الكيمياء والصيدلة > صيدلة سريرية

الأدوية المُستخدَمة لعلاج الصداع النصفي (الشقيقة)

يُعرَّف الصداع النصفي (الشقيقة) بأنَّه ألم رأس نابض متوسط أو حاد الشدَّة يصيب نصفًا واحدًا من الرأس، وهو وضع صحي شائع يصيب 1 من كل 5 نساء تقريبًا، و1 من كل 15 رجلًا.(1) 

وتترافق نوبات الشقيقة غالبًا مع غثيان وإقياء وحساسية شديدة للضوء والأصوات، وقد تستمر ساعات وحتى أيامًا، وقد يكون الألم شديدًا على نحو لا يسمح للفرد بمتابعة نشاطاته اليومية.

وتترافق النوبات في بعض الحالات بما يُسمَّى أوْرَة وهي علامات تحذيرية تسبق النوبة أو تحدث في أثنائها، وقد تكون بشكل اضطرابات في الرؤية كومضات ضوئية أو بقع سوداء، أو اضطرابات أخرى كوخز في طرف واحد من الوجه أو في الذراع أو القدم وصعوبة في الكلام. (2)

 وبناءً على ذلك يُصنَّف الصداع النصفي في ثلاثة أنواع:

- مع أوْرَة (Migraine with aura) وفيها تُسبق النوبة بعلامات تحذيرية بمدة تصل إلى 24 ساعة قبل بدء الألم. (4)

- دون أوْرَة (Migraine without aura) وهو النوع الأكثر شيوعًا؛ تحدث نوبة الصداع دون أيَّة علامات تحذيرية.

- مع أوْرة ودون ألم رأس، وهو ما يُسمَّى الصداع النصفي الصامت؛ إذ تظهر أعراض الصداع النصفي الأخرى والأوْرة، ولكنَّ المريض لا يشعر بألم في الرأس. (1)

تختلف الفترة الفاصلة بين نوبات الصداع النصفي لدى الأفراد، فقد تحدث عدة مرات في الأسبوع الواحد، أو لا تحدث إلا نادرًا، ومن الممكن أن يفصل بين نوبة وأخرى سنوات عدة. (1)

والسبب المباشر للصداع النصفي غير مفهوم فهمًا كاملًا حتى الآن، ولكن؛ يُعتقد أنَّ العوامل الجينية أو البيئية تؤدي دورًا مُسببًا مهمًّا.

وتختلف محرضات نوبة الصداع النصفي بين مريضٍ وآخر وتشمل المحرضات مثلًا: الدورة الطمثية الشهرية والتوتر والإرهاق وبعض أنواع الأطعمة والمشروبات وتغير نمط النوم وتغيرات الطقس أو بعض أنواع الأدوية. (1+2)

وتُصنف الأدوية المتوفرة حاليًّا لعلاج الصداع النصفي إلى: وقائية تُستخدم لعلاج الحالات المزمنة أو علاجية (عَرَضية)، وتُستخدم في أثناء النوبة لتخفيف الأعراض. (4)

A- الأدوية العلاجية أو مسكنات الألم: تؤخذ في أثناء النوبة لإيقاف الأعراض وتشمل: 

1- مسكنات الألم: تؤخذ دون وصفة وتشمل الأسبرين والإيبوبروفين، ولكن؛ يجب الانتباه إلى أنَّ أخذها فترات طويلة قد يُسبِّب آلام رأس ناتجة عن فرط الاستخدام، ومن الممكن أن تُسبِّب تقرحات ونزوفات في السبيل الهضمي.

وتُعدُّ بعض الأدوية التي تجمع الكافئين والأسبرين والباراسيتامول ذات فائدة لعلاج ألم الرأس الخفيف الناتج عن الصداع النصفي.

2- التريبتانات Triptans: كـ(سوماتريبتان وريزاتريبتان) اللذان لا يُصرفان إلا بموجب وصفة طبية. 

وهي تعمل على تثبيط سُبُل الألم في الدماغ وتؤخذ بشكل حبوب أو حقن أو بخاخات أنفية، ولكنَّها قد لا تكون آمنة الاستخدام لمن لديهم خطر حدوث سكتة دماغية أو نوبة قلبية.

3- دي هيدروإيرغوت أمين Dihydroergotamines: متوفرة بشكل حقن أو بخاخات أنفية، وتكون أكثر نفعًا عندما تُؤخذ بعد بدء الأعراض بفترة قصيرة في أثناء النوبات التي تميل لأن تدوم أكثر من 24 ساعة، وتشمل الأعراض الجانبية لهذا النوع من الأدوية زيادة سوء حالة الغثيان والإقياء المترافقة مع الصداع، ولا يجب استخدامه لدى المرضى الذين يعانون من أمراض القلب الإكليلية وارتفاع الضغط وأمراض الكبد والكلية.

4- لاسميديتان Lasmiditan: دواء فموي جديد يُؤخذ بشكل أقراص، مُنِح الموافقة عليه لعلاج الصداع النصفي مع أوْرة أو دونها، وله تأثير مخدِّر؛ ولذلك يُنصَح عند تناوله بالابتعاد عن قيادة السيارة أو استخدام الآلات حتى 8 ساعات على الأقل، ولا يجب أن يؤخذ مع الكحول أو أدوية أخرى مثبطة للجهاز العصبي المركزي.

5- أوبروغيبانت Ubrogepant: حاصر لمستقبل الببتيد المرتبط بمورثة الكالسيتونين، يؤخذ فمويًّا، وهو الدواء الأول من هذا النوع الموافق عليه للاستخدام في علاج الصداع النصفي الحاد مع أوْرَة أو من دونها لدى البالغين.

وفي أثناء التجارب السريرية لاختبار الدواء وُجِد أنَّه فعَّال في تسكين الألم والأعراض الأخرى للصداع كالغثيان والحساسية للضوء والأصوات، وذلك بعد ساعتين من تناوله.

وشملت الأعراض الجانبية الناتجة عنه: جفاف الفم وغثيان ونُعاس زائد.

ويُذكر أنَّه لا يُؤخذ مع الأدوية المثبطة لأنزيمات السيتوكروم CYP3A4.

6- الأفيونات Opioid medications: توصف الأشكال الدوائية المُخدِّرة الأفيونية، وخاصةً الحاوية على الكودئين للمصابين الذين لا يستطيعون أخذ أدوية أخرى، ولكنَّها قد تكون مُسبِّبة للإدمان على نحو كبير؛ لذلك يقتصر وصفها على الحالات التي لا يمكن استخدام أي بديل آخر.

7- الأدوية المضادة للغثيان Anti-nausea: تساعد في حال كان الصداع النصفي مع أوْرة ومترافقًا مع غثيان وإقياء، ويشمل هذا النوع من الأدوية كلوروبرومازين وميتوكلوبراميد وبروكلوروبيرازين. 

وتؤخذ عادة مع الأدوية المسكنة للألم.

B- الأدوية الوقائية: تؤخذ أخذًا منتظمًا، وقد يكون يوميًّا أحيانًا؛ لتقليل شدَّة نوبات الصداع النصفي أو تكرارها، وقد يصفها الطبيب في حال وجود نوبات متكررة تدوم طويلًا، وألم رأس لا يستجيب جيدًا للعلاج وتشمل:

1- الأدوية الخافضة لضغط الدم: وتشمل حاصرات بيتا مثل؛ البروبرانولول وطرطرات الميتابرولول، وحاصرات قنوات الكالسيوم مثل؛ فيرامابيل التي قد تكون ذات فائدة في الوقاية من نوبات الصداع النصفي مع أوْرة.

2- مضادات الإكتئاب: تَقي مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات من الصداع النصفي مثل؛ الأميتريبتالين، ولكن؛ بسبب آثاره الجانبية كالنعاس وزيادة الوزن قد توصف أنواع أخرى من مضادات اكتئاب.

3- الأدوية المضادة للنوبات: مثل؛ فالبرورات وتوبيرامات التي تخفف من تكرار نوبات الصداع النصفي، ولكن؛ قد تُسبِّب آثار جانبية كالدوار وتغيرات في الوزن وغثيان وغيرها.

4- حقنات البوتوكس: قد تساعد حقنة من البوتوكس كل 12 أسبوع في علاج الصداع النصفي لدى بعض البالغين.

5- الأضداد وحيدة النسيلة للببتيد المرتبط بجينة الكالسيتونين: منحت منظمة الغذاء والدواء الأمريكية الموافقة عليها حديثًا لعلاج الصداع النصفي، وهي تُعطى شهريًّا بشكل حقن، وأكثرُ عرض جانبي شائع تفاعلُ حساسية في موضع إعطاء الدواء. (3)

المصادر:

1- Migraine [Internet]. nhs.uk. 2020 [cited 9 May 2020]. Available from: هنا

2- Migraine - Symptoms and causes [Internet]. Mayo Clinic. 2020 [cited 9 May 2020].Available from: هنا

3-  Migraine - Diagnosis and treatment - Mayo Clinic [Internet]. Mayoclinic.org. 2020 [cited 9 May 2020]. Available from: هنا

4- Current Drug Treatment of Migraine Headache [Internet]. Medscape. 2020 [cited 9 May 2020]. Available from: هنا