الطب > فيروس كورونا COVID-19

أضداد القرود تستهدف فيروس SARS-COV-2

أتت دراسةٌ حديثةٌ قيد المراجعة أجريت على القرود لتجيب مبدئيًّا عن التساؤلات المرتبطة بالعلاج البلازمي الواعد لفيروس كورونا المستجد المسؤول عن مرض (COVID-19) الذي يُشكِّل قلقًا عالميًّا في المجتمعات العلمية والمدنية على حدٍّ سواء. (1)

إصابة بعض المرضى الصينيين مرة ثانية بالمرض بعد شفائهم منه حثَّت فريقًا أمريكيًّا من مختصي علم الفيروسات للبحث في هذه الظاهرة. وبرزت فكرة العلاجات بنقل البلازما الحاوية على الأضداد (أي استخدام الأضداد التي طورها جسم مريض قد شُفي من الفيروس بوصفها علاجًا لمريض آخر أو لقاحًا) (3) حين لم تطوّر ثلاثة قرود ريزيوس عدوى ثانية بعد أن شفيت من التعرُّض الأول لفيروس كورونا المستجد؛ مما يشير مبدئيًّا إلى إمكانية تطوير الرئيسيات استجابة مناعية ضد الفيروس وإن كانت قصيرة الأمد. (1)

بدأ الفريق بتطبيق جرعة مدروسة من فيروس كورونا المستجد في رغامى أربعة قرود ريزيوس بالغة، وكشفوا بعدها عن تراكيز مصلية عالية للفيروس في أنف القرد وحلقه في غضون ثلاثة أيام، ثم ضحّوا بأحد القرود ولاحظوا ذات رئة كالتي يُسبِّبها الفيروس عند البشر. 

أما القرود الثلاثة المتبقية؛ فقد جُمعت مصولها لمراقبة تشكل الأضداد، وتمكنوا من إيجاد أضداد موجهة ضد بروتين الحسكة -Spike المميز في الفيروس كونه مسؤولًا عن عملية الدخول إلى الخلية البشرية. (تحدثنا عنه في الرابط هنا)، وبعد قرابة شهر من التعرض؛ أفاد العلماء بأن القرود قد تخلصت من الفيروس ولم يجدوا له أثر في مسحات الأنف أو الحلق ولم تُبدِ صورة الأشعة الصدرية أية التهابات أو تغيرات غريبة في الرئتين. (1)

طُبّقت جرعةٌ ثانيةٌ من الفيروس على قردين منها، وعلى الرغم من ارتفاع الحرارة الطفيف لديهما، إلا أن مسحات الأنف والحلق والشرج كانت خالية من الفيروس. (1)

اعتمادًا على النتائج السابقة؛ رأى الفريق أن الأضداد التي شكلتها القرود لا بد من أن تحميها من تكرار العدوى، وشككوا بالاختبارات التشخيصية المجراة على المرضى المتعافين من الفيروس ذوي النتائج السلبية والذين خرجوا من المستشفيات وعزوا سلبيتهم إلى سلبية خاطئة لفحص (False-negative PCR) ويطالبون بعناية ودقة أكبر في التشخيص. (2)

لكن الشكوك لا تزال قائمة فيما يخص مدة هذه الاستجابة المناعية، ولم يتمكّنوا من معرفة ما إذا كانت الأضداد المكشوفة ناتجة عن استجابة أولية أو استجابة ذاكرة حقيقية، لا سيما أن الدراسات لا تزال على أعداد قليلة من الحالات، ثم إن الدراسة هذه لا تزال في مرحلة المراجعة قبل النشر.

وتتزايد التوصيات اليوم عن دراسة الاستجابات المناعية على مدى طويل، ويرى فريق البحث أن الاستعانة بأمصال الأفراد الذين تخلصوا من الفيروس قد يساعد المرضى ذوي الحالات الصعبة. (1) 

المصادر:

1- هنا

2- هنا;

3- هنا