الغذاء والتغذية > معلومة سريـعـة

الخرنوب.. بذورٌ بوزن الألماس

القيراط Carat/Karat هي واحدة وزنية لقياس الأحجار الكريمة كالألماس وغيره، وقد اصطُلح على أن تكون مساويةً لـ 1/444 من الأونصة، ومن ثم اعتُمد الوزن المعياري لها ليكون 0.2 غ؛ أي ما يعادل 200 ملغ (1,2).

حتى الآن كل ما قرأناه يعد شيئًا عاديًا، ولكن هل سمعت سابقًا أن تسميةَ القيراط ووزنه جاءت أساسًا من بذور الخرنوب (الخروب) Carob؟

كانت بذور بعض النباتات تستخدم فيما مضى بصفتها أوزانًا للمقارنة بعد أن لاحظ الناس أن كتلتها تختلف فيما بينها بمقدارٍ ضئيلٍ جدًا، الأمر الذي يساعد على توحيد الوزن. ويعد نبات الخرنوب (Ceratonia siliqua)؛ الذي أعطى اسمه للقيراط، مشهورًا في هذا الصدد على نحو خاص، مما دفع الناس إلى الاعتماد على بذوره سابقًا لوزن المواد الدقيقة والثمينة وذات الأوزان المنخفضة.

وبحسب معجم أوكسفورد، فقد ظهرت كلمة قيراط (Carat) أول مرة عام 1555، وقد تباين الوزن الموافق لهذا المصطلح من مكان لآخر قبل أن تُعتمد المقاييس المعيارية وتُحدَّد قيمة القيراط بـ 200 ملغ عام 1907.

لكن هل كان هذا المبدأ صحيحًا؟ وهل تتشابه بذور الخرنوب في أوزانها إلى هذه الدرجة؟

مؤخرًا بيَّنت إحدى الدراسات أن التفاوت في وزن بذور الخرنوب يمكن أن يصل في الواقع إلى 23-25%، وذلك بعد أن فحص القائمون على تلك الدراسة عيناتٍ من بذور 63 شجرةً من أشجار الخرنوب. أما المراقبون بالعين المجردة، فلا يستطيعون تمييز الفروقات الوزنية التي تقل عن 5%، ويجب أن تكون أعلى من ذلك كي يتمكن الشخص من ملاحظتها.

ومن المثير للاهتمام أنَّ تباين معايير الوزن بالقيراط قبل اعتماد المقاييس المعيارية كان قرابة 5% أيضًا، مما يشير إلى أن عدم قدرة البشر على تمييز الفروق الوزنية بين بذور الخرنوب قد يكون السبب الحقيقي وراء اعتمادها وسيلةً موحدة للوزن أساسًا، سُميت فيما بعدُ بالقيراط (3).

المصادر:

1. Butcher T. Weights and measures. U.S. Government Printing Office; 1997 - 287 pages. هنا

2. U.S. Department of Commerce. Supersedes Miscellaneous Publication No. 2. (2d ed., Sept. 21, 1922) The International Metric System of Weights and Measures; May 26, 1932. هنا

3. Turnbull L, Santamaria L, Martorell T, Rallo J, Hector A. Seed size variability: from carob to carats. Biology Letters [Internet]. 2006 [cited 21 April 2020];2(3):397-400. Available from: هنا