الطب > فيروس كورونا COVID-19

اضطرابات تناول الطعام (Eating Disorders) في ظل covid-19

تُعدُّ اضطرابات الأكل (Eating Disorders) أمراضًا خطيرةً تؤثر فيها العوامل الوراثية والبيئية، وليست مجرد خيار أو اتجاه (2،1). وهي غالبًا ما ترتبط بسلوك تناول الطعام، كذلك تُعدُّ ذات صلة بالأفكار والعواطف المتعلقة بهذا السلوك، مثلًا: انشغال التفكير بالطعام أو وزن الجسم ومظهره (2)، ولا يمكن الحكم على المصابين بها من خلال مظهر أجسامهم فقط؛ إذ قد يعاني المصاب نقصانًا في الوزن أو زيادةَ الوزن أو يتمتع بوزن طبيعي مثالي (1).

ويمكن أن تؤثر في جميع الأشخاص من مختلف الأعمار وغالبًا ما تظهر في سنوات المراهقة والبلوغ لتتطور في هذه الفترة أو لاحقًا (2).

تشمل اضطرابات الأكل الشائعة ثلاثةَ أنواع من الاضطرابات: (2)

1-فقدان الشهية العصبي (Anorexia Nervosa).

2-الشره العصبي (Bulimia Nervosa).

3-اضطراب نهم الطعام (Binge-Eating disorder).

ويوضح الجدول الآتي هذه الأنواع وأعراض الإصابة بها: (2)

الاضطراب:

فقدان الشهية العصبي

الشره العصبي

اضطراب نهم الطعام

الوصف:

يعتقد المصابون بهذا الاضطراب بأنهم يعانون زيادةَ الوزن؛ علمًا أنهم في الحقيقة يعانون نقصانَ وزن خطير. يلجؤون إلى وزن أنفسهم باستمرار، ويحدُّون من كمية الطعام التي يتناولونها، ويمارسون الرياضة بإفراط.

وقد سجَّل هذا الاضطراب أكبرَ عدد من الوفيات بوصفه اضطرابًا نفسيًّا، ومعظم الأشخاص الذين يعانونه يموتون نتيجة المجاعة أو بالانتحار.

يعاني الأشخاص المصابون نوباتٍ متكررةً من تناول كميات كبيرة من الطعام على نحو غير عادي وعدم القدرة على السيطرة عليها.

ويتبع ذلك بعض السلوكيات مثل القيء القسري، والاستخدام المفرط لمدرات البول، والصيام، وممارسة الرياضة بإفراط.

يفقد الأشخاص الذين يعانون هذا الاضطراب السيطرةَ على وجباتهم.

وعلى عكس الشره العصبي؛ لا يتبعون سلوكياتِ الصيام والرياضة المفرطة بعد تناول الطعام بنهم، ومن ثمَّ يعانون زيادةَ الوزن.

وهو أكثر الاضطرابات شيوعًا.

الأعراض:

1-  تقيُّد في تناول الطعام.

2-  الهزال.

3-  السعي الدؤوب إلى النحافة.

4-  صورة الجسم المشوهة، وإنكار خطورة انخفاض الوزن.

5-  وتتطور الأعراض لتشمل:

1-  فقر الدم الخفيف وهزال العضلات.

2-  البشرة الجافة والصفراء.

3-  انخفاض ضغط الدم؛ ومن ثمََّ بطء التنفس والنبض.

4-  تلف بنية القلب والدماغ ووظيفتهما.

5-  خمول وفشل في بعض الأعضاء.

6-  العقم.

-  التهاب الحلق المزمن.

2-  تورم الغدد اللعابية في منطقة العنق والفك.

3-  اهتراء مينا الأسنان نتيجة التعرض لحمض المعدة.

4-  مشكلات في الجهاز الهضمي.

5-  الجفاف الشديد.

6-  اختلال مستويات الصوديوم والكالسيوم والمعادن الأخرى التي قد تؤدي إلى النوبة القلبية.

1-  تناول كميات كبيرة من الطعام على نحو غير عادي وفي فترات محدودة، حتى عند عدم الشعور بالجوع.

2-  السرعة في الأكل، والأكل حتى الشبع.

3-  تناول الطعام سرًّا لتجنب الإحراج.

4-  الشعور بالضيق والخجل والذنب بسبب تناول الطعام.

5-  اتباع نظام غذائي متكرر حتى بدون فقدان الوزن.

ومع فرض الحجر الصحي بسبب تفشي covid-19؛ يشعر هؤلاء -المصابون باضطرابات الطعام السابق ذكرها- بالعزلة نتيجة توقف الأحداث الاجتماعية والرياضية، وإغلاق المدارس والجامعات (3)؛ فيصبحون أكثر عرضةً للاضطرابات النفسية، مثل الاكتئاب، والقلق، ومشكلات تعاطي المخدرات، وعدم السيطرة على سلوكهم.. وقد يصل الأمر إلى الانتحار (2).

أما عن خطط العلاج المصممة لمثل هذه الأنواع من الاضطرابات من رعاية طبية ومراقبة دائمة على أرض الواقع؛ فقد تراجعت في خلال فترة الحجر الصحي لتحل محلها جلساتُ الفيديو والمتابعة المنزلية إن أمكن، وهذا جعل المرضى يتحملون مسؤوليةً أكبر تجاه نظامهم وتنظيم وجباتهم (4)، وهنا يكمن الدور الأكبر للأسرة لمساعدة ذويهم على تحسين عادات الأكل وتوجيه سلوكهم (2).

ومن إستراتيجيات التأقلم التي يُنصح باتباعها في خلال هذه الفترة: (4)

1-   تقبَّل مشاعرك، واعلم أنك لست وحيدًا، إذ لا بأس بالشعور بالإرهاق في هذه الفترة.

2-   امنح نفسك مساحةً لإظهار أسفك وحزنك؛ سواء كنت طالبًا على وشك التخرج، أم شريكًا، أم والدًا لأحد العاملين في المجال الطبي، فتذكر أن كلًّا منا يواجه خسائرَ معينة.

3-   ابقَ على اتصال مع الآخرين -وخاصة طبيبك المشرف- وحاول الابتعاد عن العزلة لأن هذه الاضطرابات تنمو في إطار العزلة الاجتماعية، يمكنك اقتراح حفلة صغيرة على الإنترنت مع أصدقائك وتناول وجبة خفيفة في خلالها.

4-   ابتكر روتينًا خاصًّا بك، كالاستيقاظ وتأدية بعض الواجبات والبحث عن أنشطة تشعرك بالسعادة، وتطوير مهارةٍ ما لمنع الاكتئاب، وكل ذلك متضمنًا أوقات وجباتك والحصول على نوم منتظم.

5-   قسِّم وجباتك؛ إذ أثبتت الدراسات إمكانيةَ التعافي من هذه الاضطرابات لكن ذلك يتطلب الإصرار والتنظيم، فيمكنك مثلًا تناول من 1 إلى 3 وجبات خفيفة على مدار اليوم. وتذكر أن الرضا عن تغذيتك سيساعد على استقرار مستوى السكر في الدم، والمزاج، والتكيف العاطفي.

6-   واجه خوفك من الأطعمة التي ستحتاج إليها كثيرًا في خلال فترة الحجر كالمعكرونة والمعلبات والأرز.. ظنًّا منك أنها ستؤثر في نظامك وذلك باستشارة طبيبك المشرف والأخذ بنصيحته.

7-   كن رحيمًا مع ذاتك وتذكر في حال شعرت بالإرهاق وهممت لتناول الطعام أن تهدِّئ ذاتك، فيمكنك تعلم طرائق أخرى وأفضل للتأقلم.

8-   فكر بممارسة التمارين الرياضية كما يحلو لك من باب المحافظة على النشاط ولا تُعدِّها إلزامًا أو ضغطًا إضافيًّا.

9-   الحد من فحص جسدك خشيةً من حكم الآخرين على مظهرك؛ وذلك نظرًا للوقت الكبير الذي تقضيه في المنزل وارتدائك المستمر لملابس النوم، وإن شعرت بسوء تجاه ذلك ارتدِ ملابسك كما لو أنك مستعدٌ للخروج.

10-   تحدَّ الآخرين ولا تسمح لهم بإطلاق النكات فيما كنت ستكسب الوزن في خلال فترة بقائك في الحجر الصحي.

المصادر:

1- NIMH » Let’s Talk About Eating Disorders [Internet]. Nimh.nih.gov. 2020 [cited 26 April 2020]. Available from: هنا

2-NIMH » Eating Disorders [Internet]. Nimh.nih.gov. 2020 [cited 26 February 2016]. Available from:هنا

3-Gordon C, Katzman D. Lessons learned in caring for adolescents with eating disorders: The Singapore experience. Journal of Adolescent Health. 2020هنا

4-Muhlheim l. Eating Disorders in the Time of Corona [Internet]. Verywell Mind. 2020 [cited 30 March 2020]. Available from: هنا