منوعات علمية > ألـــبـــومــات

سرُّ قانون الجذب وكتاب السر الجزء الثالث

ننهي معكم في هذا الجزء سلسلتنا عن قانون الجذب وكتاب السر، إذ تحدثنا في الأجزاء السابقة عما يميز العلم الحقيقي عن الزائف، وذكرنا لكم ما يدعيه كتاب السر من اعتقادات خاطئة ورفض العلم لها بالأدلة.

وسنختتم هنا معكم في استطلاع بعض الأمثلة والحقائق المتعلقة بقانون الجذب التي من الصعب قبولها منطقيًّا.

كتبت بايرن: "إذا كنت تريد خسارة الوزن، فعليك أن تقتنع أولًا بأن الطعام ليس هو المسؤول عن زيادة الوزن، وإنما أفكارك التي تزعم بأن الطعام هو المسؤول عن زيادة الوزن هي التي تسمنك". (2،3)

إذا جعلك هذا المثال تفكر مليًّا، فإليك مثالًا آخر: أوضحت الكاتبة ليزا نيكولز التي ظهرت في الفيلم بأنه في كل مرة تنظر في بريدك متوقعًا وجود فاتورة، ستكون حكمًا موجودة، وإذا كنت تتوقع ديونًا فستظهر تلك الديون.

أي إن الديون هناك بسبب قانون الجذب. هل يبدو لكم هذا منطقيًّا؟ فوفقًا إلى الرؤية الاقتصادية لكتاب السر، المشكلة ليست فواتيرنا أو ديوننا، إنما توُّقع تلك الفواتير المزعجة. إذًا اسدِ لنفسك معروفًا وتوقع شيكًا!

ووفقًا لمنطق قانون الجذب إذا تعرضت لحادثٍ أو مرضٍ ما فهو من صنعك! 

يوجد القليل من الصحة في ذلك، فعندما يتجول أحد المتعاطين للمشروبات الكحولية ويتعرض لحادث سير في إحدى الطرقات، فهو بالفعل من صنعه. 

كذلك الأمر عند إصابة مدخنٍ مدَّة طويلة بسرطان الرئة. ولكن هل كل ما نختبره من صنعنا؟ أي في حال سقوط طائرة وتحطمها هل هذا يعني أن واحدًا من الركاب أو أكثر كان قد سبب ذلك بأفكاره؟!

أو لأن الأفكار السلبية لعدَّة ركاب طغت على الأفكار الإيجابية للآخرين؟ وهل الجنود الذين يموتون في الحروب لم يفكروا بما يكفي بإيجابيةٍ؟ 

ومن ثم فالسرُّ ليس ابتكارًا جديدًا، كما أنه ليس سرًّا إنما هو خدعةٌ ومزيجٌ من البديهيات مع التفكير السحري مقدمًا بقالبٍ من العلوم الخفية؛ إذ تفيض رفوف كتب العصر الحديث بالمؤلفين الذين يزعمون بمعرفة أسرار الكون. 

"مقتنو هذه الكتب هم أشخاص ينتقلون من وسيلة للتحايل على الذات إلى أخرى، فهم يبدون وكأنهم مدمنون، يشترون كتابًا ومن ثم لا يجدي نفعًا فينتقلون إلى العربة العلمية المزيفة التالية". هذا ما صرح به الكاتب العلمي Terence Hines.

سيقدِّم كتاب "السرُّ" في الواقع السعادة والنجاح والازدهار لروندا بايرن وناشر الكتاب ومحلات بيع الكتب، ولكنه لن يقدم للقارئ ما يحتاج إليه لتحقيق رغباته وأهدافه. 

المصادر:

1- McKeon A. Secret Pseudoscience- Marketing Genius [Internet]. Academia.edu. [cited 22 June 2020]. Available from: هنا
2- chmaltz R, Lilienfeld S. Hauntings, homeopathy, and the Hopkinsville Goblins: using pseudoscience to teach scientific thinking. Frontiers in Psychology. 2014;5. Available from: هنا
3- Secrets and Lies | Skeptical Inquirer [Internet]. Skepticalinquirer.org. 2007 [cited 22 June 2020]. Available from: هنا