الغذاء والتغذية > رحلة الغذاء

علاقة المشروبات الغازية بالبنزن

البنزن هو أحد المركبات العضوية المتطايرة التي تتواجد تقريباً في كل مكان في الطبيعة ، فهو يتواجد في الهواء الذي نتنفسه وفي أغلب أطعمتنا مثل الموز ولحم البقر المفروم ومشتقات الألبان والبيض.

في عام 2003 نشرت إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية FDA دراسة في مجلة الزراعة وكيمياء الأغذية عن المركبات العضوية المتطايرة الموجودة في الأغذية والمشروبات، حيث تم التوصل إلى نتيجتين أساسيتين من هذه الدراسة : 1-مستويات البنزن التي وجدت في الأطعمة والمشروبات لا تسبب تهديداً للصحة العامة و 2- البنزن موجود عملياً في كل الأطعمة.

فلماذا يتشكل البنزن في بعض المشروبات الغازية ؟

يمكن للبنزن أن يتشكل تحت شروط معينة وفي أنواع محددة من المشروبات الغازية التي تحتوي بنزوات الصوديوم أو البوتاسيوم وحمض الأسكوربيك، ولكن في حال العثور على البنزن فإنه كان بمستويات منخفضة لا تسبب قلقاً حول صحة الإنسان. ووفقاً لـ FDA فإن مصانع المشروبات الغازية قد اتخذت إجراءات صارمة للحد من تشكل البنزن حتى لو كان يتشكل بشكل قليل وآمن.

وهناك عدة خطوات يمكن اتخاذها لمراقبة وتقليل تشكل البنزن، وجمعية المشروبات الأمريكية تقوم بالتأكد من أن أفضل الإجراءات والتوصيات يتم الأخذ بها في مختلف مصانع المشروبات.

ويتبادر سؤال هام هنا هل يمكن تناول المشروبات بأمان "عندما يتعلق الامر بالبنزن"؟

بالتأكيد، فإدارة الأغذية والأدوية الأمريكية استعرضت وجود البنزن في الأغذية بما فيها المشروبات الغازية في عدة مناسبات، ووجدت أنه لا يشكل خطرا على الصحة العامة في المشروبات الغازية، وقد أرسلت جمعية المشروبات الأمريكية ABA إلى جميع المصانع تعميمياً شديد اللهجة من أجل الحد من تشكل البنزن في المشروبات بشكل فعال.

ما هي بنزوات الصوديوم و بنزوات البوتاسيوم وحمض الأسكوربيك ؟؟ ولماذا تستخدم في المشروبات؟

بنزوات الصوديوم والبوتاسيوم هي مواد حافظة تستخدم لمنع نمو الأحياء الدقيقة في العديد من الأغذية والمشروبات بما فيها المشروبات الغازية ، وتستخدم المواد الحافظة للحفاظ على نكهة الأغذية والمشروبات وتعزيز سلامتها . أما حمض الأسكوربيك وهو اسم آخر لفيتامين سي وهو جزء أساسي لأي نظام غذائي متوازن ويتواجد بشكل طبيعي في العديد من أنواع الفاكهة.

هل تواجد حمض الأسكوربيك مع بنزوات الصوديوم أو البوتاسيوم في المشروبات الغازية يعني تشكل البنزن مباشرةً؟

لا، فالبنزن لا يتشكل في كل حالة يتواجد فيها هذان المركبان مع بعضهما، فيجب أن ندرك أن مستويات منخفضة جداً من البنزن (( جزء من المليار)) يمكن أن تتواجد تحت ظروف محددة في ظل وجود تلك المركبات مع بعض عندما تتعرض للحرارة أو للأشعة فوق البنفسجية. ولكن هناك عدة خطوات يمكن إتباعها للحد أو لتخفيض تشكل البنزن وجمعية المشروبات الأمريكية تحرص على توزيع هذه الخطوات والتوجيهات على مختلف معامل المشروبات للتأكد بأن الشركات المصنعة سوف تتخذ هذه التدابير التي تقلل من تشكل البنزن.

وإدارة الأغذية والأدوية الأمريكية أكدت نفس النقطة إلى أن وجود البنزوات وحمض الأسكوربيك لا يعني وجود البنزن. حيث كتب في عام 2006 روبرت براكيت مدير مركز إدارة الأغذية والأدوية لسلامة الأغذية والتغذية التطبيقية :

- علينا أن نعرف أن وجود البنزوات وفيتامين سي في بعض المنتجات لا يمكن استخدامه للاستنتاج بأن مستويات مرتفعة للبنزن موجودة أو سيتم تشكيلها. في الحقيقة وفي تحليلاتنا الحالية فإن الغالبية العظمة للمشروبات التي تحتوي كل من البنزوات وحمض الأسكوربيك إما لم تكن تحتوي أو احتوت على البنزن بمستويات لا تزيد عن 5 جزء من المليار.

-

ولكن كيف يمكن اعتبار هذه المنتجات آمنة في حال وجود البنزن فيها بمستوى 5 جزء من المليار؟

وكالة حماية البيئة الأمريكية EPA استخدمت عدة فرضيات لوضع حدود تنظم وجود البنزن. ومن هذه الفرضيات شرب لترين من الماء يومياً من نفس المصدر لمدة سبعين عاماً. ولكن إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية لم تضع فرضيات مماثلة للمشروبات الغازية. أيضاً الحد "5 جزء من المليار" الذي كثيرا ما يستشهد به لمياه الشرب لا يكون مستنداً لعينات فردية ولكن كمتوسط سنوي إجمالي "إذن، يمكن لعينة مثلا أن تحوي 6جزء من المليار وعينة أخرى تحوي 4 أجزاء فيكون المتوسط 5".

فأطعمة مثل الموز والأفوكادو والبيض ولحم البقر المفروم والجبن والزبدة والمصاصات، وجد البنزن فيها بمستويات أعلى مما هو موجود في المستويات القياسية في الماء "5 جزء بالمليار"، ولكن وكالة الأغذية والأدوية الأمريكية لم تحدد وجود مخاطر صحية من البنزن في هذه الأغذية ، وفي الواقع تشير التقديرات إلى أن 95% من التعرض للبنزن يتم عن طريق التنفس وليس الطعام. ومع ذلك فإن جمعية المشروبات الأمريكية ما تزال تتخذ إجراءات وقائية من اجل السيطرة وتقليل وجود البنزن حتى في حال تواجده بكميات قليلة وغير ضارة.

المصدر: هنا