا الاضطراب وصفاً محدداً مميزةً إيّاه عن الاكتئاب واضطراب القلق (1). ويجدر بالذكر أن كثيراً من العلماء مثل شوارتز (Schwartz) جادلوا بشأن اختلاف الوهن العصبي عن الاكتئاب (4).

الأعراض: نفسية وعصبية، مثل: ضعف تركيز الذاكرة القصيرة الأمد، والمزاج العصبي، واضطرابات عند النوم، وتشمل أعراضاً جسديةً مثل: آلام العضلات، والصداع، والضيق، والدوخة (1).

وتترافق الأعراض السابقة بعدم القدرة على التعافي سواء بالراحة أو الاسترخاء فقط، ودوامها مدةً أكثر من ثلاثة شهور، إضافة إلى حدوثها عند عدم وجود أي اضطرابات نفسية أو عضوية أخرى (1).

وبالنسبة إلى معايير تشخيص الوهن العصبي فهناك ثلاثة معايير حسب كل من: (3)

1- مركز التصنيف الدولي للأمراض (ICD):

وفق معاييره، فلا تُظهر الأعراض السريرية للوهن العصبي اضطرابَ المزاج دائماً. ويصفه لكونه نوعاً من الإرهاق بعد جهد عقلي مصحوب بانخفاض الأداء في الحياة المهنية أو اليومية مع تعب جسدي.

2- الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM):

أما في هذا الدليل فحُذف التشخيص للوهن العصبي ونبَّه لكونه اضطراباً جسدياً، ويُشخص عند استبعاد اضطرابات المزاج.

3- التصنيف الصيني للاضطرابات العقلية (CCMD):

وفي مركز ICD، يعاني المصابون بهذا الاضطراب تقلّبَ المزاج إضافة إلى ما سبق.

وبالعودة لإحدى الدراسات، وجد مجموعة من الأطباء في الولايات المتحدة الأمريكية أن أعراضه مشابهة لمتلازمة التعب المزمن (CFS) والذي يصاحبه تعب مع مجموعة من الأعراض الجسدية والعاطفية إلا أن وهن الأعصاب ذو نطاق أوسع من ناحية الأعراض فالمشترك بينهما هو الإرهاق ولكن هناك تداخل مع أعراض أخرى (المذكورة مسبقاً) (2).

وفي دراسة أخرى عن كيفية ارتباط هذا الاضطراب باختلاف الثقافات فقد بينت إحدى الدراسات قلةَ انتشار الوهن العصبي عند الآسيويين مقارنةً مع غيرهم من اللاتينيين البيض، وكانت معدلات الانتشار تلك تعتمد على العمر واحتمالية إصابةٍ مسبقةٍ بقلق أو اكتئاب (4).

أما عن العلاج التقليدي للوهن العصبي:

 فكان بتناول الطعام الصحي، وممارسة التمارين المنتظمة، وتولية اهتمام أكبر للنظافة، والراحة، وتعديل العمل أو نمط الحياة واللجوء إلى مختص إن دعت الحاجة إلى العلاج النفسي أو الدوائي (2).

ولا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الدراسة لاكتشاف الخصائص المرضية لمثل هذا النوع من الأمراض العصبية المختلفة عن غيرها من الأمراض النفسية (3).

المصادر:

1-  Hickie I, Davenport T, Issakidis C, Andrews G. Neurasthenia:

 Prevalence, disability and health care characteristics in the Australian community. British Journal of Psychiatry. 2002;181(1):56-61.

هنا

2- Schwartz P. Why is neurasthenia important in Asian cultures? [Internet]. PubMed Central (PMC). 2020 [cited 29 May 2020]. Available from: 

هنا

3- Myeong Hun Lee S. Review on Diagnostic Criteria of Neurasthenia: Suggesting Pathway of Culture-bound dieases [Internet]. PubMed Central (PMC). 2020 [cited 29 May 2020]. Available from: 

هنا

4- M. Molina, K, Chen C, Alegría M, Li H. Prevalence of neurasthenia, comorbidity, and association with impairment among a nationally representative sample of US adults [Internet]. 2012 [cited 29 May 2020]. Available from: 

هنا