موسيقا الحجرة chamber music

1500م - منتصف 1700م

قُدِّم مصطلح موسيقا الحجرة في القرن السابع عشر(عصر النهضة) من قبل Marco Scacchi الذي وضع ثلاث تصنيفات لموسيقا الحجرة؛ موسيقا الكنيسة (musica ecclesiastica)، وموسيقا المسرح (musica theatralis)، وموسيقا الغرف (musica cubicularis). هذه الفئات لا علاقة لها بعدد العازفين، ولا بعدد الحركات وتسلسلها، أو ببنيتها، بل تعبرعن أسلوب التأليف والدور الاجتماعي لهذه المؤلفات.

تعود بداية ظهور موسيقا الحجرة إلى موسيقا الأداء المنزلي، إذ غالبًا ما كان للمنازل الأرستقراطية في أوروبا غرف مخصصة للأداء الموسيقي، ولكن هذه المساحات كانت أصغر على نحو عام من الكنيسة أو المسرح، فلا تحتاج إلى زخم صوتي كبير، ولا إلى مجموعات كبيرة من العازفين. 

وكان يتضمن مصطلح موسيقا الحجرة في عصر النهضة موسيقا لأداء جماعي أو فردي أو حتى أوركسترا. كانت الأوركسترات في تلك الفترة أصغر من الأوركسترات اللاحقة في القرن ال18.

فمع نمو الأوركسترا في أواخر القرن الثامن عشر أخذ مصطلح موسيقا الحجرة تعريفه الحالي؛ بوصفها موسيقا مكتوبة لأداء فرقة موسيقية صغيرة مع عازف واحد لكل دور، أي لم يعد هذا المصلح يتضمن أي أداء فردي (solo) (1,2,3).

فالظهور الحقيقي لموسيقا الحجرة كان في القرن الثامن عشر وكل الأشكال التي سبقتها هي مجرد بدايات لا يمكن أن تعد من أشكال موسيقا الحجرة.

مثال عن "موسيقا الحجرة" قبل القرن الثامن عشر

تغييرات أتاحت أسلوبا جديدا:

مع نهاية الربع الأول من القرن الثامن عشر حدثت تغيرات عديدة في الموسيقا وإحدى أهم هذه التغيرات هي ظهور الدوزان المعدل (well-tempered tuning)، وكان ذلك من خلال المجلد الأول لكتاب باخ بعنوان الكلافسان المعدل جيدا (Well-Tempered Clavier)، ومقالة عن الهارموني لرامون ( Rameau’s Traité de l’harmonie ).

مما أدى إلى ظهور قوالب موسيقية جديدة تعتمد على التباين بين المكونات البنيوية المتوازنة وغير المتوازنة (1). 

ثم في منتصف القرن الثامن عشر تحت تأثير الclassicism أو ما يعرف بالكلاسيكية وصلت موسيقا الحجرة إلى العديد من الصفات التي تتسم بها اليوم:

• موسيقا لمجموعة صغيرة  من العازفين 9-2 
• تقدم في تشكيلات صغيرة ومتلاحمة 
• تظهر التناغم بين العازفين، ومشاعر المؤلف أكثر من إظهارها براعة العازفين منفردين.

أواخر 1700م - بداية 1800م:

أو ما يعرف بالفترة الكلاسيكية الفينية (Viennese Classic Era)، التي أسسها Haydn,Beethoven وMozart.

أكثر تشكيلات الحجرة استخداماً في تلك الفترة هي: trio, quarter, quintet, sextet (تعود هذه التسميات إلى عدد العازفين).

غالبا ما كانت تُكتب مؤلفات موسيقا الحجرة في تلك الفترة للوتريات، ولكن من الممكن أن تتضمن بيانو، أو أن تكون مؤلفة للنفخيات مع وتريات أو نفخيات فقط.

ويتألف كل عمل من أربع حركات وكل حركة تتبع معايير القالب الكلاسيكي:

يعد Haydn أب الرباعي الوتري ؛ إذ حدد ووجّه المعايير التي جعلت الرباعي الوتري بنية معقدة ذات مغزى تجذب أكثر المؤلفين موهبة في ذلك الوقت ومنهم كان Mozart وBeethoven.

كان يعزف Mozart وHaydn جنبا إلى جنب وكانو يستمتعون بعزف العديد من الرباعيات الوترية. 

قام Mozart في عام 1785 بإهداء ستة رباعيات لأستاذه Haydn.

وأيضا درس Beethoven مع Haydn وكان متأثرا بعلمه ولكن فكر Beethoven المتحرر تعارضَ مع فكر Haydn الكلاسيكي مما أبعدهم عن بعض.  

استطاع Beethoven أن ينقل الرباعي الوتري إلى أبعاد جديدة من حيث البنية الهارمونية والكونتربوينتcounterpoint التي استخدمها في تأليف رباعياته (2).

بعض تشكيلات موسيقا الحجرة: 

الرباعي الوتري (string quartet) الذي يتألف من: (كمان أول، كمان ثاني، فيولا، وشيللو). 

قربُ هذه الآلات من الصوت البشري إضافة إلى التناغم الهارموني الكبير بينها وقدرتها على نقل مشاعر المؤلف دون الحاجة للكلمات وتمييزها بقوام صوتي حميمي رائع؛ جعلت من الرباعي الوتري أهم تشكيلات موسيقا الحجرة (1,2,3).

Piano trio (piano, violin, cello)

Wind quintet (flute, oboe, bassoon, horn, clarinet)

Brass quintet (trumpet 1, trumpet 2, horn, trombone, tuba)

Etc…

استمرت هذه التشكيلات بالتطور والتنوع خلال العصور؛ مما أعطاها طابعا جديدا وروحا مختلفة، جذبت العديد من المستمعين والعازفين على مر العصور.

المصادر: