الغذاء والتغذية > الفوائد الصحية للأغذية

الخرنوب.. شوكولا تنمو على الأشجار

يعمد كثيرٌ من الأشخاص إلى إضافة الخرنوب Carob للأغذية والمشروبات كمادةٍ منكهةٍ وبديلةٍ عن الشوكولا، كذلك يدخل طحينه ومستخلصه في صناعة عديدٍ من المنتجات الغذائية، كالمخبوزات ومنتجات اللحوم، ويُحضر منه المولاس (الدبس)، إضافةً إلى عصير الخرنوب الذي يستهلك في منطقة حوض المتوسط وخصوصًا في شهر رمضان (1,2,10).

تتألف بذور الخرنوب من 35% من الصمغ Carob Gum، والذي يدخل في صناعة منتجات العناية بالبشرة وبعض الأدوية ويعمل كمادةٍ مثبِّتة ومعطرة ومحسِّنة للقوام. وتعد تلك البذور مصدرًا جيدًا لعديدٍ من الفيتامينات والعناصر المعدنية أيضًا مثل الفيتامين E وD وC وA ومجموعة الفيتامينات B وحمض الفوليك والكالسيوم والزنك والمنغنيز وغيرها (2,9,11).

وتُستخدم ثمار شجرة الخرنوب لعلاج مشكلات الهضم المختلفة؛ بما في ذلك الإسهالات والحرقة. كذلك شاع استخدامه لعلاج البدانة والتقيؤ في أثناء الحمل وارتفاع كوليسترول الدم، وهو يصلح للاستخدام لدى الأطفال في حال التقيؤ والتهوُّع Retching والإسهال (1,6).

أما كلمة "قيراط/Carat/Karat"؛ وهي واحدة وزنية تعادل 200 ملغ (0.2 غ) وتستخدم اليوم على نحو شائع للتعبير اليوم عن وزن الأحجار الكريمة، فيُقال أنها مشتقةٌ من اسم نبات الخرنوب Ceratonia siliqua، إذ اشتُهرت بذور الخرنوب فيما مضى بامتلاكها كتلةً متشابهةً يختلف بعضها عن بعضٍ بمقدارٍ ضئيلٍ فقط، وهو ما دفع إلى استخدامها واحدةً لمقارنة الأوزان. وبحسب معجم أوكسفورد، فقد ظهرت كلمة قيراط (Carat) أول مرة عام 1555، وقد تباين الوزن الموافق لهذا المصطلح من مكان لآخر قبل أن تُعتمد المقاييس المعيارية وتُحدَّد قيمة القيراط بـ 200 ملغ عام 1907.

ومؤخرًا بيَّنت إحدى الدراسات أن التفاوت في وزن بذور الخرنوب يمكن أن يصل في الواقع إلى 23-25%، لكن المراقبين بالعين المجردة لا يستطيعون تمييز الفروقات الوزنية التي تقل عن 5%، مما يشير إلى أن عدم قدرة البشر على تمييز الفروق الوزنية بين بذور الخرنوب قد يكون السبب الحقيقي وراء اعتمادها وسيلةً موحدة للوزن (13).

لكن بعيدًا عن الأحجار الكريمة، ما هي تأثيرات الخرنوب في الصحة؟

دور الخرنوب في علاج الإسهالات:

تشير الدراسات إلى أن شرب عصير بذور الخرنوب الطازجة أو مسحوق قرون الخرنوب قبل محاليل الإماهة الفموية يقلل أعراض الإسهالات الحادة لدى الأطفال. ويعود السبب في ذلك إلى فعالية السكريات الطبيعية الموجود في الخرنوب في زيادة تماسك البراز، كذلك تعمل التانينات Tannins الموجودة في الخرنوب في داخل الجسم على نحو مخالف للتانينات التي توجد في الأغذية عادةً؛ فهي لا تذوب في الماء وبذلك لا تعيق الهضم، بل تساعد على التخلص من السموم وتمنع البكتيريا الضارة من النمو في الأمعاء وتساعد على خسارة الوزن وخفض سكر الدم والكوليسترول (1,2,3,6).

يُذكر أن الخرنوب يستخدم لعلاج حالات ضعف امتصاص العناصر الغذائية في الأمعاء الدقيقة كالتي تُصادف لدى مرضى الداء الزلاقي بسبب خلوه من الغلوتين، لكن تأكيد تأثيره في تلك الحالات ما زال بحاجة إلى مزيدٍ من الدراسات (1). 

تعزيز صحة القلب عن طريق خفض الكوليسترول:

نظرًا لما يحتويه من البولي فينولات المضادة للأكسدة، والتي تتميز بفعالية في تعزيز صحة القلب عن طريق خفض مستويات الكوليسترول (4)، فقد تبين فعلًا أن تناول لب الخرنوب أو بعض منتجاته فمويًا مدةً تصل إلى 6 أسابيع يمكن أن يقلل الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار LDL لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع معتدل في الكوليسترول، ومن المحتمل أن يكون له دورٌ إيجابي في حالات ارتفاع الكوليسترول ذات المنشأ الوراثي Familial hypercholesterolemia إذ تبين أن تناول صمغ الخرنوب فمويًا مدة 4-8 أسابيع يقلل الكوليسترول الكلي والضار في الأطفال والبالغين الذين لديهم تاريخ عائلي من ارتفاع الكوليسترول (1,6,8,12).

استخدام مسحوق الخرنوب بديلًا من الشوكولا:

بسبب التشابه بين طعم الخرنوب والشوكولا، فإن بعض الأشخاص يقارنون بينهما، ويرون أن استخدام الخرنوب بدلًا من الشوكولا خيارٌ أكثرُ ملاءمةً للصحة؛ إذ يتميز الأول بمحتواه من الألياف وخلوِّه من الكافيين والمركبات المحفزة لنوبات الشقيقة (مثل التيرامين Tyramine)، كذلك يحتوي ضعف كمية الكالسيوم الموجودة في الكاكاو، في حين يحتوي الكاكاو على حمض الأوكزاليك الذي يتعارض مع امتصاص الكالسيوم ويزيد احتمال الإصابة بحصى الكلية (1,2,6).

بعد التجفيف والتحميص، تُطحن قرون نبات الخرنوب حتى تصبح مسحوقًا ناعمًا ذا مذاقٍ حلوٍ وطعم مميز، ويستخدم هذا المسحوق بدلًا من الشوكولا في المخبوزات والعديد من المنتجات، ويتصف بكونه منخفض المحتوى من الدهون (أقل من 1 غ في الكوب)، لكنه يحتوي على كميةٍ كبيرة نسبيًا من السكريات، فملعقتان كبيرتان من مسحوق الخرنوب تحتويان على قرابة 6 غ من السكر؛ أي ما يعادل ملعقة صغيرة ونصف من السكر، أو أكثر من 50 غ في الكوب، لذا يجب الانتباه إلى المدخول اليومي من السكريات لتفادي أية مشكلاتٍ محتملة في حال استخدامه (1,6,7).

الجرعات والآثار الجانبية:

تعتمد الجرعة العلاجية من الخرنوب على عوامل عديدة منها عمر الشخص وصحته وغيرها، ولا توجد أدلة علمية كافية تحدد الكمية المناسبة من الجرعات. ولا بد من التذكير بأن المواد الطبيعية ليس من الضروري أن تكون آمنة، لذا فإن تحديد الجرعات أمر مهم جدًا ويجب التأكد من اتباع تعليمات المنتجات التي تتناولها واستشر الصيدلاني أو الطبيب أو مختص الرعاية الصحية قبل استهلاكها (1).

عمومًا، يعد الخرنوب آمنًا لمعظم الأشخاص عند تناوله فمويًا وفق الكميات المُستهلكة طبيعيًا في الأغذية أو عند وجوده في الأدوية، ولا يبدو أن هنالك آثارًا جانبيةً لتناوله أو تداخلات صحية ناتجة من تناوله، لكن تُنصح النساء الحوامل والمرضعات بالامتناع عن استهلاكه بكمياتٍ تفوق الحدود الطبيعية في الأغذية نظرًا لقدرته العالية على خفض السكر ومستويات الأنسولين (1,2). كذلك بينت دراسة حالة أُجريت في إسبانيا  احتمال المعاناة من حساسية تجاه صمغ الخرنوب Carob Gum غير المطبوخ (غير المعرَّض للحرارة) في حال كان الشخص يعاني من الحساسية تجاه المكسرات والبقوليات، وذلك نظرًا لكونه ينتمي إلى العائلة النباتية نفسِها (5).

المصادر:

1- Carob: Uses, Side Effects, Interactions, Dosage, and Warning [Internet]. WebMD. 2020 [cited 21 April 2020]. Available from: هنا

2- The 5 Best Things About Carob [Internet]. Healthline. 2020 [cited 21 April 2020]. Available from: هنا

3- Munos M, Walker C, Black R. The effect of oral rehydration solution and recommended home fluids on diarrhoea mortality. International Journal of Epidemiology [Internet]. 2010 [cited 21 April 2020];39(suppl_1):i75-i87. Available from: هنا

4- Ruiz-Roso B, Quintela J, de la Fuente E, Haya J, Pérez-Olleros L. Insoluble Carob Fiber Rich in Polyphenols Lowers Total and LDL Cholesterol in Hypercholesterolemic Sujects. Plant Foods for Human Nutrition [Internet]. 2010 [cited 21 April 2020];65(1):50-56. Available from: هنا

5- Alarcón E, del Pozo M, Bartolome B, Navarro B, Escudero R, Gonzalez I et al. Urticaria and Angioedema Due to Ingestion of Carob Gum: A Case Report. Journal of Investigational Allergology and Clinical Immunology [Internet]. 2011 [cited 21 April 2020];21(1):77-78. Available from: هنا

6- Carob Powder: 9 Nutrition Facts and Health Benefits [Internet]. Healthline. 2020 [cited 21 April 2020]. Available from: هنا

7- Loullis A, Pinakoulaki E. Carob as cocoa substitute: a review on composition, health benefits and food applications. European Food Research and Technology [Internet]. 2017 [cited 21 April 2020];244(6):959-977. Available from: هنا

8- Ruiz-Roso B, Quintela J, de la Fuente E, Haya J, Pérez-Olleros L. Insoluble Carob Fiber Rich in Polyphenols Lowers Total and LDL Cholesterol in Hypercholesterolemic Sujects. Plant Foods for Human Nutrition [Internet]. 2010 [cited 21 April 2020];65(1):50-56. Available from: هنا

9- Papaefstathiou E, Agapiou A, Giannopoulos S, Kokkinofta R. Nutritional characterization of carobs and traditional carob products. Food Science & Nutrition [Internet]. 2018 [cited 21 April 2020];6(8):2151-2161. Available from: هنا

10- Yousif A, Alghzawi H. Processing and characterization of carob powder. Food Chemistry [Internet]. 2000 [cited 21 April 2020];69(3):283-287. Available from: هنا

11- Grenha A, Dionísio M. Locust bean gum: Exploring its potential for biopharmaceutical applications. Journal of Pharmacy and Bioallied Sciences [Internet]. 2012;4(3):175. Available from: هنا

12- Zunft H, Lueder W, Harde A, Haber B, Graubaum H, Koebnick C et al. Carob pulp preparation rich in insoluble fibre lowers total and LDL cholesterol in hypercholesterolemic patients. European Journal of Nutrition [Internet]. 2003 [cited 21 April 2020];42(5):235-242. Available from: هنا

13- Turnbull L, Santamaria L, Martorell T, Rallo J, Hector A. Seed size variability: from carob to carats. Biology Letters [Internet]. 2006 [cited 21 April 2020];2(3):397-400. Available from: هنا