هل تعلم والإنفوغرافيك > كاريكاتير

تكديس السلع والشراء بدافع الذعر

في الأوقات الصعبة، يأمل أفراد المجتمع بالتضامن معًا والمحافظة على الهدوء لضمان استمرار حياة المجتمع بنحو سلس. ولكن لسوء الحظ ليس هذا هو الحال دائمًا، كما كان واضحًا خصوصًا في وقتنا الحالي إثر أزمة فيروس كورونا(2).

أظهرت مقاطع الفيديو في أحد المجمعات التجارية في ولاية تينيسي الأمريكية شخصًا يشتري 17000 عبوة من مطهرات الأيدي بهدف بيعها لاحقًا على شبكة الإنترنت بغية تحقيق الربح، وشاهدنا شِجارًا يندلع بالسكاكين بين شخصين من أجل شراء آخر عبوة لورق الحمام(2).

أثار البروفسور جاستن وولفرز أستاذ الاقتصاد في جامعة ميتشيغان الجدل في تغريدة على موقع تويتر يقول فيها إن اقتصاديات انخفاض مخزون أوراق الحمام يشبه تمامًا مسألة التهافت على سحب الودائع من البنوك "Bank Run"، "تخزِّن أوراق الحمام لأن الآخرين يخزنونها كذلك" على حد تعبيره، وهو يرى أن هذه المسألة عقلانية تمامًا، فهي تشبه ما جرى في أثناء الكساد الكبير في عام 1939؛ إذ بدأ المودعون في سحب مدخراتهم من البنوك لأن "جيرانهم" فعلوا ذلك(1).

تعزو الدراسات السيكولوجية تكديس الأشخاص البضائعَ إلى عاملين رئيسيين هما الجشع والخوف. فالجشع لا يترك مجالًا في النفس للتفكير في الآخرين؛ إذ تغطي فكرة "مصلحتي أولًا" على أي شعور إنساني آخر. إلا أن عامل الخوف أكثر تعقيدًا؛ ففي الغالب يرغب المشتري في أن يتصرف بطريقة أكثر إنسانية، إلا أنهم يخشون ألا يتصرف الآخرون بهذه الدرجة نفسها من الإنسانية، فالاعتقاد بأن الآخرين سيتصرفون بنحو "أناني" سيجعل الناس يميلون هم أنفسهم للتصرف بأنانية(2,3)!

يقترح الخبراء عدة طرائق للتخفيف من مسألة تكديس البضائع والشراء بدافع الذعر؛ وأحد هذه الوسائل هو التأكيد على مدى التقارب في الحالة العامة التي يعيشها المشترون. فعندما نضع أنفسنا مكان الآخرين يزداد قبولنا للتعاون مع بقية أفراد المجتمع. ومن هذه الوسائل أيضًا تسليط الضوء على مسألة أن الجميع يشترون بدافع الذعر وليس بدافع الحاجة، وأن هذه السلوكيات ستدفع الآخرين حتمًا للتصرف بالطريقة نفسها مما سيؤدي حتمًا لنفاد المخزونات، وأن الشراء حسب الحاجة فحسب سيمكن الآخرين من شراء حاجتهم كذلك. ويؤكد الخبراء أن مثل هذه التصرفات الحكيمة ستدفع الآخرين للتصرف بنحو أكثر تعاونًا(2,4).

ومن المفيد التذكير بأن هذه الأزمة ربما تطول، فعندما يؤمن الناس بأنهم سيعانون بالطريقة نفسها لفترة طويلة وأن هذه المواقف قد تتكرر مع أشخاص آخرين، سيجعلهم يتصرفون بدافع من المسؤولية الاجتماعية. حتى إن فكرة إدخال الناس إلى المجمعات التجارية بأعداد قليلة نسبيًّا ستجعلهم يتصرفون بحكمة أكثر، وخاصة مع الغرباء، فوجود الأشخاص في المكان نفسه مع عدد أقل سيدفعهم للتصرف بنحو أقل أنانية(2,4).

أكثر الطرائق صرامة -وربما كان الخيار الأخير- هو التصرف بحزم مع يكدسون السلع، عن طريق فرض العقوبات والغرامات، والتشهير الاجتماعي بعرض أسمائهم وصورهم على وسائل الإعلام(2,4).

المصادر:

1-. The Economics Of Panic Buying [Internet]. Forbes. 2020 [cited 3 June 2020]. Available from: هنا

 

2. The game theory of panic-buying – and how to reduce it [Internet]. The Conversation.  2020 [cited 3 June 2020]. Available from: هنا

 

3. What we may learn from historical financial crises to understand and mitigate COVID-19 panic buying [Internet]. The Voxeu.  2020 [cited 3 June 2020]. Available from: هنا

 

4. Hoarding and panic buying: 4 studies to know [Internet]. Journalists Resource.  2020 [cited 3 June 2020]. Available from: هنا