علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

مفارقة الاختيار (Paradox of choice)

أيّ مطعم سأختار؟ وأيّ هاتف محمول سأشتري؟ وما العمل المناسب لي؟ من الاختيارات الصغيرة إلى الاختيارات التي ستغير حياتك إلى الأبد؛ يجب علينا اتخاذ القرارات كلَّ يوم. 

السؤال الجوهري هنا: هل تساعدنا الخيارات أن نختار أفضل؟

ليس بالضرورة؛ إذ استنتج "باري شوارتز" في كتابه مفارقة الاختيار "أن الاختيار الجيد أمر صعب، ولكن أن تختار جيدًا في عالم يوجد فيه احتمالات لامتناهية أمرٌ أصعب".(2)

كم مرة كنت جالسًا في مطعم وشعرت بالعجز عن اختيار ما تريده بسبب كثرة الخيارات؟ إذا شعرت بذلك؛ فأنت لست وحدك، فاتخاذ القرار يمكن أن يستغرق كثيرًا من الطاقة العقلية، ثم إن الإنترنت وانتشار الخيارات جعل الأمرَ أصعب.(2)

أظهرت الأبحاث النفسيّة مؤخرًا أنّ ظهور المزيد من الخيارات يمكن أن يؤدي إلى خيارات أسوأ والشعور بالندم وعدم الرضا عن النتائج، وأنَّ رغبة الشخص باختيار الخَيار الأفضل -ضمن عدد كبير من الخيارات- كانت مرتبطة بشعورٍ بالأسف وانخفاض السعادة وقلة الرضا العام عن الاختيار(3)، وفي دراسة أُجريت في الولايات المتحدة تبيَّن أنَّ أحدَ أسباب انخفاض السعادة هو ارتفاعُ نسبة الثراء التي أدت إلى جعل الخيارات أكثر تنوعًا. وهذا يعود إلى سببين رئيسن؛ هما الندم لاحقًا على الخيارات الأخرى التي لم تخترها والتوقعات المتزايدة التي تجلبها هذه الخيارات التي لا تكون واقعية غالبًا. (1)

تجعلنا الخيارات الصعبة نشعر بعدم اليقين بشأن المستقبل والشك في قدراتنا، خصوصًا في عالم سريع التغير ومليء بالخيارات(2). وفي بعض الأحيان عندما نواجه صعوبة في الاختيار -بسبب أننا نقارن خيارًا حقيقيًّا بخيار افتراضي يحتوي على جميع الصفات التي نريدها ولكنه ليس واقعيًّا-؛ فإنه من الممكن أن يشعرنا بخوفٍ لا مُبرِّر له.(2)

ولا ينتهي التأثير السلبي لمحاولة الاختيار هنا، فمن الممكن أن تحرمنا من الوقت الذي من الممكن أن نستثمره على شيء نحن ملتزمون به، سواء كان علاقة أو هدفًا ما.(1)

لذلك إليك بعض النصائح التي قد تجعل عملية الاختيار أكثر سهولة:

1- تذكَّر دائمًا أن هناك طرائق متعددة كي نحقق أهدافنا ونشعر بالسعادة؛ لأنه في الواقع لا يمكننا أبدًا التأكد من أن هذا الخيار هو الخيار الصحيح لأننا ببساطة لا يمكننا تجربة كل الخيارات الأخرى ومقارنتها.(2)

2- حاول قدر الإمكان ألّا تتأثر بالتسويق الذكي، مثلًا إذا اشتريت سيارة مؤخرًا، فعند ظهور إعلان تجاري لسيارة أخرى ذكِّر نفسك بأسباب اختيارك لها.(1)

3- دع بعضَ القرارات اليومية الصغيرة تصبح تلقائية كي تستثمر هذا الوقت في الاختيار عندما يكون الأمر مهمًّا حقًّا.(1)

4- حاول أن تبقي توقعاتك واقعية، فشعورك بالحماس حيال شيء ما أو علاقة جديدة سيتلاشى حتمًا مع مرور الوقت.(1)

5- قلل من حاجتك إلى الاختيار بعدم البحث عن بدائل عندما تكون راضيًا بما لديك.(1)

6- التزم باختيارك واستمتع بما لديك، وتذكّر أنه من الطبيعي أن تفوتك بعض الفرص.(1)

وفي النهاية تذكّر أن كل قرار تتجنبه هو فرصة ضائعة، وكل خيار هو خطوة نحو الحياة التي نريد أن نعيشها.(1)

المصادر:

1. Collingwood J. The Negative Impact of Choice [Internet]. psychcentral. [cited 31 May 2020]. Available from: هنا

2. Phillips-Anderson R. Four Steps to Making a Decision for People Who Hate to Choose [Internet]. psychcentral. [cited 31 May 2020]. Available from: هنا

3. Peters E، Klein W، Kaufman A، Meilleur L، Dixon A. More Is Not Always Better: Intuitions About Effective Public Policy Can Lead to Unintended Consequences [Internet]. ncbi.nlm.nih. 2013 [cited 31 May 2020]. Available from: هنا