التوعية الجنسية > الحياة والحقوق الجنسية والجندرية

من هم الخنثويون (Intersex)؟

يستخدم مصطلح "الخنثويون أو ثنائيو الجنس" لوصف الأشخاص المولودين بخصائص جنسية مثل الأعضاء التناسلية أو الكروموسومات، والتي لا تتناسب مع المفهومات التقليدية الأنموذجية لأجساد الذكور أو الإناث. أي أنهم أشخاص يحملون صفاتٍ جسمانيةً ذكوريةً وأنثويةً في الوقت نفسه (1).  وتختلف "الخنوثة" عن الهوية الجندرية للشخص أو ميوله الجنسية.

على سبيل المثال، أشخاص بمظهر أنثوي من الخارج مع وجود أعضاء ذكرية داخل الجسم، أو أنثى لديها بظر كبير وتفتقد لوجود فتحة المهبل، أو ذكر لديه قضيب صغير وكيس الصفن يشبه الشفرات الأنثوية، أو شخص ولد بما يُعرف بالفسيفساء الجينية؛ أي أن بعض الخلايا تحتوي كروموسومات  XX وبعضها يحتوي كروموسومات XY 

(2).

وتكون سمات الخنثويون غير واضحة عند الولادة ولكن تتطور لاحقًا عند البلوغ، وفي بعض الحالات يكتشف الأشخاص وجودَ أعضاء جنسية مغايرة عند المعاناة من مشكلات في الخصوبة والتعرض للكشف الطبي، أو قد يعيش بعض الأشخاص حياتهم دون معرفة ذلك ويُكشَف عن ذلك عند تشريح الجثة بعد الموت (2).

يصعب تحديد نسبة الأشخاص الخنثويين في العالم بدقة؛ وذلك لصعوبة تشخيص الحالة وعدم وضوحها في كثير من الأحيان، ولكن يقدر بعض الخبراء أن النسبة تصل إلى واحد من كل 1500 طفل يولدون بأعضاء تناسلية لا يمكن تمييزهم وفقها إن كانوا ذكورًا أم إناثًا! (3)، فلا يُعدُّ الخنثويون نادري الوجود، ولكن يُساء فهمهم على نطاق واسع.

وغالبًا ما يختار الأهل الذين يولد لديهم طفل ثنائي الجنس إجراءَ عملية جراحية لتحديد جنسه؛ وذلك تجنبًا للعار والتمييز ضده على الرغم من كل المخاطر المحيطة بتلك الإجراءات.

وبحسب "HUMAN RIGHTS WATCH"؛ فإن الأطباء في الولايات المتحدة يواصلون إجراء عمليات جراحية لا لزوم لها طبيًا، وقد تلحق أذىً بالأطفال! (4).

وعلى الرغم من الجدل القائم منذ عقود فيما يخص الإجراءات؛ فإن الأطباء يواصلون إجراء عمليات جراحية للغدد التناسلية، والأعضاء الجنسية الداخلية، والأعضاء التناسلية للأطفال وهم في سن صغير جدًّا لا يسمح لهم بالمشاركة في القرار، على الرغم من أنه يمكن تأجيل العمليات الجراحية لعمرٍ أكثر أمانًا. وتحمل الجراحات التناسلية لدى الأطفال الصغار في وقت مبكر عن تحديد هوياتهم الجندرية خطورةَ تحديد جنس خاطئ جراحيًّا (4).

ويمكن أن تصل الجراحة لإزالة الغدد التناسلية إلى التسبب بالعقم دون موافقة المريض، ومن ثم تتطلب العلاج مدى الحياة بالهرمونات البديلة. وتحمل عمليات تغيير حجم الأعضاء التناسلية أو ظهورها لدى الأطفال خطرَ الإصابة بسلس البول والتندب وفقدان الإحساس الجنسي والصدمات النفسية. مع العلم أنَّ الإجراءات الجراحية في غالبيتها لا تراجع عنها، والأعصاب التي قطعت لا يمكن أن تنمو من جديد! (4).

ويبقى الحل الأمثل هو زيادة الوعي لدى الناس بضرورة تقبل الخنثويين، وعدم ممارسة التمييز ضدهم لخلق بيئة تمكنهم من العيش على طبيعتهم وتمكنهم من اتخاذ قرارتهم بأنفسهم.

المصادر:

1-  [Internet]. Ohchr.org. 2020 [cited 21 February 2020]. Available from: هنا

2- What is intersex? | Intersex Society of North America [Internet]. Isna.org. 2020 [cited 21 February 2020]. Available from: هنا

3- [Internet]. Apa.org. 2020 [cited 21 February 2020]. Available from: هنا

4-  “I Want to Be Like Nature Made Me” | Medically Unnecessary Surgeries on Intersex Children in the US [Internet]. Human Rights Watch. 2020 [cited 21 February 2020]. Available from: هنا