الطب > موسوعة الأمراض الشائعة

تضخم البروستات الحميد

الكتار منّا سمعانين أو ملاحظين كيف إنو الرجال الكبار بالعمر، متل الجد مثلاً، بيطوّلوا بالتواليت و بياخدوا وقتهن. وأكيد أغلب الشباب اللي هون سمعانين ومكرّرين المزحة الغليظة اللي بيقولوها لرفيقهن إذا طوّل بالتواليت: إي شو معك بالبروستات؟

من وين جايي هالمزحة؟ وشو التفسير الطبي لهالحالة؟

تعالوا لنتعرّف على أحد أكثر الحالات المرضيّة شيوعاً بين الرجال: فَرط تَنَسُّج (أو تضخّم) البروستات الحميد.

ما هي غدّة البروستات؟

غدة البروستات هي أحد أجزاء الجهاز التناسلي الذّكري، حيث تقع تحت المثانة البوليّة، وأمام قناة المستقيم. تحيط البروستات بالإحليل أو قناة مجرى البول (وهي القناة التي تبدأ من المثانة، عابرةً خلال البروستات، ومن ثمّ إلى القضيب، حيث يُطرح عبرها البول والسائل المنوي إلى خارج الجسم).

تقوم البروستات بإنتاج سائل حليبي لحماية و تغذية الحيوانات المنويّة، مشكّلاً بذلك جزءاً أساسياً من السائل المنوي. تقوم البروستات بضخّ هذا السائل عبر قناة مجرى البول، ليخرج مع السائل المنوي أثناء عمليّة القذف.

ما هو تضخّم البروستات الحميد Benign Prostate Hyperplasia (BPH)؟

هو أحد الحالات المرضيّة الشّائعة التي تصيب الرّجال، خاصّةّ من هم ما بعد العقد الخامس من العمر، حيث يزداد حجم غدّة البروستات نتيجة لازدياد معدّل الانقسامات في الخلايا المُكوّنة لأنسجة البروستات. يؤدي هذا التضخّم غير السرطاني لأنْ تضغط الغدّة على قناة مجرى البول (الإحليل)، مُعيقةً بذلك انسيابيّة جريان البول. نتيجةً لذلك، تظهر العوارض كخلل في آلية عمل المسالك البوليّة السفلية "القسم الأسفل من الجهاز البولي".

الأعراض:

ينقسم الجهاز البولي إلى القسم العلوي (الكليتين)، والقسم السفلي (المثانة والمسالك البوليّة).

تُعرَف مجموعة الأعراض التي تصيب القسم السفلي بأعراض المسالك البولية السفلية. و يُعدّ تضخّم البروستات الحميد أحد أهم أسباب هذه الأعراض، و التي تظهر كصعوبات في عملية تخزين و/أو إفراغ البول من المثانة، إضافةً لأعراض ما بعد التبوّل. وتتلخّص كما يلي:

الحاجة المتكرّرة لإفراغ المثانة، خاصةً أثناء الليل.

عدم القدرة على مقاومة الحاجة للتبوّل، أو تأجيلها.

صعوبات في البدء بعملية التبوّل، والحاجة للضغط أو بذل جهد من أجل إتمام العملية.

ضعف في قوة وحجم دَفَق البول.

سيلان بعض البول بعد الانتهاء من التبوّل.

الإحساس بعدم اكتمال التبوّل، حتى بعد إتمام العملية.

و في بعض الحالات المتقدّمة، قد يفقد الرجل كامل القدرة على التبوّل، وهي حالة إسعافية تتطلب التدخل الطبي العاجل.

و إلى جانب تضخّم البروستات الحميد، فإن هناك عدّة أمراض وحالات أُخرى قد تُسبّب هذه الأعراض، مثل التهاب البروستات وانسداد المجاري البوليّة وفرط نشاط المثانة، وغيرها.

التشخيص:

يُنصح الرجل بمراجعة الطبيب في حال استمرّت هذه الأعراض بالتطوّر، بحيث بدأت تسبّب إزعاجاً حقيقياً له.

لتشخيص الحالة، صمّمت الجمعية الأمريكية لأخصائيي الجهاز البولي (AUA) استبياناً به مجموعة من الأسئلة للمساعدة في تقدير مدى تكرار الأعراض، و درجة خطورة حالة المريض.

إضافةً إلى نتيجة المريض بهذا الاستبيان، يقوم الطبيب بأخذ التاريخ الصحّي للمريض، إلى جانب إجراء الفحص البدني وفحص المستقيم الإصبعي (حيث يقوم الطبيب بفحص حالة غدة البروستات عن طريق اللمس، وذلك بإدخال الإصبع من فتحة الشّرج وعبر قناة المستقيم وصولاً للبروستات، حيث يمكن تقدير حجم و نوع التضخّم).

وتعتبر تحاليل البول والدم أيضاً ذات فائدة في التأكّد من، أو استبعاد، أمراض أخرى مثل عدوى المسالك البوليّة أو سرطان البروستات أو المثانة البولية.

كما يُمكن للطبيب طلب إجراء فحص الكليتين والبروستات بالموجات فوق الصوتية لرؤية التضخّم في حال وجوده، إضافةً لفحص ديناميكيّة ضغط و تدفّق البول، وذلك لاختبار الضغط داخل المثانة أثناء عمليّة التبوّل.

ما هي عوامل الخطورة للإصابة بتضخم البروستات الحميد؟

تزيد العوامل التالية من احتمال إصابة الشخص:

السمنة

قلّة النشاط الجسدي

خلل الانتصاب

التقدم بالعمر

وجود تاريخ عائلي للإصابة.

المعالجة:

في الحالات البسيطة، و التي لا يعاني فيها المريض من مضاعفات، يُستحسن عدم البدء بالأدوية، والاكتفاء بمتابعة حالة المريض مع تغيير العادات الغذائية والصحية نحو الأفضل. فهذه الإجراءات قد تكون كافية للسيطرة على الحالة والتخفيف من الأعراض.

أمّا في الحالات المتقدّمة، فتكون خيارات العلاج كالتّالي:

حاصرات ألفا Alpha Blockers:

تعمل على إعاقة أو حجب مستقبلات ألفا في الجسم، و هي تُستخدم أساساً لعلاج ضغط الدم المرتفع.

يكمن تأثير هذه الأدوية بأنها تُسبب ارتخاء العضلات المُلْس في جدار البروستات والمثانة، مما يُسهّل عملية تدفّق البول. وهي تعمل بشكل فوري، وتُخفّف من الأعراض بشكل واضح. إلّا أنها عادةً غير قادرة على إعادة تقليص حجم البروستات.

مُثبّطات الإنزيمات مختَزِلة الألفا -5: (5-alpha reductase inhibitors)

يُنصح بهذه المجموعة من العقاقير في حالات التضخّم الكبير نسبياّ في البروستات. حيث تكمن فعاليّة هذه الأدوية بالقدرة على تخفيف الأعراض وتحسين تدفّق البول وتقليص حجم الغدّة المُتضخمة. إلا أن لها بعض الأعراض الجانبية.

في بعض الحالات، يتم استخدام أدوية من المجموعتين المذكورتين آنفاً معاً في نفس العلاج. وذلك من أجل الحصول على نتائج أفضل، والحدّ من تطوّر الحالة. لكن هذا يترافق مع إمكانية أكبر لحدوث أعراض جانبيّة.

كذلك يمكن الاعتماد على مُضادّات الكولين، حيث تُمثّل هذه المجموعة خياراً إضافياً وفعّالاً لعلاج التضخّم البروستاتي.

في بعض الحالات، يتم اللجوء لأنواع أُخرى من العلاج:

استئصال البروستات بالإبَر عبر الإحليل: Transurethral needle Ablation (TUNA) of the prostate

تُعد هذه الطريقة كإحدى التدخّلات الجراحية الصّغرى، حيث يتم إيلاج أداة شبيهة بالمستخدمة بعملية تنظير المثانة في قناة مجري البول (الإحليل) من فتحة القضيب، و من ثمّ توجيه إبر دقيقة إلى غدة البروستات. تقوم هذه الإبَر بتوجيه موجات راديو قصيرة التردّد على النسيج، مُحدثةً حرارةً كافية لأن تقتل و تُفتّت النسيج المتضخّم.

يُعتبر هذا العلاج فعّالاً على المدى القصير، و ليست له أعراض جانبية كبيرة. لكن قد يحتاج المريض لتكرار العملية على المدى الطويل.

العلاج الحراري بالموجات المِكْروِيّة عبر الإحليل: Transurethral Microwave Thermotherapy (TUMT

طُوِّرت هذه الطريقة بالعلاج بناءً على فكرة الاستئصال بالإبر. لكن هنا يتم استعمال موجات راديو عالية التّردد، مما يعطي نتائج أفضل على المدى الطويل. إلا أنّه قد يترافق مع بعض الأعراض الجانبية.

أما في الحالات المتقدّمة جداً، فيكون اللجوء إلى الجراحة هو الحل الأخير. وتُعتبر طريقة "قطع البروستات عن طريق الإحليل" هي أفضل الطرق الجراحية للعلاج. حيث يتم استئصال جزء من البروستات بواسطة إدخال سلك معدني عبر الإحليل، واستعمال الحرارة لاستئصال الجزء المطلوب.

و في بعض الحالات يتم الاستئصال الجراحي للجزء الداخلي من غدة البروستات، عبر ما يُعرف بعملية استئصال البروستات المفتوحة Open prostatectomy.

حقائق عن تضخّم البروستات الحميد:

لعلّ المعلومة الأهم، و التي يجب أن يعرفها جميع الرّجال عن تضخّم البروستات الحميد، هي أنّه نموّ غير سرطاني. أي أنّه لن يتطوّر لسرطان خبيث مهما بلغ تقدّم الحالة.

فتضخّم البروستات الحميد ليس من العوامل التي قد تساهم في حدوث سرطان البروستات. وهو كما ذكرنا في بداية المقال، حالة شائعة جداً، و يؤثر على حياة ما يقارب ثلث الرجال فوق الخمسين من العمر. وتفيد الإحصاءات أنّ الغالبية العُظمى من الرجال سوف يتعرّضون لدرجات مختلفة من هذا التضخّم مع وصولهم للخامسة والثمانين من العمر.

واليوم، يُقدّر عدد الرجال الذين يعانون من أعراض تضخّم البروستات الحميد بثلاثين مليوناً حول العالم.

المصادر: هنا

هنا

هنا

مصدر الصورة: GETTYIMAGES