الغذاء والتغذية > معلومة سريـعـة

هل يناسب الكافيين الأطفال كما الكبار؟

اكتسبت مادة الكافيين شهرةً واسعةً منذ وقتٍ طويل؛ ولم يعد وجودها مؤخرًا مقتصرًا على القهوة فحسب، فقد أدخلتها الصناعة الغذائية إلى عديدٍ من المنتجات المخصصة للأطفال، حتى إن نسبة استهلاك الأطفال والمراهقين للكافيين قد ارتفعت منذ منتصف السبعينيات حتى اليوم بمعدل 70٪.

وعلى الرغم من بعض الآثار الإيجابية للكافيين في الطاقة والمزاج والأداء الرياضي، لكنَّ معظم المشروبات الغنية بالكافيين تكون عادةً غنية بالسكر أيضًا، وهو ما يجعلها بديلاً غير مُوفَّقٍ من المشروبات الصحية الأخرى مثل الحليب وعصائر الفاكهة.

ويمكن لهذه الكميات المرتفعة من السكر أن تعرِّض الأطفال للسمنة وتسوس الأسنان، فضلًا عما يمكن أن تسببه الجرعات العالية (التي تزيد على 400 ملغ يوميًا) من شعورٍ بالأرق والغثيان والتوتر وزيادةٍ في طرح الكالسيوم، وقد تؤدي إلى الإدمان.

ويكون خطر تعرض الشخص للانسمام بالكافيين أكير كلما كانت أقل اعتياداً على الكافيين - وهو الحال في فئتَي الأطفال والمراهقين - إذ تبدو على الشخص أعراض الأرق والتهيُّج والتوتر واحمرار الوجه والاضطرابات الهضمية.

من جهةٍ أخرى؛ تتميز مرحلة الطفولة والمراهقة بالنمو السريع ومرور الدماغ بالمراحل الأخيرة من تطوره، وتتطلب هاتان الناحيتان ساعات نومٍ كافيةً قد يؤثر الكافيين فيها سلبًا، إضافةً إلى التأثير في تشكيل العادات الغذائية التي قد تستمر مدى الحياة.

وتشير الدراسات المجراة على الحيوانات المخبرية إلى أن تناول الكافيين يمكن أن يزيد استجابة الدماغ للمواد الأخرى المسببة للإدمان مثل النيكوتين والكوكايين، ويرفع بذلك احتمال أن يصبح الشخص مدخنًا في المستقبل، وهو ما أثبتته أيضًا الدراسات على البشر والتي بينت ارتفاع معدل التدخين والعدوانية ومشكلات الانتباه والسلوك لدى المراهقين الذين يتناولون 4 مشروبات غنية بالكافيين أو أكثر يوميًا..

واخيرًا، ينصح الخبراء بتأخير استهلاك الكافيين قدر الإمكان حتى بلوغ عمر 18 سنة، وإن كان من الصعب منع ذلك، فيُنصح ألا يتجاوز 100 ملغ يوميًا؛ أي ما يعادل كوبًا واحدًا من القهوة، وخصوصًا لدى الأطفال الذكور أكثر من الإناث، فهم أكثر تأثرًت بانخفاض معدل ضربات القلب وزيادة ضغط الدم الانقباضي. واستعينوا بقراءة لصاقة المعلومات الغذائية قبل شراء أي منتجٍ جديدٍ لطفلك، فقد يختبئ الكافيين في مشروبات الطاقة والصودا والشوكولا والسكاكر وحتى الحبوب المسكنة للألم! (1-4). 

المصادر:

1- Temple J. Caffeine use in children: What we know, what we have left to learn, and why we should worry. Neuroscience & Biobehavioral Reviews. 2009;33(6):793-806. هنا

2- Ask the Experts: When Can Kids Start Drinking Coffee? [Internet]. Healthline. 2020 [cited 1 May 2020]. Available from: هنا

3- Caffeine Affects Teen Boys, Girls Differently, Study Says [Internet]. WebMD. 2020 [cited 1 May 2020]. Available from: هنا

4- Does caffeine harm children? [Internet]. WebMD. 2020 [cited 1 May 2020]. Available from: هنا