الطب > فيروس كورونا COVID-19

العناية بالصحة النفسية في ظلِّ جائحة كورونا

مع ارتفاع عدد حالات الإصابة اليومي بفيروس كورونا في جميع أنحاء العالم وزيادة انتشاره؛ يزداد معه مستوى القلق والخوف والتوتر، وتزداد التساؤلات والشكوك، ومن المهم أن نعلم كيف يمكننا إدارة انفعالاتنا والضغوطات التي تواجهنا قبل أن تتحول إلى مزيد من القلق والذعر.

إليك بعض النصائح المهمة والإستراتيجيات المفيدة التي نأمل أن تساعدك أنت وأصدقاءك وعائلتك على الاعتناء بصحتكم النفسية والتعامل مع هذه الفترة الصعبة على النحو الصحيح:

ابحث عن المعلومات الدقيقة من المصادر الموثوقة:

الحصول على المعلومات من المصادر الموثوقة هو المفتاح لتجنُّب الخوف والذعر الذي قد تُسبِّبه المعلومات الخاطئة والشائعات. ثم إن مشاركة الحقائق والمعلومات الدقيقة عن الفيروس وفهم الخطر الفعلي على نفسك والأشخاص الذين تهتمُّ بهم؛ يمكن أن يجعل أثر انتشار المرض أقل إرهاقًا، ويمكن أن يُقلِّل التوترَ في نفسك وفي الآخرين(1،2).

ضع حدودًا حول الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي:

حاول تجنب التعرض المفرط للتغطية الإعلامية للفيروس. يمكن أن تؤدي المتابعة المستمرة لتحديثات الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي إلى تكثيف مشاعر القلق والتوتر. سيسمح لك وضع حدود لمقدار الأخبار التي تقرأها أو تشاهدها أو تستمع إليها بالتركيز على حياتك، بدلًا من التساؤل المستمر: "ماذا لو؟"(1). 

 تابع آخر الأخبار والتطورات المرتبطة بالوباء في أوقات محددة مرة أو مرتين فقط في اليوم، واجمع المعلومات على فترات منتظمة من موقع منظمة الصحة العالمية والمواقع الموثوقة لمساعدتك على تمييز الحقائق عن الشائعات(3).  

اعتن بنفسك:

وذلك عن طريق التركيز على الأمور التي يمكنك التحكم بها (مثل المحافظة على النظافة الشخصية) بدلًا من الأمور التي لا يمكنك التأثير فيها (مثل إيقاف الفيروس)(1). 

اعتن بصحتك النفسية في أثناء البقاء في المنزل، فإن للروتين اليومي الصحي تأثيرًا إيجابيًّا على أفكارك ومشاعرك. يمكن أن يشمل ذلك: تناول وجبات صحية وممارسة الرياضة البدنية مثل المشي والجري والحصول على قسط كاف من النوم وفعل الأشياء التي تستمتع بها(4).

 أنشئ روتينًا يوميًّا يُناسب الوضع الجديد ويعطي الأولوية للعناية بنفسك. يمكنك محاولة قراءة الكتب أو مشاهدة الأفلام، أو تجربة تقنيات الاسترخاء، أو تطوير مهارات جديدة واكتسابها من خلال الإنترنت. حاول أن تأخذ قسطًا من الراحة وترى أن هذه تجربة على الرغم من صعوبتها يمكنك استغلالها والاستفادة منها(5).

تواصل مع الآخرين وادعم من حولك:

يساعد البقاء على اتصال مع أصدقائك وعائلتك على تخفيف الضغط النفسي. والتحدث عن مخاوفك ومشاعرك يساعدك على إيجاد طرائق للتعامل مع التحديات التي تواجهك. ثم إن تلقي الدعم والرعاية من الآخرين يؤدي إلى الشعور بالراحة والاستقرار، وأيضًا تقديم المساعدة للآخرين في وقت الحاجة والتواصل مع شخص قد يشعر بالوحدة أو القلق يؤثر إيجابًا في الطرفين.

حاول طمأنة الأشخاص الذين تعرفهم والذين قد يكونون قلقين، وتحقق من الأشخاص الذين تعرف أنهم يعيشون بمفردهم(5). 

حافظ على الشعور بالأمل وركِّز على التفكير الإيجابي:

حاول التركيز على الأشياء الإيجابية في حياتك؛ إذ توصي منظمة الصحة العالمية (WHO) بإيجاد فرص للتركيز على الأخبار والقصص الإيجابية للأشخاص الذين أصابهم الفيروس وتعافوا منه، أو الذين دعموا أحد أحبائهم من خلال التعافي وهم على استعداد لتبادل خبراتهم(3). 

اعترف بمشاعرك:

من الطبيعي أن تشعر بالإرهاق أو التوتر أو القلق في الوضع الحالي، خصوصًا إذا عانيت صدمة أو مشكلة نفسية سابقًا، أو إذا كنت تعاني حالة صحية تجعلك أكثر عرضة للإصابة بالفيروس(5).

 امنح نفسك وقتًا لتلاحظ ما تشعر به والتعبير عنه، يمكن أن يكون ذلك عن طريق تدوينها في مفكرتك أو التحدث مع الآخرين، أو أداء شيء إبداعي أو ممارسة التأمل وتمارين الاسترخاء. من المهم الاعتراف بهذه المشاعر وتذكير بعضنا البعض برعاية صحتنا البدنية والنفسية(4،5).

هناك كثير من الطرائق للتعامل مع القلق من فيروس كورونا الجديد وحماية صحتك النفسية وصحة أحبائك. ضع في الحسبان أن هذا الوباء مثل سابقيه سيمرُّ عاجلًا أم آجلًا. ويمكن أن يساعدك اتباع هذه النصائح واتخاذ الإستراتيجيات الاستباقية في إدارة صحتك النفسية في خلال هذه الأوقات، وفي حال شعرت أن الأمر خرج عن السيطرة لديك وأن مخاوفك لم تعد تحتمل؛ فلا تتردد أو تتأخر عن طلب المساعدة من المختصين النفسيين.

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا

5- هنا