الغذاء والتغذية > معلومة سريـعـة

الخبز.. غذاؤنا الاستراتيجي

يعد الخبز من الأطعمة الأساسية في حياتنا اليومية، وغالبًا لا يمر يوم دون أن نتناول فيه الخبز إلى جانب الأطعمة المختلفة، ويتَّصف الخبز بكونه وجبةً غنية بالكربوهيدرات والسعرات الحرارية (1)، إذ يمكن أن تتراوح السعرات الحرارية لـ 100 غرام من الخبز الأبيض بين 260 و279 كيلوكالوري تقريبًا، ويمكن أن تشكل الكربوهيدرات أكثر من نصف ذلك الوزن؛ أي قرابة 50 غ! (2,3) لهذا السبب يعد الخبز من الأطعمة التي تحتوي على مؤشرٍ غلايسيمي عال؛ أي إنه يرفع مستويات الإنسولين في الدم ويزيد الشعور بالجوع سريعًا، مما يؤدي إلى تناول كميات أكبر من الطعام ومن ثمَّ زيادة الوزن (1,4).

ويفتقر الخبز المصنوع من الطحين الأبيض المكرر إلى كثير من العناصر المهمة والضرورية للجسم؛ كالفيتامينات والمعادن. من جهةٍ أخرى، يحتوي الطحين المستخدم في صناعة الخبز على الغلوتين Gluten الشهير بتسببه بمشكلاتٍ عديدةٍ لمرضى داء الزلاقي Celiac disease والأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل الغلوتين Gluten intolerance، علمًا أن الغلوتين بروتينٌ شديدُ الأهمية لملمس الخبز وهشاشته، لكنَّ افتقاد بعض الأشخاص للأنزيمات المسؤولة عن تفكيكه يؤدي إلى اضطرابات هضمية مؤلمةٍ مثل النفخة والإسهالات والآلام، ويُنصح الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من المشكلات باستخدام الخبز الخالي من الغلوتين؛ مثل خبز الشوفان (1,5).

كذلك يمكن أن يحتوي الخبز على مواد مضادة للتغذية Antinutrients؛ أهمها حمض الفايتيك Phytic acid، وتسبب هذه المواد إعاقة امتصاص بعض العناصر الصغرى عن طريق تشكيل معقداتٍ معها، ويؤدي ذلك إلى تناقص كميات الفيتامينات والمعادن الممتصة ومنها الزنك، والكالسيوم، والمغنيزيوم، والحديد. وتكون كمية مضادات التغذية أعلى في الحبوب الكاملة ومنتجاتها مقارنةً بالمنتجات المكررة، لكنَّ اتباع حميةٍ صحية ومتوازنة باستمرار يعوِّض ذلك التأثير ولا يسبب مصدرًا للقلق (1,6).

وعلى الرغم من افتقار الخبز إلى الفيتامينات والمعادن، لكنَّ تطوير أساليب تصنيعه قد توصَّلت إلى بعض الحلول لهذه المشكلة، مثل تعزيز الخبز بالفيتامينات والمعادن الضرورية كالحديد وبعض فيتامينات المجموعة B، بالإضافة إلى استخدام الحبوب الكاملة التي ترفع القيمة الغذائية للخبز عن طريق زيادة نسبة الألياف، وبذلك تحمي من الإصابة ببعض الأمراض كالسكري وسرطان القولون (1,7).

وأخيرًا، علينا أن نذكِّر أن الخبز الأبيض يُمتص بسرعة أكبر مقارنةً بالخبز الأسمر وخبز الحبوب الكاملة، وذلك بسبب عدم احتواء الخبز الأبيض على الألياف، إضافةً إلى ارتفاع كمية السكريات البسيطة الموجودة فيه، وهذا يعني شعورًا أكثر بالجوع وزيادة الرغبة بتناول مزيدٍ من الخبز والطعام (1).

ومن المهم لنا معرفة المعلومات الغذائية لجميع المنتجات التي نتناولها، وخصوصًا إن كانت من الأطعمة التي تستهلك بكثرة والتي تشكل جزءًا أساسيًا من نظامنا الغذائي كما في حالة الخبز، ويُنصح دائمًا باختيار الأنواع التي تحتوي على نسبٍ عالية من الألياف والحبوب الكاملة والابتعاد عن الأنواع التي تحتوي على كمياتٍ كبيرةٍ من السكر والطحين المكرر وبذلك نتجنب المخاطر الصحية المرتبطة بالخبز الأبيض ويصبح بالإمكان إدخال الخبز ضمن نظام غذائي صحي ومتوازن (1,8).

المصادر:

1. Is Bread Bad for You? Nutrition Facts and More [Internet]. Healthline. 2020 [cited 20 June 2020]. Available from: هنا

2. White Bread, Food Data Central, USDA. [Internet]. 2020 [cited 20 June 2020]. Available from: هنا

3. White Bread, Food Data Central, USDA. [Internet]. 2020 [cited 20 June 2020]. Available from: هنا

4. Roberts S. High-glycemic Index Foods, Hunger, and Obesity: Is There a Connection?. Nutrition Reviews. 2009;58(6):163-169. DOI: 10.1111/j.1753-4887.2000.tb01855.x.  هنا

5. Mansueto P, Seidita A, D’Alcamo A, Carroccio A. Non-Celiac Gluten Sensitivity: Literature Review. Journal of the American College of Nutrition. 2014;33(1):39-54. DOI: 10.1080/07315724.2014.869996. هنا

6. Schlemmer U, Frølich W, Prieto R, Grases F. Phytate in foods and significance for humans: Food sources, intake, processing, bioavailability, protective role and analysis. Molecular Nutrition & Food Research. 2009;53(S2):S330-S375. DOI: 10.1002/mnfr.200900099. هنا

7. Lattimer J, Haub M. Effects of Dietary Fiber and Its Components on Metabolic Health. Nutrients. 2010;2(12):1266-1289.. doi:10.3390/nu2121266. هنا

8. The Truth About White Foods [Internet]. WebMD. 2020 [cited 20 June 2020]. Available from: هنا