البيولوجيا والتطوّر > علم المناعة

خلايا تائية جديدة قاتلة لأنواع مختلفة من السرطان!

لطالما كان الجهاز المناعي الأساس في حماية الجسم من الأمراض المختلفة، ولطالما عمل الباحثون في دراسة آلياته المختلفة للاستفادة منها في محاربة السرطان، وفي هذا المقال سنعرض لكم اكتشافاً جديداً قد يكون واعداً لإيجاد علاجٍ عام للسرطان.

يُعدُّ الجهاز المناعي خطَّ الدفاع الذي يحمي الجسم من المخاطر المختلفة، ويحوي الجهاز المناعي في مكوناته أنواعاً مختلفة من الخلايا بوظائف متنوعة. وبما أنَّ الجهاز المناعي هو المسؤول عن حماية الجسم؛ فقد فكَّر الباحثون باستخدام آليَّاته لمواجهة أحد أخطر الأمراض، ألا وهو السرطان.

 فالخلايا التائية -وهي أحد أنواع الكريات البيض- تعمل في طبيعة الحال على مهاجمة الخلايا المريضة أو الغريبة في محاولة لمقاومة الخمج أو المرض، واستفادةً من هذه الآلية، فكَّر الباحثون بإمكانية توجيه الخلايا التائية بحيث تهاجِم الخلايا السرطانية خصوصًا، وهذا ما يعرف بـ(CAR T-cell therapy). وفي هذا النوع من العلاج تُؤخَذ خلايا تائية من المريض وتُعدَّل جينياً، وذلك بإضافة جين مُعبِّر عن مُستقبِل يتعرَّف إلى بروتين معين موجود على سطح خلايا سرطان المريض، ويُسمَّى هذا المستقبل الخاص بمستقبل المستضد الخيمري (chimeric antigen receptor (CAR. 

وتُكثَّر هذه الخلايا المعدلة مخبريًّا ويُعادُ حقنها في المريض بعد ذلك.(1) 

والعيب في هذه الطريقة أنَّ هذه الخلايا تتعرف إلى عدد محدود من أنواع الخلايا السرطانية، وهي معالجةٌ مُشخصَنَة؛ أي لا يمكن استخدام الخلايا المعدلة إلَّا لمريضٍ واحد؛ وذلك بسبب مستقبل موجود على سطح الخلايا البشرية يُسمَّى بمستضد الكريات البيض البشري (human leukocyte antigen HLA) والذي يختلف من شخص لآخر، ويُعدُّ ضرورياً في عملية تعرف الخلايا التائية إلى الخلايا السرطانية. (2)

ومن هنا تأتي أهمية البحث الجديد الذي نشره باحثون من جامعة كارديف البريطانية (Cardiff University)، والذي أشاروا فيه إلى اكتشاف بروتين جديد على سطح الخلايا البشرية يُسمَّى (MR1)، وذلك باستخدم تقنية (CRISPR–Cas9 screening) (4).

ويعمل هذا البروتين في تفعيل نوعٍ محدد من الخلايا التائية والتي تُعبٍّر عن مستقبل غير متغاير (أي متشابه عند البشر جميعهم)، يمكن الإشارة لهذه الخلايا كـ(MR1-restricted T cells). 

وهكذا يمكن عدُّ هذه الخلايا -نظريَّا- أساساً لعلاج تُستخدَم فيه لمعالجة أنواع السرطان المختلفة عند مختلف الأشخاص.(2،3)

وقد حثَّت هذه الفكرة الباحثين على اختبار صحَّتها باستخدام مجموعة من التجارب.

فحُضنَت هذه الخلايا التائية مع خطوط خلوية سرطانية متنوعة تختلف في مستضد (HLA)، فلاحظوا قدرة هذه الخلايا على قتل الخلايا السرطانية، وحُقنَت الخلايا التائية في فئران مصابة باللوكيميا، فلاحظوا تراجعاً ملحوظاً في المرض وارتفاع العيوشية عند الفئران. (2)

ويشير الباحثون إلى إمكانية استخدام هذه الخلايا في العلاج ضد أنواع مختلفة من السرطان، ولكن؛ من غير المعروف إلى الآن أنواع الخلايا السرطانية التي يمكن استهدافها باستخدام هذه الخلايا، ولا بدَّ من اختبار إمكانية تطبيق النظرية ذاتها عند البشر؛ شلذلك يُؤكِّد الباحثون على ضرورة إجراء مزيد من الأبحاث لفهم الآلية الجزيئية لعمل هذه الخلايا. (2)

المصادر:

1. NCI Dictionary of Cancer Terms [Internet]. National Cancer Institute. 2020 [cited 28 April 2020]. Available from: هنا

2. Dockrill P. Remarkable New T-Cell Discovery Can Kill Several Cancer Types in The Lab [Internet]. ScienceAlert. 2020 [cited 28 April 2020]. Available from: هنا

3. Major histocompatibility complex class I-related gene protein [Internet]. UniProt Consortium. 2020 [cited 28 April 2020]. Available from: هنا

4. Crowther M, Dolton G, Legut M, Caillaud M, Lloyd A, Attaf M et al. Genome-wide CRISPR–Cas9 screening reveals ubiquitous T cell cancer targeting via the monomorphic MHC class I-related protein MR1. Nature Immunology. 2020;21(2):178-185.