الطب > فيروس كورونا COVID-19

الأثر النفسي بعد انقضاء فترة الحجر الصحي التابعة لتفشي covid-19

يُعرف الحجر الصحي (Quarantine) بأنه فصل حركة الأشخاص وتقييدها في حال كانوا معرضين لمرضٍ مُعدٍ وذلك بهدف تقليل خطر الإصابة، ويجب التفريق بينه وبين العزلة (Isolation) والتي تُعرف بأنها فصل الأشخاص الذين شخصوا بمرضٍ معدٍ بعيداً عن غيرهم من الأشخاص الأصحاء (2).

وقد بينت الدراسات أن التباعد الاجتماعي بين الأشخاص في خلال فترة الحجر الصحي قد يكون مرهقاً، ويمتد هذا الإرهاق ليسبب اختلاط المشاعر وخاصة بعد الخروج من الحجر الصحي (1).

إذ بينت نتائج هذه الدراسات أن الأشخاص الذين خرجوا من هذه الفترة يشعرون بمشاعر مختلفة شملت: (1)

1- الخوف والقلق حيال صحتهم وصحة أحبائهم من حولهم.

2- الإجهاد من استمرار مراقبتهم لأنفسهم والآخرين حولهم في حال ظهرت عليهم أعراض covid-19.

3- الحزن والغضب والإحباط بسبب قطع بعض الأصدقاء والمحبين علاقاتهم معهم لأن لديهم خوف من العدوى، حتى بعد إثبات الكادر الطبي أنهم غير ناقلين للعدوى.

4- الشعور بالذنب بسبب عدم قدرتهم على ممارسة الأعمال طبيعياً، مثل ممارسة دور الأبوة والأمومة على نحو جيد.

5- شعور أطفالهم بالانزعاج والمشاعر السلبية بعد انقضاء هذه الفترة.

6- الضيق النفسي تجاه الخسارة المالية وخاصة ممن توقفت أعمالهم في خلال هذه الفترة (2).

7- ظهور أعراض اضطراب ما بعد الصدمة والمرتبطة ارتباطاً كبيراً بمدة الحجر (3).

 

أما بالنسبة إلى الكوادر الطبية التي كانت خط الدفاع الأول في التصدي للفيروس، فأهم الآثار: (2)

1-  تجنبهم من قبل المجتمع حولهم ومعاملتهم بالخوف والشك.

2- إثارة التوتر والقلق داخل أسرهم.

وبناء على ذلك، وسعياً لتخفيف الآثار الممتدة للحجر الصحي حتى بعد انتهائه؛ بينت الدراسات أنه يمكن اتباع ما يأتي: (2)

1- الدعم النفسي الدائم بين الأشخاص الأصحاء لبعضهم، ودعم الكوادر الطبية العاملة في الخطوط الأولى للتصدي للفيروس من أجل استمرارهم في عملهم، والدعم المقدم من كلا الفئتين السابقتين للمرضى من ذويهم والتشجيع من قبل الكادر الطبي على تحسين التواصل معهم وخاصة عن طريق التواصل الإلكتروني المتاح حالياً.

2- إبقاء المجتمع على أكبر قدر ممكن من المعرفة الصحيحة عن المرض لتجنب القلق، ومحاولة توعيتهم بما يدور حولهم.

3- توفير الإمدادات الكافية لهؤلاء الأشخاص الملتزمين بيوتهم.

4- تزويدهم بنصائح عملية عن إدارة القلق والملل، ومساعدتهم على التكيف في أثناء البقاء في منازلهم.

أما في الدراسة التي انتشرت في مجلة الطب البريطانية (BMJ) والتي وثقت أثر الحجر الصحي في العامل النفسي للسكان في مدينة ووهان الصينية -التي تُعدُّ مركز انتشار الفيروس وأول مدينة خضعت للحجر الصحي بسبب الجائحة الحالية- فقد وجدت الدراسة ارتفاعاً كبيراً في معدلات القلق، وهذا الأمر لا يجب الاستهانة فيه خلال الحجر الصحي الشامل لأسباب وبائية (4).

وبعد كل الدراسات السابقة التي أجريت في أثناء تفشي فيروس كورونا المستجد وما سبقه من أوبئة أخرى كالإيبولا والسارس وغيرها؛ فلا تزال آليةُ فهم آثار الحجر الصحي في نفسية الأشخاص بعد انقضاء هذه الفترة قيدَ الدراسات. 

المصادر:

1. Coronavirus Disease 2019 (COVID-19) [Internet]. Centers for Disease Control and Prevention. 2020 [cited 6 April 2020]. Available from:هنا

2. Brooks S، Webster R، Smith L، Woodland L، Wessely S، Greenberg N et al. The psychological impact of quarantine and how to reduce it: rapid review of the evidence. The Lancet. 2020;395(10227):912-920.هنا

3. Hawryluck L، Gold W، Robinson S، Pogorski S، Galea S، Styra R. SARS Control and Psychological Effects of Quarantine، Toronto، Canada. 2020.هنا

4. Rubin GJ، Wessely S.The psychological effects of quarantining a city.BMJ. 2020 Jan 28;368:m313. doi: 10.1136/bmj.m313.هنا