الطب > فيروس كورونا COVID-19

دراسة جديدة عن آثار استخدام الكلوروكين والهيدروكسي كلوروكين في علاج (COVID-19)

منحت إدارةُ الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) يوم 28 آذار (مارس) 2020 إذنَ الاستخدام الطارئ (emergency use authorization - EUA) للسماح باستخدام منتجات سلفات هيدروكسي كلوروكين وفسفات الكلوروكين لبعض المرضى المصابين بداء كورونا المستجد (COVID-19) والموجودين في المستشفيات(2).

تجدر الإشارة إلى أن مَنْح هذا الإذن لا يُعدُّ موافقةً حاسمةً من (FDA) على كون هذان الدواءان علاجًا لداء (COVID-19)، ولا يوجد -حتى الآن- منتجٌ دوائيٌّ مُرخَّص لعلاج هذا الداء(3). وعلى الرغم من أن فعاليتهما مُثبتة في علاج بعض أمراض المناعة الذاتية أو الملاريا؛ فلا يوجد دليل واضح على قدرتهما على علاج COVID-19(1).]

وقد جاء اقتراحُ استخدامهما أولًا بناءً على دراسات صغيرة الحجم وغير مضبوطة أشارت إلى أن استخدام دواء هيدروكسي كلوروكين مع الصاد "الأزيترومايسين" قد نجح في إيقاف التضاعف الفيروسي، وعلى الرغم من عدم وجود الدليل الواضح على فعاليتهما؛ لكنَّ بعض الأفراد -وحتى الدول- بدؤوا بتخزين الدواء  لاستخدامه وقائيًّا أو علاجيًّا ضدَّ (COVID-19)؛ مما أدى إلى نقصٍ في توافر الدواء لمن يحتاجه فعلًا من المصابين بأمراض المناعة الذاتية كالذئبة الحمامية الجهازية أو التهاب المفاصل الروماتيدي.

أُجريَت مؤخرًا دراسةٌ متعددةُ الجنسيات ضَمَّت 671 مستشفى في 6 قارات لتحليل سجلات استخدام دوائَي كلوروكين وهيدروكسي كلوروكين مع مشاركة الماكروليدات** أو دونها. وشملت الدراسة المصابين الموجودين في المستشفيات من تاريخ 20 كانون الأول (ديسمبر) 2019 حتى 14 نيسان (أبريل) 2020 ممن كانت نتائج اختباراتهم إيجابية لوجود فيروس (SARS-CoV-2)؛ وذلك بهدف دراسة فعالية الدواء وتأثيراته في المرضى.

ووفق المعايير التي حدَّدتها الدراسة؛ فقد قُسِّم 96032 مريض إلى 4 مجموعات مُعالَجة: تلقَّت الأولى هيدروكسي كلوروكين فقط، والثانية هيدروكسي كلوروكين مع أحد الماكروليدات، والثالثة كلوروكين فقط، والرابعة كلوروكين مع أحد الماكروليدات، ومجموعة شاهدة لم تتلقَّ علاجًا.

قارن الباحثون القائمون على الدراسة معدلات الوفاة بين المجموعات السابقة؛ فكانت أقلّها لدى المجموعة الشاهدة التي لم تتلقَّ أيَّ علاج بنسبة 9.3%. في حين كانت نسبة الوفيات في المجموعة التي تلقَّت هيدروكسي كلوروكين فقط 18%. وأولئك الذين تناولوا هيدروكسي كلوروكين مع أحد الماكروليدات 23.8%. وكانت المعدلات لدى المجموعة التي تناولت الكلوروكين فقط 16.4%. ولدى مجموعة متناولي الكلوروكين إضافة إلى أحد الماكروليدات 22.2%.

ودرسوا زيادة اختطار حدوث اضطراب نظم بطيني في فترة بقاء المرضى في المستشفى؛ فكانت النتائج بالنسب الآتية:

المجموعة الشاهدة 0.3%، والمجموعة الأولى 6.1%، والثانية 8.1%، والثالثة 4.3%، والرابعة 6.5% (1).

وبذلك لم تُظهِر الدراسةُ أي فوائد علاجية لدوائَي كلوروكين وهيدروكسي كلوروكين لدى مرضى (COVID-19) سواء باستخدامهما استخدامًا منفردًا أم بمشاركتهما مع أحد الماكروليدات، ولكنَّها وضَّحت أن السبل العلاجية الأربعة المذكورة سابقًا قد ترافقت مع ارتفاعٍ في اختطار حدوث اضطرابات النظم البطينية، وانخفاض في معدل البُقيا (زيادة اختطار الوفاة)(1).

**الماكروليدات: هي أحد أنواع المضادات الحيوية التي تمتلك تأثيرات معدلة للمناعة ومضادة للالتهاب، وقد استُخدم في الدراسة الأزيترومايسين أو الكلاريترومايسين حصرًا(1).

المصادر:

1- Mehra M, Desai S, Ruschitzka F, Patel A. Hydroxychloroquine or chloroquine with or without a macrolide for treatment of COVID-19: a multinational registry analysis [Internet]. هنا. 2020 [cited 22 May 2020].

Available from: هنا

2- Emergency Use Authorization [Internet]. U.S. Food and Drug Administration. 2020 [cited 22 May 2020]. Available from: هنا

3- FACT SHEET FOR PATIENTS AND PARENT/CAREGIVERS EMERGENCY USE AUTHORIZATION (EUA) OF CHLOROQUINE PHOSPHATE FOR TREATMENT OF COVID-19 IN CERTAIN HOSPITALIZED PATIENTS [Internet]. Fda.gov. 2020 [cited 22 May 2020]. Available from: هنا