الطب > فيروس كورونا COVID-19

ماذا يجب أن يعرف مرضى السكري عن داء COVID-19؟

تُعدّ الإصابة بالنمط الثاني من الداء السكري عاملَ خطورة للإصابة بفيروس كورونا المستجد (SARS-CoV-2)، وفي الحقيقة يُعدّ داء السكري وارتفاع الضغط الشرياني من أكثر الإمراضيات شيوعًا التي ترافق إنتانات الفيروسات التاجية الأخرى؛ كالمتلازمة التنفسية الحادة (Severe Acute Respiratory Syndrome (SARS، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (Middle East Respiratory Syndrome (MERS-CoV. ووفقًا لتقارير عدة؛ قد يكون مرضى النمط الثاني من الداء السكري والمرضى المصابون بالمتلازمة الاستقلابية أكثرَ عرضة للوفاة بعشرة أضعاف عند إصابتهم بفيروس كورونا (1).

يبدو أنّ العامل الأهم لضبط أي إنتان لدى مرضى السكري هو أن تكون مستويات غلوكوز الدم لديه مضبوطة جيدًا، فالضبط الجيد للغلوكوز يُعدّ أساسيًّا في خفض خطورة الإصابة بالإنتان وشدته؛ إذ بينت التجارب المُجراة على الفيروس التاجي SARS-CoV (المسبب لمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة SARS) أنه بعد ارتباطه بمستقبله (ACE2) الموجود على سطح خلايا بيتا البنكرياسية، فإنه يعطّل عمل هذه الخلايا المسؤولة عن إنتاج الأنسولين وإفرازه؛ مما يسبب ارتفاعًا واضحًا في سكر الدم ويزيد الوضع سوءًا، خاصة لدى مرضى الداء السكري (1,2).

إضافة إلى كون مرضى الداء السكري أكثر عرضةً للإنتانات وفقًا لعدة آليات إمراضية؛ إذ يزيد ارتفاع سكر الدم من فوعة (حدّة) بعض العوامل الممرضة، كذلك ينخفض لدى المريض إفراز الإنترلوكينات استجابةً للإنتان، ويقل الانجذاب الكيميائي وفعالية البلاعم، وتنخفض استجابة الكريات البيضاء، وتحدث البيلة السكرية، ويحدث اعتلال في الجهازين الهضمي والبولي (3).

وبناءً على ذلك؛ يجب على المرضى مراقبة مستويات غلوكوز الدم لديهم بانتظام حتى يُتمكّن من الكشف عن التقلبات بوقت مبكر وتعديل الأدوية على نحو مناسب، كذلك يجب أن يستمر المرضى باتباع حمية غذائية معتدلة البروتين وممارسة التمرينات الرياضية بانتظام، وطبعًا بالإضافة إلى الإجراءات الوقائية العامة؛ كغسل اليدين المتكرر بالماء والصابون، واستخدام المناديل الورقية أو المِرفق عند السعال أو العطاس، وتجنُّب لمس الوجه والسفر والتواصل مع الأفراد المصابين وذلك لتقليل خطر العدوى. أما في حال اضطرارهم إلى دخول الحجر الصحي، فيجب التأكد من حصولهم على الأدوية واختبارات الفحص الكافية مدة 14 يومًا على الأقل (2).

لا شك في أّنّ الإصابة بالداء السكري -إلى جانب أمور الحياة الأخرى- يمكن أن تسبب الشعور بالإرهاق، ويؤثر التوتر والإجهاد في مستويات سكر الدم، ولذلك؛ لا بدّ من العمل على التحكم بالانفعالات والمشاعر، وقد يكون للتواصل مع الأصدقاء والأهل أثرٌ جيدٌ في تخفيف الضغوط العقلية، ومن ثم تحكم أفضل بالداء السكري (4).

المصادر:

1- Bornstein S, Dalan R, Hopkins D, Mingrone G, Boehm B. Endocrine and metabolic link to coronavirus infection. Nature Reviews Endocrinology. 2020;16(6):297-298. هنا

2- Matthews R. Glucose Control Key With COVID-19 in Diabetes, Say Experts [Internet]. Medscape. 2020 [cited 23 May 2020]. Available from: هنا

3- Alves C, Casqueiro J, Casqueiro J. Infections in patients with diabetes mellitus: A review of pathogenesis. Indian Journal of Endocrinology and Metabolism. 2012;16(7):27. هنا

4- UK D. Staying at home and managing diabetes [Internet]. Diabetes UK. 2020 [cited 23 May 2020]. Available from: هنا