الطب > فيروس كورونا COVID-19

ماذا عن استخدام الأيبوبروفين والكورتيزون في ظل الإصابة بداء فيروس كورونا المستجد COVID-19

انتشر في اليومين السابقين تصريحٌ لوزير الصحة الفرنسي ينصح فيه المصابين بداء فيروس كورونا المستجد (COVID-19) بعدم تناول الإيبوبروفين أو الكورتيزون بوصفه خافضًا للحرارة واستعمال الباراسيتامول عوضًا عنهما (7). ولكن ما السبب الكامن وراء هذا التصريح؟ وهل يجب التوقف عن تناول الإيبوبروفين فحسب والاستبدال به دواء آخر من الزمرة الدوائية نفسها؟

بداية -وحتى لحظة نشر هذا المقال- لا يوجد تصريحٌ عن أيِّ دواء لمعالجة داء فيروس كورونا المستجد أو لَقاح للوقاية منه (1). ولكن؛ يجب أخذ الحيطة والحذر واتباع نصائح منظمة الصحة العالمية فيما يتعلق بكيفية الوقاية من المرض والتعامل معه في حال الشك بالإصابة به.(10)

وكأي مرض آخر؛ فإن لداء فيروس كورونا المستجد (COVID-19) أعراضًا متعددةً تشمل ارتفاع الحرارة والسعال وضيق النفس، إضافةً إلى الشعور بألم مستمرٍّ في الصدر أو ضغط فيه، وارتباك أو عدم القدرة على النهوض، وشفاه مزرقة أو وجه مزرق(1).

وقد يظهر عرض واحد من الأعراض المذكورة أو تظهر عدة أعراض معًا (1). وبسبب تشابه هذه الأعراض مع أعراض الإنفلونزا؛ فمن الصعب على الشخص غير المختص أن يُحدِّد طبيعةَ المرض فيتناول أدوية تزيد حالته الصحية سوءًا (9). 

أما فيما يخص تصريح وزير الصحة الفرنسي؛ فكما ذكرنا أن الشخص قد يكون مصابًا ولا يعلم أنه حامل للفيروس، ويعد ارتفاع الحرارة أحد الأعراض التي قد يختار الشخصُ معالجتَها بأحد الأدوية المباعة دون وصفة طبية مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين دون الرجوع إلى طبيب مختص (3,2).

ينتمي الإيبوبروفين إلى زمرة دوائية تُعرف بمضادات الالتهاب غير الستيروئيدية (NSAIDs)؛ وهي تخفف الألم والحمى وتُقلِّل الالتهاب عن طريق حجب مجموعة معينة من الإنزيمات تسمى إنزيمات السيكلوأوكسجيناز Cyclooxygenase، (4) المعروفة بـ (COX)، وهي الإنزيمات المسؤولة عن تحويل حَمْضُ الأراكيدونيك (arachidonic acid) إلى بروستاغلاندين (4,5). وبسبب تثبيط إنتاج البروستاغلاندين وارتفاع تركيز حَمْض الأراكيدونيك -الذي بدوره يزداد استقلابه إلى مركبات أخرى (5)- يظهر عديد من الآثار الجانبية عند استخدام أحد أدوية الـ (NSAIDs) -ما عدا الأسبرين- مثل ألم في الصدر، وضيق في التنفس أو صعوبة فيه، وضعف في أحد جوانب الجسم أو أجزائه أو خدر فيه، أو تشوش الكلام تشوشًا فجائيًّا؛ وهنا يجب طلب المساعدة الطبِّيَّة فورًا (6). 

ويعمل الكورتيزون بآلية مختلفة تمامًا، ولكنه قد يُسبِّب مشكلات في التنفس بوصفها عرضًا جانبيًّا أيضًا (8).

وبذلك -ومن وجهة نظر علمية نظرية- فلا يوجد دراسة إلى حدِّ الآن تؤكد هذا الأثر، ونحن بحاجة إلى مزيد من الأبحاث فيما يخص تفاصيل استخدام هذه الأدوية، ولكن من المتوقع أن يُسبِّب تناول الإيبوبروفين أو الكورتيزون زيادة في سوء الأعراض التنفسية لمرض كورونا ـأو أي مرض آخر يُسبِّب ضيقَ تنفس بوصفه عرضًاـ؛ وهو السبب الذي نصح وزير الصحة الفرنسي لأجله المصابين بالاستبدال بهما الباراسيتامول.

ونؤكد على أهمية مراجعة الطبيب المختص قبل استبدال أيٍّ من الأدوية، إضافة إلى عدم التوقف عن تناول الكورتيزون توقفًا مفاجئًا؛ وإنما يجب إيقافه تدريجيًّا باستشارة الطبيب (5,8).

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا

5- هنا

6- هنا

7- هنا

8- هنا

9- هنا

10- هنا