علم النفس > الأطفال والمراهقين

تأثير الطلاق في صحة الأولاد النفسية

من المعروف أن للعائلة دورًا أساسيًّا في تكوين الطفل، ومن حقوق الطفل -حسب ميثاق الأمم المتحدة- النمو في حضن عائلي محب ومتقبل. فما هو الدور الذي تمارسه العائلة في حياة الأطفال؟ وما مقدار الأذى الناجم عن الطلاق؟

تؤدي الروابط بين أفراد العائلة دورًا بارزًا في تطور الفرد في كل مراحل عمره؛ إذ أظهرت دراسات أن العلاقات العائلية المتينة والمتوازنة تزوِّد الفرد بمصادر لتخفيف القلق، وتشجعه على ممارسات أكثر صحية وفائدة، وتحفز تقديره لذاته مما يوفر له رفاهيةً وأمانًا عاليين.

وعلى النقيض من ذلك، فإن كلًّا من ضعف الروابط الأسرية وتدهور العلاقة الزوجية والرعاية إلى حد السيطرة المبالغ بها، يؤدي إلى مشكلات لها ضريبة مرتفعة على صحة الفرد وتطوره (2).

ونستطيع القول أن كل عائلة لديها جوانب قوة وضعف لا تشترك بها مع غيرها، وتعود هذه الفروقات إلى طبيعة الشخصيات المكونة للعائلة والتباين في مصادر الدخل ومقدار الدعم الاجتماعي والعاطفي المتوافر لأفرادها، حتى أن المواقف المأخوذة حيال موضوع الطلاق تختلف من عائلة إلى أخرى.

لكن على الرغم من أهمية هذه النقاط وتأثيرها في جودة الحياة العائلية؛ فإن للطلاق أثرًا لا يُستهان به في قدرة الطفل في جميع المجالات من علاقاته مع عائلته ومحيطه إلى تعليمه وتمكينه عاطفيًّا وتأمين مستقبله، ففي دراستين تحليليتين أجريتا بفارق عشر سنوات وُجد أن الأطفال لأبوين مطلقين قد عانوا نقصًا في التحصيل الأكاديمي والتأقلم النفسي وقصر في تقديرهم للذات وعلاقاتهم الاجتماعية (3).

من أكثر العوامل تعقيدًا وسلبيةً في الطلاق هو الصراع المحتدم بين الوالدين والذي يضع الطفل وسطَ نزاع لا ذنب له فيه، وأحيانًا قد يشعر الطفل أنه مُخير في أن يكون مع أحدهما دونًا عن الاّخر.

لحسن الحظ، فإن هذا الموضوع قابل للحل إن التزم الأبوان المنفصلان بتقليل المشاحنات التالية للانفصال ومعالجة مشكلاتهم الخاصة بعيدًا عن أطفالهم، فمما لا شك فيه أن الدور التعاوني للوالدين هو السلاح الأقوى للتقليل من النتائج السلبية التي قد تصيب الأطفال بعد الانفصال (4).

وفي الختام، من المعروف أنَّ كل حالات الطلاق انفرادية وليس بالأمر السهل جمعها وتعميم أحكام عليها كلِِّها. فمن المهم لدى الوالدين -في أثناء عملية الطلاق- وضع صحة أطفالهم النفسية والجسدية أولًا ومشكلات علاقتهم ثانيًا، إذ إنَّ الأولى تحمل عواقبَ أكثر سوءًا من الثانية.

المصادر:

1. Parents, Families, and Home-based Early Child Development [Internet]. UNICEF. 2020 [cited 15 May 2020]. Available from: هنا

2. A Thomas P, liu h, umberson d. Family Relationships and Well-Being [Internet]. ncbi.nlm.nih. 2017 [cited 13 May 2020]. Available from: هنا

3. anderson j. The impact of family structure on the health of children: Effects of divorce* [Internet]. ncbi.nlm.nih. 2014 [cited 13 May 2020]. Available from: هنا

4.mackay r. The Impact of Family Structure and Family change on Child Outcomes: A Personal Reading of the Research Literature [Internet]. msd.govt. 2005 [cited 13 May 2020]. Available from: هنا