الطب > فيروس كورونا COVID-19

ما مدى خطورة داء فيروس الكورونا المستجد (COVID-19) في دُور الرعاية الطويلة الأمد؟

هناك كثيرٌ من الأمراض المُعدية التي تُشكِّل عبئًا على دور رعاية المسنين الطويلة الأمد؛ وذلك بسبب عدة أسباب؛ منها: ١) وجود أمراض مزمنة لدى المقيمين في دور الرعاية الطويلة الأمد؛ مما يجعلهم أكثر عرضة للعدوى. ٢) تَشارُك المقيمين مصادرَ الهواء، والغذاء، والرعاية الصحية؛ مما يسهم في نقل العدوى. ٣) حرية تنقل الزائرين ومقدمي الرعاية الصحية وإمكانية نقلهم العدوى من المستشفيات والمجتمع إلى تلك الدور (1).

بناءً على ما سبق؛ فإن إصابة أحد المقيمين أو العاملين في دور الرعاية الطويلة الأمد بعدوى فيروس كورونا المستجد (SARS-CoV-2) قد يؤدي إلى تفشي مرض (COVID-19) بسبب الاتصال بين المقيمين والعاملين من جهة، وعدم توافر الموارد اللازمة لمكافحة هذه العدوى من جهة أخرى (1).

ومن الأمثلة على تفشي مرض (COVID-19) في دور الرعاية الطويلة الأمد؛ نذكر ما حدث في ولاية واشنطن الأمريكية، حيث أُبلِغَت سلطات الصحة العامة في إحدى مقاطعات ولاية واشنطن (King County)، في تاريخ 28 شباط (فبراير)، عن وجود حالة إيجابية لمرض (COVID-19) لدى سيدة تبلغ من العمر 73 سنة، كانت تعاني حمَّى، وسعالًا، وضيقًا في النّفس. وتبيَّن أن هذه السيدة مقيمة في منشأة رعاية، لِنُطْلِق عليه اسم (مركز أ)، يوجد فيه قرابة 130 مقيم و170 موظف. وعلى الفور باشرت سلطات الصحة العامة بالتعاون مع مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، بالاتصال بالمقيمين في دور الرعاية، والزائرين، والعاملين في مجال الرعاية الصحية لتحري وجود أية أعراض، أو قصة سفر، أو مخالطة لمصابين بمرض (COVID-19). و بعد الاتصال بـ 100 مركز للرعاية الطويلة الأمد، واستقصاء الحالات المصابة وعزلها، والحجر الصحي للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة؛ تبيَّن في 18 آذار (مارس) وجود 167 شخص مصاب بمرض (COVID-19)، من بين تلك الحالات؛ 101 مقيم في دور الرعاية الطويلة الأمد، و50 عاملًا في مجال الرعاية الصحية، و16 زائرًا. وارتبط وجود هذه الحالات وبائيًّا بالمركز أ. وتبيَّن أيضًا وجود حالة (COVID-19) واحدة على الأقل في 30 دارًا للرعاية الطويلة الأمد في مقاطعة (King County). ومن بين تلك الدور الثماني المتأثرة بعد المركز أ، 3 من الدور كانت لديها روابط وبائية واضحة مع المركز أ. 2 من الدور كان لديهما عاملان في مجال الرعاية الصحية مشتركان مع المركز أ، وتلقى الدار الثالث عمليتَي نقل لمرضى من المركز أ (2).

ومن العوامل الأخرى التي تساعد على سرعة انتشار (COVID-19) في دور الرعاية الطويلة الأمد؛ صعوبة تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي لمنع انتشار عدوى (SARS-CoV-2)، وصعوبة العزل والحجر الصحي، وعدم توفر وسائل الحماية الشخصية للعاملين (personal protective equipment)، وعدم حصولهم على إجازة كافية مدفوعة الأجر؛ مما يدفعهم للعمل على الرغم من ظهور أعراض المرض (3).

بناءً على ما سبق؛ يجب اتخاذ إجراءات إضافية لمنع انتشار عدوى (SARS-CoV-2) في دور الرعاية الطويلة الأمد؛ فقد أشارت البيانات من 34 ولاية أمريكية أنَّ 40% من حالات الوفاة المرتبطة بـ (COVID-19) في تلك الولايات حدثت في دور الرعاية الطويلة الأمد (3).

المصادر:

1. Lai C, Wang J, Ko W, Yen M, Lu M, Lee C et al. COVID-19 in long-term care facilities: An upcoming threat that cannot be ignored. Journal of Microbiology, Immunology and Infection. 2020;53(3):444-446.
هنا

2. McMichael T, Currie D, Clark S, Pogosjans S, Kay M, Schwartz N et al. Epidemiology of Covid-19 in a Long-Term Care Facility in King County, Washington. New England Journal of Medicine. 2020;382(21):2005-2011.
هنا

3. Pillemer K, Subramanian L, Hupert N. The Importance of Long-term Care Populations in Models of COVID-19. JAMA. 2020;.
هنا