الطب > طب الأطفال

الإسهال عند الأطفال ماذا يجب أن تعرف عنه؟

كثيراً ما يُصاب الأطفال الصّغار -ولا سيما الأطفال دون سن الخامسة- بنوبات من الإسهال، ويُعرف الإسهال بأنه زيادة عدد مرات التبرز عند الطفل عن ثلاث مرات في اليوم الواحد أو عندما يكون قوام البراز نفسه غير متماسك أكثر من الحد المتعارف عليه (1). 

ووفقاً للمدة التي تستغرقها نوبة الإسهال يتحدد كونه حاداً -وهو الأكثر شيوعًا- أو مزمناً؛ فيكون الإسهال حادّاً حين يستمر مدة أقل من ثلاثة أسابيع، أو يكون إسهالاً مزمناً إذا استمر مدة تزيد على ثلاثة أسابيع (1).

وترجع أسباب الإسهال الحاد إلى العدوى البكتيرية أو الفيروسية أو الطفيلية، وغالباً ما يكون الإسهال الناجم عن العدوى البكتيرية خفيفَ الحدة، وسرعان ما يزول من تلقاء نفسه، لكن يجب الانتباه إلى الجفاف الذي قد يترافق مع الإسهال وتعويض السوائل لتجنب حدوث المضاعفات (1).

أما الإسهال المزمن؛ فترجع أسبُابه غالباً إلى التهابات الأمعاء المزمنة أو إلى أمراض سوء الامتصاص وعدم تحمل اللاكتوز أو متلازمة القولون المتهيج (القولون العصبي) أو عدم تحمل الغلوتين، إضافة إلى أن الإسهال المزمن قد ينتج عن استخدام بعض الصادات أو بسبب الحساسية تجاه أطعمة معينة (1).

لماذا يُعدُّ الإسهال المزمن خطيراً؟ لأنه قد يؤدي إلى حالتَين خطيرتَين يجب الانتباه لهما؛ وهما: سوء الامتصاص، والجفاف.

ولكلٍّ منهما أعراضه التي يجب على الأم مراقبتها في حالات الإسهال، فإذا كان الطفل يشكو من انتفاخ بطن، أو الغازات، أو فقدان البراز قوامه المتماسك، أو أن يكون أكثر دهنية، وذا رائحة كريهة، أو ترافقه مع نقص الشهية وتغيرات في وزن الطفل مثل فقدان الوزن المفاجئ وصعوبة في زيادة وزن الطفل؛ فهذا يعني أنه يعاني سوءَ امتصاص الأغذية من الأمعاء(2).

ويحتاج هذا إلى متابعة طبيب الأطفال لإجراء الفحوصات اللازمة للتشخيص، والتوصل إلى السبب، وتحديد العلاج المُناسب وفقاً لحالة الطفل وعمره.

و قد يعاني الطفل المُصاب بالإسهال حالةً من الجفاف تحدث عندما يفقد الجسم كميات هائلة من السوائل دون تعويضها سواء بشرب الماء الكثير أم بعلاج سبب الإسهال ذاته، وحينها لا يستطيع الجسم أداء وظائفه المعتادة (3)؛ إذ يمكن معرفة ما إذا كان الطفل مصاباً بحالة جفاف عبر عدة علامات؛ أهمّها: اختبار بسيط يقيس زمن عودة امتلاء الأوعية الدموية الصغيرة في الإصبع، ويُكشَف عنه بالضغط المعتدل على إحدى أصابع الطفل، مع رفع يده إلى مستوى أعلى من مستوى القلب، حتى يتحول لون الظُفْر إلى اللون الأبيض، ثم تحرير الإصبع من الضغط وحساب الوقت اللازم لعودة الإصبع إلى لونه الطبيعي، ويُعدُّ الوقت الطبيعي لاستعادة اللون ثانيتين، أما في حال كان أكثر من ثانيتين؛ فهذا يدل على وجود مشكلة (4).

من العلامات الأخرى التي تُشير إلى الجفاف: جفاف الفم واللسان، وجفاف حفاضات الرضيع مدة ثلاث ساعات متواصلة، وعدم وجود دموع عند البكاء، وشعور الطفل بالنعاس المستمر، وفقدان الطاقة والتهيج (5).

ما الذي يجب فعله في حال كان الطفل يعاني جفافاً؟

يجب أوّلاً اتّباع تعليمات الطبيب المُعالج كافة، والحرص على عدم إعطاء الطفل خصوصاً من هم تحت سن الثانية- أي أدوية دون وصفة الطبيب، إضافة إلى أنه يجب تشجيع الطفل على شرب كثير من السوائل، ولا سيما غير المحلّاة منها؛ إذ إن السوائل المحلّاة مثل المشروبات الغازية والعصائر قد تزيد من حدّة الإسهال وتفاقم الجفاف، وكذلك الأمر للرضّع؛ فيجب الاستمرار في إرضاع الطفل.

أما عند الأطفال الأكبر سنّاً؛ فيجب التدرج في زيادة كميات السوائل والأطعمة ويُفضَّل البَدء بالأطعمة الخفيفة، مثل الأرز أو شرائح التفاح المسلوقة أو الموز (1,3).

قد ينصح الطبيبُ بتناول الطفل بعضاً من محاليل إعاضة السوائل الفموية (oral rehydration solutions ORS) عند الحاجة (التي سيأتي تفصيلها في هذا المقال).

لكن لا يجب أبداً إعطاء الطفل الأسبرين بوصفه خافضاً للحرارة (3).

ما محاليل إعاضة السوائل الفموية؟

إن أنسب علاج لحالات الجفاف المتوسطة والحادّة –بعد معالجة السبب الرئيس المسبب للإسهال ذاته- هو استعادة السوائل والشوارد  المفقودة، وتُعدُّ محاليل معالجة الجفاف الحلَّ الأمثل هنا، وذلك لاحتوائها على نسب معينة من المياه والأملاح، فتعمل على استعادة توازن السوائل والشوارد في الجسم، وتُحدَّد كميّة محاليل معالجة الجفاف التي يحتاجها الطفل لعلاج الجفاف وفقاً لعمره وحدة الجفاف.

تُنصح الأمهات بالبَدء بتقديم ملعقة صغيرة (نحو 5 ملي ليتر) من المحلول إلى الطفل عن طريق الفم كل دقيقة إلى خمس دقائق، والتدرّج في زيادة الكمية وفقاً لما يتقبله الطفل، مع متابعة حالة الطفل، وعلامات تحسن الجفاف (5).

متى يكون من الضرورة الذهاب إلى الطبيب:

يجب الذهاب إلى الطبيب في حالات الجفاف الحاد، وأيضاً في حالة ظهور أي من الأعراض الآتية:

- إذا استمرت نوبة الإسهال الواحدة مدة تزيد على يوم كامل.

- إذا صاحب الإسهال حُمّى تساوي 38.8 درجة مئوية أو تزيد عليها.

- إذا صاحب الإسهال ألم في البطن أو المستقيم.

- إذا كان براز الطفل مترافقاً مع الدم أو القيح.

- إذا كان البراز ذا لون أسود أو قطراني (لون طحل القهوة).

- إذا ظهرت إحدى علامات الجفاف السابق ذكرها على الطفل (2).

المصادر:

1- Diarrhea in Children - American College of Gastroenterology [Internet]. American College of Gastroenterology. 2020 [cited 6 May 2020]. Available from: هنا
2- Information H, Diseases D, Children C, Causes S, Children S, Center T et al. Symptoms & Causes of Chronic Diarrhea in Children | NIDDK [Internet]. National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases. 2020 [cited 6 May 2020]. Available from: هنا
3- Dehydration & Children [Internet]. Cleveland Clinic. 2020 [cited 6 May 2020]. Available from: هنا
4- Capillary refill time in sick children: a clinical guide for general practice [Internet]. هنا. 2020 [cited 6 May 2020]. Available from: هنا
5- Dehydration - Diagnosis and treatment - Mayo Clinic [Internet]. Mayoclinic.org. 2020 [cited 6 May 2020]. Available from: هنا