اختبارات الكفاءة في اللغة الإنكليزية

يُعدُّ موضوع السفر والحصول على التعليم الأكاديمي في الخارج أولويةً لكثيرٍ من الخريجين حاليًّا، ومع فارق المستوى الأكاديمي الكبير بين المؤسسات التعليمية وتنوع معايير القبول والامتحانات المرافقة لها؛ يُفاجئ المتقدمون للانتساب إلى تلك الجامعات بشروط صعبة تطلبها الجامعة لقبول طلب الانتساب؛ قد يكون أبرزها وأعقدها وثيقةَ إثبات كفاءة باللغة الإنكليزية؛ إذ يميل عديدٌ من الطلاب الدوليين إلى الدراسة باللغة الإنكليزية لمعرفتهم المسبقة بها، ولكن ما هي هذه الاختبارات؟ ولِمَ هي بالتحديد؟ وكيف يمكن التقدم إليها وتحصيل الدرجات المطلوبة للقبول بها؟

اختبارات الكفاءة أو القدرة في اللغة الإنكليزية: هي اختبارات متعددة مختلفة بالشكل والمضمون وتتفق بالغرض والهيكليَّة غالبًا، تديرها مؤسسات أكاديمية عالمية تمنح وثائقَ ذات صلاحية محددة المدة تثبت قدرةَ حاملها وكفاءته باللغة الإنكليزية، وتكون هذه الوثائق معتمدَة لدى جميع المؤسسات الأكاديمية والاقتصادية والحكومية في العالم.

أهم هذه الاختبارات: اختبار التوفل (TOEFL) واختبار آيلتس (IELTS)؛ وهما الأهم والأكثر قوة، واختبار (TOEIC) واختبارات (SAT) و(ACT) و(GMAT)؛ وهي اختبارات متشابهة إلى حد ما، واختبارات كامبردج (Cambridge Exams)، واختبار (GRE) الخاص بالأهلية العلمية للدراسات العليا.

وسنبدأ في هذا المقال بشرح تعريفي مُقتضب لكلٍّ منها، على أن نخصص مقالًا منفصلًا لكلٍّ منها لاحقًا [3] [1].

اختبار توفل (TOEFL) واختبار آيلتس (IELTS): هي اختبارات مُصممة للطلاب الذين سيدرسون في بلد ناطق باللغة الإنكليزية أو في جامعة ببلد غير ناطق باللغة الإنكليزية وتدرِّس برامجَ باللغة الإنكليزية، أو تلك البرامج التعليمية التي تقدم محتوىً علميًّا مليئًا باللغة الإنكليزية، ويتفرع من اختبار (IELTS) نوعان : الأول أكاديمي والثاني غير أكاديمي، وكلاهما مُعترف بهما لدى المؤسسات الأكاديمية العالمية المختلفة [1] [5].

إنَّ اختبار توفل (TOEFL) هو اختبار اللغة الإنكليزية الأكاديمي الأكثر شيوعًا في جميع أنحاء العالم، لكنه في بعض البلدان -مثل بريطانيا- تفضّل الجامعات أن يحصل الطالب على وثيقة اختبار آيلتس (IELTS) والذي تعدُّه أكثر دقة لمستوى اللغة الإنكليزية.

يمكن للطالب إجراء اختبار توفل كتابيًّا ويُسمى (PBT) أو عن طريق الإنترنت ويسمى (IBT). أما اختبار  آيلتس فقد أُضيف إليه حديثًا إمكانية إجراء الاختبار محوسبًا. ويُعدُّ كلا الاختبارين ساريَ المفعول مدةَ سنتين فقط وبعدها يحتاج الطالب إلى إعادة إجراء الاختبار مرة أخرى، لذلك من المهم أن يجري الطالب الاختبار في وقت معقول قبل التقدم إلى الجامعة؛ تداركًا لانقضاء مدة صلاحية وثيقة الاختبار قبل الفوز بمقعده من الجامعة.

اختبار (TOEIC): يُعدُّ اختبارًا للتواصل ويُستخدم على نحو أكبر في العمل، ويُطلب من الأشخاص لإثبات كفاءتهم في اللغة الإنكليزية بما يكفي للعامل مع العملاء والزملاء المتحدثين بالإنكليزية، ويُطلب أحيانًا من قبل الجامعات [1].

اختبارات كامبردج (Cambridge Exams): وهي اختبارات مختلفة بعض الشيء عما سبق، فنتيجة هذا الاختبار هي "اجتياز أو فشل" فقط بدون علامة تحدد مستوى الطالب كالتي تحددها الاختبارات الأخرى.

وفي حالة اختبارات كامبردج، من المهم أن يختار الطالب المستوى المناسب له، إذ تتوفر عدة مستويات للاختبار، وهي:

المستوى المبتدئ (PET)، والمستوى الأول (FCE)، والمستوى المتقدم (CAE)، والمستوى الاحترافي "المتقن" (CPE)، وتزداد درجة صعوبتها ومدى أهلية مجتازها من المبتدئ باتجاه الاحترافي.

تبقى اختبارات كامبردج صالحةً مدى الحياة، لذلك فهي وسيلة رائعة للطالب لإثبات مستواه في اللغة الإنكليزية، إذ لا حاجة إلى الخضوع مجددًا للاختبار [6].

اختبارات (SAT) و(ACT) و(GMAT): اختبارات مؤتمتة كتابية، يتشابه فيها اختبارا (SAT) و(ACT) من ناحية المبدأ والهدف، والغاية منهما قياسُ مدى استعداد طالبِ المدرسة الثانوية للانتقال إلى المرحلة الجامعية؛ وبذلك فإن هذه الاختبارات تُطلب من المتقدمين إلى مرحلة البكالوريوس حصرًا، وتُراجَع نتائج اختبارات الطالب القياسية من قبل الكلية إلى جانب المعدل التراكمي للمدرسة الثانوية، والفصول التي درسها في المدرسة الثانوية، ورسائل التوصية من المعلمين أو الموجهين، والأنشطة اللاصفيَّة، ومقابلات القبول وغيرها لاتخاذ القرار بقبول الطالب أو رفضه. وكلما ارتفعت درجة الطالب بهذه الاختبارات كانت فرص قبوله في الكليات والجامعات العالمية أكبر [1] [2].

أما اختبار (GMAT) فهو مستوى متقدم يُطلب من المتقدمين لدراسة الماجستير على الأقل، وغالبًا لدراسة تخصصات إدارة الأعمال والاقتصاد والمالية والمجالات المرتبطة بها، إذ يعطي الاختبار فكرةً عن مدى التزام الطالب وتحفيزه وقدرته على النجاح في هذه التخصصات [7].

اختبار (GRE): هو اختبار مخصص للدراسات العليا، يقيس نوعَ التفكير الذي يمتلكه المرشح في برنامج الدراسات العليا المُتقدم إليه، ومهارات التفكير المنطقي والمحاكاة المنطقية للواقع الاجتماعي العملي، إضافة إلى مهارة الطالب في الرياضيات.

يُعدُّ اختبار (GRE) معيارًا أساسيًّا للقبول في الجامعات ذات الترتيب المتميز عالميًّا لمرحلة الدراسات العليا، وذلك بالنظر لمحدودية المقاعد المتاحة مقارنةً بأعداد المتقدمين الكبيرة وتفاوت جودة التعليم ومتوسط الدرجات من جامعة لأخرى ومن بلدٍ لآخر وصعوبة استخدام مقياس عادل لمعادلة معدلات التخرج [4].

ويُقسم الاختبار إلى ثلاثة أقسام رئيسية، هي: 

• القسم الأول: المهارات اللغوية (Verbal Reasoning)؛ يقيس القدرة على تحليل واستخلاص نتائج لمسألة ما "ليست رياضية" من معطيات غير مكتملة.
• القسم الثاني: التفكير الكمِّي والرياضيات (Quantitative Reasoning)؛ يقيس القدرة على فهم المعلومات الكمية وتفسيرها وتحليلها وحل المشكلات باستخدام النماذج الرياضية وتطبيق المفهومات الأساسية للحساب والجبر والهندسة وتحليل البيانات.
• القسم الثالث: قسم الكتابة التحليلية؛ يقيس التفكير النقدي ومهارات الكتابة التحليلية؛ بما في ذلك القدرة على التعبير عن الأفكار المعقدة ودعمها مع الأسباب والأمثلة المتعلقة بها [8].

ختامًا؛ حاولنا في هذا المقال أن نعطي لمحةً عن اختبارات الكفاءة باللغة الإنكليزية، والتي تؤدي دورًا مهمًّا وحاسمًا أحيانًا بقبول الطالب في المنح لدى الكليات الجامعية الأجنبية، وسنعمل على شرح كلٍّ منها وتفنيده على حدة في مقالات منفصلة نأتي فيها على ذكر كلِّ ما يتعلق بهذه الاختبارات جميعها، والاستعانة بأصحاب التجارب ممن نجحوا باجتياز هذه الاختبارات بالفعل، ليكون ما نقدمه ذا فائدة للطالب وداعمًا متينًا له على سبيل الفوز بالمنح ومتابعة التحصيل الأكاديمي؛ سعيًاً منَّا إلى صناعة باحثي المستقبل المعوَّل عليهم في تطوير العالم.

المصادر: