مغذياتٌ ستفقدها إن كنت من المدخنين!

جميعنا يعلم مضار التدخين بالصحة وخصوصًا صحة القلب والرئتين، وهو يحتل المرتبة الأولى من حيث مسببات الموت التي يمكن تجنبها (1). لكن التدخين لا ينشر السموم في الجسم وأنسجته فقط، بل إنه يفقده كثيرًا من المغذيات التي يحتاجها لمقاومة الأمراض، وذلك نتيجة تقليل قدرة الجسم على امتصاص العناصر المهمة من الأغذية المختلفة.

ومن أهم تلك العناصر معدن الكالسيوم الضروري لتكوين العظام ومنع الإصابة بهشاشة العظام مع التقدم بالعمر، إذ يخفض التدخين قدرة الجسم على امتصاصه من الطعام، فضلًا عن دوره في التفكيك السريع للإستروجين الضروري لقوة الهيكل العظمي لدى الرجال والنساء (1,2).

من جهةٍ أخرى، يؤثر التدخين في امتصاص الفيتامين D الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بحالة العظام وامتصاص الكالسيوم حتى لدى غير المدخنين. وقد وُجد أن امتصاص الفيتامين D يتأثر حتى لدى المدخنات السلبيات في فترة الحمل، وقد تبين استقلاب الفيتامين إلى شكله الفعال أيضًا. ويرتبط انخفاض مستويات الفيتامين D بعدد كبير من الحالات الصحية المزمنة مثل البدانة وهشاشة العظام وتراجع الوظائف المناعية مما يزيد خطر السرطانات (3,4).

كذلك يبدو أن المدخنين يحتاجون كمياتٍ أكبر من الفيتامين C الذي يعد من أهم مضادات الأكسدة الضرورية لوقاية الجسم من الجذور الحرة التي تتشكل نتيجة التعرَّض لدخان السجائر وغيرها من الملوثات، ويعد جزءًا من عملية اصطناع الكولاجين الضروري للنسج الضامة والجلد ومنع شيخوختها (5,6).

ويُلاحظ أمر مشابه لما سبق بالنسبة لفيتامين A وفيتامين E وغيرهما من العناصر والمغذيات الصغرى مثل الزنك والسيلينيوم، إذ تكون مستوياتها في مصل الدم أقل من غير المدخنين (7).

الجدير بالذكر أن نقص مستويات هذه العناصر يرتبط بكثيرٍ من الحالات الصحية التي قد تكون خطيرةً على المدى البعيد، فنقص الفيتامين C يعد أحد الفيتامينات التي تؤثر في تشكُّل كريات الدم الحمر (8) ونقص الفيتامين A يؤثر في البصر والجلد، أما نقص الفيتامين E فيسبب مشكلات عصبيةً  (9).

المصادر: