الفيزياء والفلك > علم الفلك

الجاذب العظيم The Great Attractor

 نحن في حركة مستمرة لا تنتهي، فالأرض تدور حول نفسها مرةً كل 24 ساعةً تقريبًا، وتدور حول الشمس مرةً كل 365 يومًا وربعًا. ولكننا أيضًا في حالة تجاذب دائم، فالشمس تجذبنا في خلال رحلتها البطيئة حول مركز مجرتنا درب التبانة، في رحلة تستغرق قرابة 230 مليون عامًا لإكمال دورة حول مركز المجرّة.

إلا أنه من الصعب تخيل أن جسمًا هائلًا بحجم مجرة تحوي مليارات النجوم يمكن أن يجذبه أو يحركه أي شيءٍ في الكون!

ولكن في الحقيقة أن مجرتنا وكل مجرة محيطة بنا تتحرك جميعها تجاه شيء ذو كتلة تعادل آلاف المجرات يسمى الجاذب العظيم Great Attractor. هذا الجاذب الهائل، مجهول الهوية تمامًا عندنا، فإلى الآن لم يستطع العلماء بناء نظرية موحّدة عن طبيعة الجاذب العظيم ومما يتكون بالضبط.

ما هو سبب جهلنا بطبيعة الجاذب العظيم؟

مع كل التطور الهائل في مجال الرصد الفلكي إلا أن موقع الجاذب العظيم من مجموعتنا الشمسية يجعل من الصعب رصده ومعرفة ماهيته؛ فهو يقع ضمن منطقة تدعى منطقة التفادي Zone of Avoidance وهي المنطقة الواقعة خلف تكتُّل النجوم في مركز مجرتنا درب التبانة؛ وتتصف بأنها منطقة مزدحمة جدًّا بمليارات النجوم والكتل الغازية.

اكتُشف الجاذب العظيم أول مرة في أواخر السبعينيات من القرن الماضي؛ حينها كان العلماء يحاولون بناء خريطة إشعاع الخلفية الكونية الميكروي Cosmic microwave background radiation ولاحظوا عن طريقها تغير موقع مجرتنا درب التبانة على مدى مليارات السنين وقدّروا سرعة هذه الحركة بـ 600 كيلومتر بالثانية، ولم يستطع العلماء معرفة سبب الحركة حتى منتصف الثمانينيات عندما حُدِّدت جهة الحركة ووُضعت فرضية الجاذب العظيم.

بالنظر إلى المجموعة المحلية Local group من المجرات المحيطة بنا نجد أنها تتحرك تجاه الجاذب العظيم، ولكن المفاجأة أن مجموعة المجرات الأكبر التي نقع ضمنها وهي Virgo Supercluster المؤلفة من قرابة 1300 مجرة جميعها تتجه تجاه الجاذب العظيم.

توجد عدة فرضيات عن ماهية الجاذب العظيم: أبرزها أنه عبارة عن مجموعة من المجرات القريبة جدًّا من بعضها البعض مشكِّلةً تكتلًا هائل الكتلة والجاذبية يكفي لسحب جميع المجرات المحيطة نحوه.

هل سنصطدم بالجاذب العظيم وما مصير مجرتنا درب التبانة؟

مع أنه إلى الآن استطاع الجاذب العظيم التغلب على قوة الطاقة المظلمة dark energy التي تُبعِد المجرات عن بعضها البعض وتتسبب في التوسع الكوني المتسارع، إلا أنه بازدياد هذا التوسع سنبدأ بالابتعاد عن الجاذب العظيم، ويرجح العلماء أننا لن نصل إليه مطلقًا. 

روابط من مقالاتنا القديمة:

هنا

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا