علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

علاقةُ الارتباط عن بعد (البعيدِ المسافة)

أصبحت العلاقات البعيدة المسافة أكثر شيوعاً في الوقت الحاضر لأسبابٍ كثيرة، وهي نوعٌ من أنواع العلاقات التي يحاول فيها الشركاء الحفاظ على التواصل من خلال جميع أنواع تقنيات الاتصال، إذ تشير الإحصائيات الأخيرة إلى أنَّ ثلاثة ملايين من المتزوجين في الولايات المتحدة يعيشون منفصلين جغرافياً، إضافةً إلى أنَّ 25 - 50٪ من طلاب الجامعات يعيشون حالياً علاقات بعيدة المسافة، وقد دخل ما يصل إلى 75٪ منهم في علاقةٍ واحدةٍ منها في مرحلة ما (1).

التحديات الخاصة بالعلاقات البعيدة المسافة: (2)

على الرغم من أنَّ كلَّ علاقةٍ عاطفيةٍ تواجه تحدياتٍ ما، فإنَّ الدراسات تُظهر أن العلاقات البعيدة المسافة لديها مجموعةٌ من المشكلات المحتملة التي تتعلق بالمسافة الجغرافية، والتي تتضمن ما يأتي:

كيفية تأثير الرسائل النصيّة في العلاقات: (3)

إنَّ للرسائل النصية القدرة على أن تكون ذات تأثيرٍ إيجابي، ولكن تَظهر المشكلات عندما تصبح هي وسيلة الاتصال الرئيسية والوحيدة، ففي كثيرٍ من الأحيان تسبب سوء الفهم، والذي يمكن أن يغيّر مجمل العلاقة. لذلك نستعرض فيما يأتي بعض الطرائق التي تؤثر بها الرسائل النصية في العلاقات:

1- الرسائل النصية اللطيفة تحسن العلاقة:

من المنطقي أنَّ إرسال رسالة مجاملةٍ أو رسالةٍ مضحكةٍ أو تعليقٍ إيجابي يُشعر الطرف الآخر بأنه أقرب إليك وأكثر رضاً، لذلك احرص على إرسالك عباراتٍ مُشجعةٍ لشريكك، وليس مجرد أسئلةٍ عن مكان تناول العشاء أو الفيلم الذي يشاهده.

2- يشير الإفراط في الرسائل النصية إلى وجود مشكلةٍ أساسية:

عندما يرسل أحد الطرفين إلى الآخر بإفراط فهذه علامة تحذير. فعلى سبيل المثال يمكن أن يشير ذلك إلى أنَّ الشريك محتاجٌ ويَشعر بعدم الأمان في العلاقة، إضافةً إلى أنَّ الإفراط في المراسلة يُعد إساءة استخدامٍ للتواصل عن بعد، خاصة عندما تتضمن الرسائل المطالبة بمعرفة مكان شخصٍ ما ومن هم معه وماذا يفعلون، فإذا كُنتَ على علاقةٍ بشخصٍ يُرسل رسائل مفرطةٍ فقد ترغب في إبعاد نفسك عنه.

3- المبالغة في إضفاء الطابع الجنسي:

على الرغم من أنك قد تعتقد أنَّ إرسال رسائل مثيرة أو صورٍ عاريةٍ يساعد على إضفاء مزيدٍ من الإثارة على العلاقة، فإنَّ الأبحاث أظهرت أنَّ العلاقات التي تنطوي على إرسال محتوى جنسي مفرط، عادة ما تشهد مزيداً من الصراع.

الأخطاء الشائعة في المراسلة: (3)

1. استخدام المراسلة بوصفها وسيلةً للتعامل مع الصراع:

إن كانت هناك مشكلةٌ في العلاقة فلا يجب أبداً محاولة حلّها بالكامل من خلال الرسائل النصية، فهي ليست أداةً لحل النزاعات. بل رتّب موعداً للتحدث وجهاً لوجه، ومن خلال ذلك ستكون لديك محادثة مجدية أكثر بكثير، لأنك ستكون قادراً على رؤية تعابير الوجه وسماع صوت بعضكما بعضاً. فعندما تستخدم رسائلَ نصيةً للتواصل عن القضايا الحساسة فهناك كثيرٌ من المخاطر التي قد يُساء تفسيرها.

2. طرح كثيرٍ من الأسئلة:

يُظهر طرح سؤالٍ أو سؤالين أن لديك اهتماماً لطيفاً بشخصٍ ما، ولكنَّ طرح كثيرٍ من الأسئلة يبدو وكأنه استجواب، مما يَفرض على المتلقي الشعورَ بالدفاع، لذلك حاول أن تقتصر أسئلتك على سؤالٍ أو اثنين فقط، وتذكر أن هناك كثيراً من الوقت لطرح ما تريده من أسئلة.

3. إرسال محادثات ذات نصٍ طويل:

يمكن أن يكون إرسال النصوص الطويلة مزعجاً للأشخاص المتلقين، خاصة إن كانوا في العمل أو في خضمّ شيءٍ ما، لذا حاول ألا تعتمدها على نحوٍ أساسي، رغم أنَّ بعض الظروف قد تفرض عليك ذلك.

4. المراسلة عندما تكون غاضباً:

يرتكب كثيرٌ من الناس هذا الخطأ، فإن كنت غاضباً، ضع هاتفك جانباً. لأنك لن تندم على ما قد تكتبه فقط، بل لن يُفسر النص بالطريقة التي تريدها.

5. إيقاظ الشريك:

حاول الامتناع عن المراسلة في الصباح الباكر أو في وقتٍ متأخرٍ من الليل، فعلى الرغم من أن العديد من الأشخاص يبقون هواتفهم صامتةً في أثناء نومهم فإنه من الأفضل انتظار الوقت المناسب.

الارتباط "البعيد المسافة" لدى طلاب الجامعات: (4)

يواجه الأفراد في علاقات الارتباط البعيد المسافة (Long Distance Dating Relationships - LDDRs) والذين يعيشون بعيداً عن شُركائهم ضغطاً في التعامل مع الجامعة والتزامات العلاقة، إذ يلتقي العديد من الطلاب في الجامعة بالشريك، وكثيراً ما يَفصل بين هؤلاء الشُركاء مسافةٌ جغرافيةٌ كبيرة، والتي بدورها تُحدد مقدار التفاعل الشخصي بينهم، مما يصعب على الطلاب رؤية شركائهم على نحوٍ متكرر.

يعاني الأفراد في ارتباط (LDDRs) عدمَ اليقين المتزايد عن مستقبل علاقاتهم، فيحاولون قضاء وقتٍ إضافي في التواصل مع شركائهم ووضع خططٍ لرؤيتهم، مما يُصعّبُ من الالتزام بالأنشطة الجامعية، وقد لُخصت مقارنةٌ بين الطلابِ المرتبطينَ ارتباطاً "بعيدَ المسافة" والطلابِ الذين أنهوا علاقةً بعيدة المسافة وذلك لمعرفة أفضلية استمرار العلاقة من إنهائها.

  التأثير الإيجابي الشعور بالوحدة

المشاركة بالأنشطة الجامعية

تعاطي الكحول
الطلاب في (LDDRs): يشعرون بالإثارة والإيجابية خارج أوقات الدوام الجامعي فقط، وذلك بسبب لقائهم مع شركائهم، على عكس بقية الطلاب الآخرين.

يُهيمن شعور الوحدة عليهم في خلال أيام الدوام الجامعي لبعدهم عن شركائهم.

تدني مستوى المشاركة في الأنشطة الجامعية لاستغلالهم الوقت في التواصل مع شركائهم، أو تنظيم لقاءٍ ما.

على الرغم من كون شرب الكحول أمراً نسبيّاً فإنه أقل بالنسبة لهذه الفئة من الطلاب، إذ إن مسؤولياتهم تُجاه شركائهم تمنعهم من المشاركة مع أقرانهم.

الطلاب الخارجون من (LDDRs):

(ولا زالوا غير مرتبطين)

يشعرون بالكرب والحزن نتيجة الانفصال.

يُهيمن عليهم شعورٌ أكبر من الوحدة، إضافةً إلى الحزن والاكتئاب.

زيادة المشاركة بالأنشطة الجامعية كونها طريقة فعالة للخروج من حزنهم.

تزداد نسبة شرب الكحول أو المخدرات، وذلك محاولةً منهم لتخفيف الضغط النفسي.

وأخيراً، لضمان نجاح علاقةٍ بعيدة، عليك الحفاظ على المشاعر والتفاعلات الإيجابية وجعل الشركاء يشعرون بالأمان والاطمئنان، كذلك فإنَّ الالتزام لا يقل أهميةً عما تفعله في علاقةٍ وثيقةٍ جغرافياً، لذلك حاول توفير المال للسفر واللقاء بالشريك خلال فتراتٍ منتظمة، وذلك للحفاظ على صحة العلاقة (2).

المصادر:

1-  Long-distance relationships can form stronger bonds than face-to-face ones [Internet]. ScienceDaily. 2020 [cited 14 April 2020]. Available from: 

هنا

2- The Possibilities and Obstacles of Long-Distance Relationships [Internet]. Verywell Mind. 2020 [cited 14 April 2020]. Available from: 

هنا

3- How to Text in a Healthy Way [Internet]. Verywell Mind. 2020 [cited 14 April 2020]. Available from: 

هنا

4-  Waterman EA، Wesche R، Leavitt CE، Jones DE، Lefkowitz ES. Long-distance dating relationships، relationship dissolution، and college adjustment [Internet]. Emerging adulthood (Print). U.S. National Library of Medicine; 2017 [cited 2020Apr14]. Available from: 

هنا