الطب > فيروس كورونا COVID-19

هالعيد، لأنك بتحبها خليك بعيد 2

ليس أمرًا اعتياديًّا أبدًا للمرء أن يكتب للناس على عتبة عيد الأم:

إيَّاكم أن تزوروا أمهاتكم.. إيَّاكم أن تعانقونهنَّ.. إيَّاكم أن تقتربوا منهنَّ! 

إنَّ هذه العبارات غير مقتطعةٍ من مسرحيّة عبثية أو من نص مُغرِقٍ في غرابته.. إنّها تحذيرات صحية حقيقيّة؛ فالقاتل المتسلسل كورونا المستجد -الذي تحدثنا عن رحلته أمسِ- ما زال يجوب أطراف الكوكب ويحصد الأرواح والفرح ويفرّق الأهل والأحبّة.. إنّه -كما ذكرنا- ينتمي إلى الطبيعة التي "تحبُّ أن تتخفّى"، لذلك فإنَّ كل شخصٍ وكل سطحٍ وكل مادة حولنا هي أمكنةٌ محتلمةٌ لوجود الفيروس معششًا فيها.. وإذا ما انتشر قليلًا في أيّ مكان فإنّه لن يلبث أن يتمدَّد كالنار في الهشيم..

يمكن لأعمال التنظيف والتعقيم المستمرة أن تؤدّي دورًا بارزًا في الحد من انتشار الفيروس، ولكنَّ امتناع التواصل البشري يُعَدُّ أحدَ أنجح وسائل إيقاف هذه الجائحة الخطيرة.. وأي ردّة فعلٍ لامبالية إضافية تجاهَه سوف تعمّق المشكلة وتزيدها صعوبة.. لذلك ليس معيبًا أبدًا أن تقول للناس اليوم:

لا تجتمعوا.. لا تتصافحوا.. لا تتلاقوا..

ما زلنا نلحظ بقوّة في مجتمعاتنا المشرقية أنَّ الناس لا يدركون إدراكًا وافيًا حجم المشكلة وطبيعتها، ربّما لأنَّ الفيروس لمّا يظهرْ لدينا بعدُ بتلك الطريقة التي ظهر فيها في بلدانٍ أُخرى، وهذا عاملُ خطرٍ آخر يمكن أن يدفع الناس إلى مزيدٍ من الاستهتار وقلة الالتزام وانعدام الحس بالمسؤولية..

على عتبة عيد سيّدة الحب.. من المؤلم أن نقول لكم: إنَّ هذا الفيروس القاتل لا يعرف الحب ولا تعنيه مشاعركم تجاه أحبَّتكم.. إنّه يستغل احتشادكم واقترابكم كي ينتقل من جسدٍ إلى آخر ويعيث في الأجساد فسادًا وقتلًا.. فكيف لإنسانٍ عاقلٍ يحمل في صدره أدنى مشاعر الحب لأهله وأصدقائه أن يحمل بين يديه احتمالات الموت لهم؟!

علينا أن نتماسك، وأن نتبادل النُّصح والدعم، وأن نُعرِض عن الشائعات اليومية التي تنصبُّ انصبابًا.. إذ يكفي الاستماع للآراء الموثوقة والمنظمات والهيئات المعتمدة.. ونحن في منظمة "الباحثون السوريون" نعمل على مدار الساعة لننقل لكم أهم المعلومات والأخبار والأبحاث الموثّقة المرتبطة بهذه الجائحة من مصادرها الحقيقية المعتمدة..

قد يكونُ غريبًا أو صعبًا عليكم ألّا تجتمعوا في بيت الأم.. ولكنّ ذلك بالطبع أقلُّ صعوبةً وألمًا من أن تفقدوا عزيزًا..

ابتعدوا عن الازدحام.. حافظوا على مسافةِ مترٍ واحد على الأقل بينكم وبين من حولكم.. تذكروا الغسل المتكرر للأيدي وخاصة بعد ملامسة الأسطح.. لا تلمسوا وجوهكم إلا بيدين نظيفتين.. أمّا إذا كنتم مرضى أو لديكم أي عرَضٍ من أعراض المرض الجديد فاعزلوا أنفسكم فورًا وتتبعوا الإجراءات الصحية مع المتخصصين..

قد يكون عيد الأم غريبًا هذا العام.. ولكنّنا جميعًا مدينون للعقول التي أبدعت شبكة الإنترنت هذه، التي توفر لنا التواصل البنّاء في هذا الوقت الحرج الذي أصبح فيه التواصل الحي بين البشر متعذرًا وخطيرًا.. فاستثمروا الإنترنت في عيد سيدة الحب..

يتبع..