الطبيعة والعلوم البيئية > زراعة

السحلب أو الأوركيد - Orchid

يُضفي نبات الأوركيد على باقات الأزهارِ مظهراً مميّزاً، وترمُز أزهارُه بألوانها المختلفة إلى الخصوبة والأناقة والحبّ. فما هي بيئة النبات؟ وما طُرائق العناية به ؟ في هذا المقال.

ينتمي نبات السحلب أو الأوركيد Orchid إلى الفصيلة السحلبيّة Orchidaceae ثاني أكبر الفصائل النباتيّة بعد الفصيلة النجميّة (المركّبة) (1)؛ ويعدُّ واحداً من أكثر الأزهار جمالاً في العالم؛ إذ تتميّزُ بكبر حجمها وألوانها النضِرة المموَّجة؛ فيُمكن أن تتراوح ألوانها بين البيضاء والورديّة والأرجوانية والبنفسجيّة والصفراء. 

ويُعدّ نوع الأوركيد (moth orchid، الاسم العلميّ: phalaenopsis) من أكثر الأنواع شعبيّةً، ويزهِر مرّة إلى مرتين سنويّاً، ويستمرّ إزهاره من شهرين إلى ثلاثة أشهر، إضافةً إلى أنواع شائعة أخرى يمكنُ أن يدومَ إزهارُها أكثر من شهر (2).

ينمو النبات في الأقاليم المعتدلة الحرارة لجميع القارات باستثناء القارّة القطبيّة الجنوبيّة؛ وينمو بعضها في التربة، ولكنّ أغلبها نباتات استوائيّة لاهوائيّة لا تحتاج التربة؛ فتنمو على نباتاتٍ أخرى في قمم الأشجار.

تطوّرت أزهار الأوركيد لتجذِب الملقِّحات من أنواعٍ متعدِّدة من النحل، والعثّ، والفراشات، والذباب والطيور الطنّانة بواسطة رائحتها أو شكلها أو رحيقها أو لونها أو مزيجٍ من هذه العوامل، وتتراوح رائحتها من العطِرَة النفَّاذة إلى الكريهة جدّاً، وتتنوّعُ أشكالها تبعاً للنوع، ولكنّها تملك جميعاً ثلاث بتَلاتٍ مُحاطةٍ بثلاثِ سبَلَات، وتختلفُ بتلةٌ واحدة منها (تُسمى الشفَة) عن البتَلتَين الأُخرَيَين والسبَلَات؛ وعادة ما توفِّرُ منصّةً للمُلقِّحات، تكونُ محميّةً بالبتَلات والسبَلَات.

تمتصّ الجذور المساميّة والكثيفة للأوركيد الماءَ والغذاء من المطر والندى، وتكون الجذور في بعض الأنواع خضراء ممّا يمكِّنها من إجراء عملية التركيب الضوئيّ أيضاً، وتبدو بذورها كالمسحُوق الناعم لصِغر حجمها؛ وذلك لأن كل بذرة تحوي القليل من المادة الوراثية فقط دون أي غذاءٍ لنموِّ الجنين بداخلها، لذلك؛ تنمو بذور الأوركيد على نباتٍ آخر؛ وتتعايشُ فطريّات مجهريّة مُحدّدة مع جنين البذور فتوفِّرُ له الماء والغذاء حتى ينمو النبات ويتمكّن من تركيبِ غذائِه بنفسه عن طريق عملية التركيب الضوئيّ. ولا بُدّ من الإشارة إلى استمرارِ الفطريّات الموجودة في الجذور أيضاً بمساعدة النبات في توفير الماء والغذاء، مُقابلَ حصولِ هذه الفطريّات على السكّريّات والطاقة التي يصنعها الأوركيد، وتُعرَف هذه الفطريّات التكافليّة بالفطريّات الجذريّة (mycorrhizae).

أدّى إدخالُ أنواعٍ غريبةٍ من الأوركيد إلى أوروبا من قِبَل بعض المستكشفين إلى ظهورِ أنواعٍ جديدة منه، واختفاء أنواعٍ أصليّة كانت موجودة وذلك بتدمير موائلها، لكنّ بعض المزارعين اكتشف كيفيّة إنبات بذور الأوركيد في وسطٍ مُغذٍّ من مادّة الآغار (agar)، وقد أدّت الزراعة الناجحة اليوم والتهجين إلى تطوير عشرات آلاف الأنواع ممّا يُسمّى الأوركيد المُهجَّن.

يُباع الأوركيد كنباتٍ للزينة أو تُستعَمل أزهارُه (أكثر من 200 نوع من الأوركيد الطبيعي والمُهجَّن) في التجارة وصناعة العطور، وكذلك تُستَعمل بعض الأنواع في الطبّ الصينيّ التقليديّ (1).

طُرُق ريّ الأوركيد:

رغم وجودِ هذا النبات في الغابات الاستوائيّة المطيرة؛ لكنّه لا يحتاج كميّةً كبيرةً من الماء؛ فيجبُ عدمُ الإفراط في سقايته خوفاً من تعفُّن جذوره (3,4).

ويُمكن ذلك باتباع ثلاث طرُق في رَيّه، منها:

1- طريقة الغمْر:

يُنمّى نبات الأوركيد في إناءٍ شفّافٍ متوسِّطٍ يحوي التربة ويُملأ بالماء (ماء الصنبور المغلي والمُبرَّد) حتى تُغمر جذور الأوركيد بالكامل ويصل منسوبُ الماء إلى أقلّ من مستوى قمّة الأوركيد، ويُترَك النبات لينتقِع مُدّة 10 إلى 15 دقيقة، ثمّ يُترك ليجفّ مدّة 5 دقائق، ويُعاد إلى الإناء بعد إفراغ الماء منه.

2- طريقة مكعّبات الثلج:

تٌحسّن طريقة مكعّبات الثلج الصغيرة أو متوسِّطة الحجم المُستَعمَلة في ريّ الأوركيد من امتصاصه للماء، وتمنع تعفُّن الجذور، وتُجنِّبُ تزويدها بكميّاتٍ كبيرة من الماء، فضلًا عن أنها أسهل طرُق الريّ. 

3- طريقة الصبّ:

تُستَعمَل هذه الطريقة عند عدم القدرة على تحريك النبات من الإناء أو عند عدم ملاءمة الطريقتَين السابقتين للريّ، ولكن يجب الانتباه إلى ضرورة استخدام أوانٍ مُثقَّبة لتصريف المياه ومنعاً لتجمُّعها وتعفّن الجذور، وكذلك يجب التأكّد من سكب الماء على الجذور فقط؛ والحذَر من سكبِه على النبات مباشرة، إضافةً إلى تجنُّب وصول الماء إلى شقوقِ الأوراق؛ وتجفيفها منعاً لتعفُّنها.

تُحاكِي عمليّة ترطيب الأوركيد ظروف الموطن الطبيعيّ لهذا النبات، فضلًا عن أنّها تساعده على الإزهار، لذا؛ قد يلجأ البعض إلى رشِّ أوراق الأوركيد أو جذوره الهوائيّة بانتظامٍ باستعمالِ زجاجةٍ تحوي ماءً مُقطّراً أو ماءً مغليّاً ومُبرَّداً؛ بمعدّل مرّتين في اليوم تبعاً لموقع النبات في المنزل، مع الإشارة إلى تجنُّب استعمال مياه الصنبور المليئة بالشوائب ممّا قد يُشكِّل طبقةً بيضاء على أوراق الأوركيد؛ ويمنع رطوبتها ويسيء إلى مظهرها.

ويمكن الاستدلال على نقص الرطوبة من خلال ملاحظة العلامات الآتية على النبات:

1. نمو متقزِّم.

2. سقوط البراعم الزهريّة.

3. تغيّر لون الأوراق إلى اللون البنِّي.

4. التفاف الأزهار (4).

وكمعظم النباتات؛ يشكِّل تعرُّض الأوركيد للإضاءة الجيِّدة مفتاحَ النموّ المثالي للنبات (3)؛ مع تجنُّب أشعّة الشمس المباشرة التي قد تُحرِق أوراقه في غضون ساعات (2)، وتُعدّ درجة الحرارة الثابتة طوال اليوم للغرفة من شروط النموّ المثاليّ، بعيدًا عن التيارات الهوائيّة وأشعة الشمس المباشرة؛ إذ تنمو نموّاً أفضل في بيئة تتراوح درجة حرارتها (من 16 إلى 24) درجة مئويّة (4). 

جديرٌ ذكره تقييم الاتحاد الدوليّ للحفاظ على الطبيعة IUCN حالةَ 800 نوع من الأوركيد فصنَّف أكثر من 500 منها ضمن لائحته الحمراء كأنواعٍ مُعرَّضةٍ للخطر أو مهدّدة بالانقراض؛ بسبب تدمير موطنها الأصلي والإفراط في جمعِها؛ من بينها 162 نوعاً مهدّداً بالانقراض بشدّة. وتُساعد بعض الحدائق الدوليّة في الحفاظ على الأوركيد كحديقةِ San Diego التي تعدُّ مركزاً للمحافظة على النبات (1).

المصادر:

1.Orchid | San Diego Zoo Animals & Plants [Internet]. Animals.sandiegozoo.org. 2020 [cited 28 February 2020]. Available from: هنا

2.Fresh F. How to Care for Orchids - FTD.com [Internet]. FTD.com. 2020 [cited 28 February 2020]. Available from: هنا

3.Orchid Care [Internet]. Aos.org. 2020 [cited 28 February 2020]. Available from: هنا

4.Orchid Care Guide | 5 Easy Rules to Look After Orchids | Interflora [Internet]. Interflora.co.uk. 2020 [cited 28 February 2020]. Available from: هنا