البيولوجيا والتطوّر > الأحياء الدقيقة

بكتيريا من جلد الضفدع تحارب الفطريات لدى البشر

تُعدُّ الأمراض الفطرية أحد أهم عوامل الخطر لدى الأشخاص مضعَّفي أو مثبَّطي المناعة؛ إذ تشكل خطرًا يهدد حياتهم، بالإضافة إلى مشكلة مقاومة الفطريات للصادات الفطرية، فطيف الفطريات الممرضة يتوسع باستمرار وبعضها يطوِّر مقاومة للصادات الموجودة مع محدودية الخيارات العلاجية (3).

في الثلاثين عامًا الأخيرة، تُستخدَم ثلاثة أصناف من الصادات الفطرية في الممارسة الطبية، وهي البوليينات Polyenes والآزولات Azoles والايكينوكاندينات Echinocandins

وقد عُرِفت أربع آليات تستخدمها الفطريات لمقاومة عمل البوليينات تعتمد معظمها على تغيير التعبير الجيني، بينما تُعدُّ مقاومة الفطريات الصنفين الآخرين (الآزولات والايكينوكاندينات) أقل دراسةً (1, 3).

هذا ويخشى الباحثون ظهور سلالات فطرية جديدة مقاومة لطيفٍ واسع من الصادات أو تطوير الفطريات الممرضة الحالية لآليات مقاومة للصادات قد تجعلها معندة للعلاج بالصادات التي صادقت عليها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) والوكالة الأوروبية للأدوية (EMEA)؛ ممَّا قد ينتهي بكوارث مشابهة لتلك الناجمة عن الجراثيم المعندة للعلاج بالصادات الحيوية المُستخدمة في الممارسة الطبية.

واستباقًا لمثل هذه الكوارث فإنَّ الباحثين في بحث مستمرٍ عن أصناف جديدة من الصادات الفطرية، وتُعدُّ الطبيعة المصدر المفصل للبحث عن مثل هذه المركبات؛ إذ تتجلَّى علاقات (التعايش والافتراس والتنافس والتقايض) بين الفطريات والجراثيم فيما بينها، وبينها وبين غيرها من الكائنات بوضوح.

وقد لاحظ الباحثون انخفاضًا ملحوظًا في أعداد البرمائيات في عدد من المواقع في أستراليا ومناطق أخرى حول العالم؛ ممَّا دعاهم إلى إجراء الاختبارات اللازمة للكشف عن سبب نفوق هذه الأعداد الكبيرة، وتبيَّن عن طريق هذا البحث أنَّ المسؤول فطرٌ من شعبة كيتريدوميكوتا (Chytridiomycota)، ويعدُّ هذا الفطر أول عضو من هذه الشعبة يُتعرَّف إليه بصفته متطفِّلًا على شعبة الفقاريات (2).

وفي دراسةٍ حديثة زرع الباحثون 201 عزلة بكتيرية  بسطح جلد 15 ضفدعًا من 7 أنواع مختلفة لم تتأثر بالاصابة بفطر  Batrachochytrium dendrobatidis؛ إذ اقتُرِح في دراسة سابقة أنَّ مقاومة هذه البرمائيات للإصابة بهذا الفطر قد تكون بسبب إنتاج الجراثيم على سطح جلد هذه الضفادع لمستقلبات مضادة للفطريات، وتقصى الباحثون أثر هذه المركبات في فطر Aspergillus fumigatus المُسبِّب بإمراضية للبشر(1).

ومن بين 29 عزلة بكتيرية أظهرت فعالية صادة لنمو الفطريات، أظهرت جراثيم Pseudomonas cichorii أكبر تثبيط (ضعف تثبيط السيكلوهيكاميدين cycloheximide الذي اعتُمد في هذه الدراسة بصفته عينةَ مراقبة إيجابية positive control )، ثم تُحرِّيَ عن المركبات التي أفرزتها الجراثيم لتثبيط نمو الفطر وقد  تُعرِّف إلى فيسكوسين viscosin وماستوليدات massetolides A،F،G و H  في منطقة  تثبيط نمو الفطر على أطباق بتري (Petri dishes).

ولاحقًا، نُقيَ المركب المشابه للفيسكوسين وجرت مقايسة فعاليته المثبطة لنمو كل من A. Fumigatus وB. Dendrobatidis في الزجاج in-vitro؛ إذ أثبتت فعاليته و بذلك فإنَّه يُعدُّ أول ببتيد شحمي  حلقي cyclic lipopeptide بفعالية صاد فطري معزول من بكتيريا تنمو على جلد الضفدع (1).

المصادر: 

  1. Christian, M., Ibáñez, R., Nothias, L., Boya P., C., Reinert, L., Rollins-Smith, L., Dorrestein, P. and Gutiérrez, M., 2019. Viscosin-like lipopeptides from frog skin bacteria inhibit Aspergillus fumigatus and Batrachochytrium dendrobatidis detected by imaging mass spectrometry and molecular networking. Scientific Reports, 9(3019), pp.1-11. هنا
  2.  Berger, L., Speare, R., Daszak, P., Green, D., Cunningham, A., Goggin, C., Slocombe, R., Ragan, M., Hyatt, A., McDonald, K., Hines, H., Lips, K., Marantelli, G. and Parkes, H., 1998. Chytridiomycosis causes amphibian mortality associated with population declines in the rain forests of Australia and Central America. PNAS, 95(15), pp.9031-9036. هنا
  3.  Kanafani, Z. and Perfect, J., 2008. Resistance to Antifungal Agents: Mechanisms and Clinical Impact. Clinical Infectious Diseases, 46(1), pp.120–128. هنا