علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

مسكنات ألم غير دوائية!

لا شكَّ أنَّ كل شخص منا قد دقَّ بابه الألم يومًا؛ فتارةً يدخل ضيفًا خفيفًا ونودعه بسلام، وتارةً ينقر الباب ويرحل وكأنه أتى تنبيهًا لمرض آتٍ أو لإصابة كامنة؛ وعندها يستحق منا الشكر. وأحيانًا تطول زيارته ونصبح غير قادرين على الترحيب به فنلجأ إلى عقار طبي يسكن هذا الألم.

دعونا -بدايةً- نلقي نظرةً طبيةً سريعةً على الوجه الثاني للمُسكنات التي اعتادت آلامنا عليها.. 

. مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية: تعدُّ من المُسكنات المفيدة للآلام القصيرة الأمد والطويلة منها، لكنها لا يمكن أن تخفي تأثيراتها السلبية في الكلى والجهاز الهضمي؛ إذ تسبب نزوفًا في المعدة إثر استخدامها العشوائي، كذلك يُذكر لها تداخلات (كتداخلها مع الليثيوم إذ تزيد من تركيزه في الدم).

. الأسيتامينوفين أو الباراسيتامول: يقلل من الآلام وأثاره الجانبية بريئة من الجهاز الهضمي والكلى، إلا أنَّ إطراحه كبدي وزيادة تناوله يجعل الكبد غير قادر على التخلص منه.

. الليدوكائين: يمكن أن يُوصف لمريض يشكو من آلام متعددة لكن له تأثيرًا سلبيًّا في نظم القلب.

. المُسكنات الأفيونية: كما هو معروف؛ توصف عادةً للآلام المعتدلة والحادة لكن مشكلتها تكمن في الاعتياد عليها والوصول إلى مرحلة الإدمان، ومنها الترامادول الذي يتداخل مع مجموعة مركبات الاكتئاب (SSRIs) فيزيد فرصةَ حدوث النوبات، وكذلك الأفيونات تتداخل مع البينزوديازيبينات فتزيد من صعوبة التنفس (4).

كل هذه الآثار الجانبية للمُسكنات دفعت الأطباء ومسؤولي الصحة إلى الحدِّ من صرفها والبحث عن حلول جديدة غير دوائية جديرة بأن تُطبَّق كالعلاجات النفسية (1).

نذكر منها:

العلاج السلوكي المعرفي: أفضل علاج نفسي للألم؛ والذي يعتمد على ربط الأفكار والمشاعر من خلال التأقلم مع الألم بدلًا من عدِّ الشخص ضحيتَه، إذ إنَّ مساهمة المريض بأنشطة يومية، مفيدةٌ جدًّا لكونها تصرف تركيزه عن ألمه.

التنويم المغناطيسي: يساعد الطبيب فيه على تقديم إيحاءات في أثناء النوم (كأن يقول: سوف تتحسن!).

ممارسة الرياضة: يعزز النشاطُ البدني المنتظم الحالةَ المزاجية ويخفف القلق (4).

المعالجة الفيزيائية: يُرشد المعالجون الفيزيائيون المريضَ إلى مجموعة من التمارين المُخصصة للحفاظ على قوة الجسم وتحسين حركته، فالتدليك يخفف آلامَ المفاصل والعضلات ومن ثمَّ يخفف من التوتر والقلق (3). ووجدت دراسات أن الأشخاص الذين يعانون ألمَ أسفل الظهر وقد حصلو على إرشادات في العلاج الفيزيائي كانوا أقلَّ عرضةً للأدوية الأفيونية مقارنةً بالمرضى الذين لم يتلقوا العلاج الفيزيائي (2).

اليوغا: من خلال تمارين التحكم بالتنفس والتأمل وتقوية العضلات.

العلاج بالموسيقا: أكدت الدراسات أنَّ الموسيقا ساعدت على تخفيف الآلام في أثناء الولادة وبعدها (3).

وفي الختام؛ إنَّ هذه التقنيات جميعها ليست أساليبَ بديلة؛ وإنَّما مكملة وضرورية لأية خطة علاج يتخللها الألم.

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا