الطب > ‏معلومة سريعة‬

فرط برولاكتين الدم عند الذكور وعلاقته بالعقم

كنا قد سألناكم البارحة عن البرولاكتين ودوره في حدوث العقم.. وبعد أن قرأنا أجوبتكم؛ حان دورنا لنعرض لكم الإجابة الكاملة.

يُعرَّف العقم بأنه عدم القدرة على الحمل بعد مرور سنةٍ على الأقل من الجماع المنظَّم غير المحمي، وهو حالةٌ طبيّةٌ شائعةٌ تصيب 9% إلى 25% من الأزواج في أنحاء العالم. ويُسهم العاملُ الذكريُّ بما يقارب نصف حالات العقم بين الزوجين.

وللعقم أسبابٌ كثيرةٌ؛ منها: فرط برولاكتين الدم -الذي يُعدُّ من اضطرابات الغدد الصّمَّاء المعروفة بتأثيرها في العقم عند الذكور-، وهي حالةٌ طبيّةٌ شائعةٌ تتظاهر لدى قرابة 1% من مجمل سكَّان العالم. 

ومن أهم أسباب فرط برولاكتين الدم (البرولاكتينوما - Prolactinoma)؛ وهو الورم الغدِّي المفرِز للبرولاكتين (Prolactin)، فهو يُشكّل قرابة 40% من الأورام النخامية، وعادةً ما يُشخَّص على نحوٍ أكثر شيوعاً عند النساء منه عند الرجال بسبب تأثير فرط البرولاكتين في الدورة الطمثيّة؛ ممّا يُعطي مؤشّراً مبكراً على عدم التوازن الهرموني. وعلى الرغم من وجود فرط برولاكتين الدم عند 11% من الذكور المصابين بالعقم؛ فإنه غالباً ما يُغفَل تشخيصه بسبب مظاهره السّريريّة غير الواضحة (1).

ويُثبِّط فرطُ البرولاكتين إفرازَ الهرمون المُطلَق للحاثّات التّناسليّة؛ ممّا يُقلّل إفراز الهرمونات الجنسيّة، وهذا يُسبّب توقَّف النّطاف، وضعف حركتها، وتدنّي جودتها، ويؤدّي ذلك لاحقاً إلى قصور الغدد التّناسليّة الثّانوي والعقم. ويُؤثّر فرط برولاكتين الدم أيضاً مباشرة في تكوين النّطاف وتشكُّل الستيروئيد عن طريق العمل على مستقبلات البرولاكتين الموجودة في خلايا الخصيتَين؛ ممّا يؤدّي إلى قصور الغدد التّناسليّة الأوّلي والعقم أيضاً.

فعند قدوم مريضٍ إلى العيادة يعاني نقصَ الرّغبة الجنسيّة، وضعفَ الانتصاب، وقصورَ الغدد التّناسليّة، وقلّةَ النّطاف أو ضعفَ حركتها وجودتها -في التّحليل المجهريّ للسّائل المنوي-؛ فيجب إجراء تقييمٍ روتينيٍّ لمستوى برولاكتين المصل لديه؛ ففرط برولاكتين الدم سببٌ شائعٌ للعقم، ولكنّه قابلٌ للعلاج بأدويةٍ بسيطةٍ، وعدم الشّكّ به قد يستدعي عملَ العديد من الإجراءات المكلفة وغير المجدية والغازية (كخزعة الخصية) لتقييم الحالة، والتّأخّر في التّشخيص قد يُسبّب العقم غير العكوس.

ويُعالج فرط برولاكتين الدم بشادات الدوبامين كالبرومكريبتين (bromocriptine)، والكابيرغولين (cabergoline)، وله نتائج ممتازةٌ؛ إذ يعمل على إعادة برولاكتين المصل إلى مستواه الطبيعي واستعادة وظيفة الغدد التّناسليّة، ويحثّ على تقليل حجم البرولاكتينوما لدى غالبية المرضى أيضاً[2]. وعموماً يُعدُّ الكابيرغولين العلاجَ المفضّل للبرولاكتينوما لأنّه أكثر فعاليّة ويُحافظ على المستوى الطبيعي لبرولاكتين المصل، ويُقلّل حجم البرولاكتينوما، وله تأثيراتٌ جانبيّةٌ قليلةٌ مقارنةً بالبرومكريبتين [3].

المصادر:

1- Dabbous Z, Atkin S. Hyperprolactinaemia in male infertility: Clinical case scenarios. Arab Journal of Urology. 2018;16(1):44-52.هنا
2- Singh P, Cugati G, Singh M, Singh A. Hyperprolactinemia: An often missed cause of male infertility. Journal of Human Reproductive Sciences. 2011;4(2):102.هنا
3- Romijn J. Hyperprolactinemia and prolactinoma. Clinical Neuroendocrinology. 2014;:185-195.هنا