الطب > فيروس كورونا COVID-19

الفرق بين الفاشية والجائحة والوباء

أعلنت منظمة الصحة العالمية (WHO) اليوم 11 آذار (مارس) 2020 عن تصنيف داء فيروس كورونا COVID-19 جائحةً Pandemic (3)، وهو الفيروس التاجي الأول الذي يسبب جائحة في تاريخنا.

 فماذا يعني هذا الإعلان؟ وما الفرق بين الجائحة والوباء (Epidemic) والفاشية (Outbreak)؟ 

يشير مصطلح الفاشية (Outbreak) إلى زيادة أعداد المصابين بمرض معين في منطقة جغرافية محددة أو مجتمع معين عن العدد المتوقع، وقد تُصنَّف حالة مرضية واحدة فقط أو عددٌ قليل من الحالات فاشيةً في حال حدثت في مجتمع يُتوقَّع غياب المرض فيه نهائيًّا أو في مجتمع غاب عنه المرض مدة طويلة كما حدث في فاشية شلل الأطفال في سورية في عامَي 2017 و2013، وقد تظهر الفاشية في عدة مجتمعات على نحو متزامن (2,4).

أمّا الوباء (Epidemic) فهو زيادة -مفاجئة وسريعة غالبًا- في عدد حالات المرض على نحو أعلى من المتوقع في مجتمع معين كما هو الحال مع الفاشية؛ لكنّه يمتد على رقعة جغرافية أوسع (1)؛ مثل وباء المتلازمة التنفسية الحادة الشديدة severe acute respiratory syndrome (SARS) (2(.

أخيرًا، تحدث الجائحة (Pandemic) عندما ينتشر الوباء إلى عدة بلدان أو قارات، وعادة ما يُصاب عددٌ كبير من السكان (1)، ومن أهم الأمثلة على الجائحات في عصرنا الحالي مرضُ نقص المناعة المكتسب (الإيدز) (2).

ولكي نفهم الأسباب التي دفعت WHO إلى تصنيف داء فيروس كورونا COVID-19 جائحةً؛ فقد يكون من المفيد معرفة أنّ عدد الإصابات بهذا المرض فاقت بأضعاف الإصابات المسجلة في وباء SARS على سبيل المثال؛ إذ بلغ مجموع حالات وباء SARS المسجلة بين عامَي 2003 و2004 حسب منظمة الصحة العالمية 8096 حالة في قرابة 29 دولة (5,6)، في حين بلغ عدد الحالات المسجلة لداء (COVID-19) حتى ساعة إعداد هذا التقرير أكثر من 118,000 حالة في 114 دولة (7).

إضافةً إلى ذلك، يبدو أنّ لـCOVID-19 قدرةً أكبر على الانتقال من الأشخاص غير العرضيين أو ذوي الأعراض الخفيفة إلى مخالطيهم مقارنةً بكل من SARS ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية  Middle East respiratory syndrome التي كان الانتقال يحدث فيها من الأشخاص العرضيين فقط، وهو أحد الأسباب التي جعلت من COVID-19 يسجل حالات أكثر بـ10 أضعاف خلال ربع الزمن فقط. 

أمّا من حيث نسبة وفيات COVID-19 التي تبلغ قرابة 3-4%، فيمكننا المقارنة مع كل من جائحة الإنفلونزا في عام 1957 التي بلغت نسبة الوفيات فيها (0.6%) وجائحة الإنفلونزا لعام 1918 بنسبة وفيات (2%) (5,8).

بهذا الإعلان سيكون على العالم أجمع التضافر لمواجهة هذه الجائحة بنشر الوعي بين السكان عن طرائق الوقاية من داء COVID-19 أولًا، وبدعم الجهود البحثية الحثيثة لإصدار لقاح في أسرع وقت وتوفيره لكل من بحاجته ثانيًا، إضافةً إلى مساعدة الدول ذات الدخل المتوسط والضعيف على دعم نظامها الصحي من أجل مواجهة هذا المرض (5). 

ولكن على الرغم من هذا الإعلان؛ تشدد منظمة الصحة على أنّ هذه الجائحة قد تكون الجائحة الأولى التي يمكن السيطرة عليها باتخاذ الإجراءات المناسبة من قبل البلدان والمتمثلة في عزل الحالات وتقصّيها من أجل تغيير مسار هذا المرض (3).

المصادر :

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا

5- هنا

6- هنا

7- هنا

8- هنا