الكيمياء والصيدلة > علاجات صيدلانية جديدة

هل يتفوق دواء الـ(Prozac) (الفلوكسيتين) على الدواء الغُفل (placebo) في علاج التوحُّد عند الأطفال؟

ما هو التوحُّد (autism)؟

يُعدُّ مصطلح اضطراب طيف التوحُّد مصطلحاً فضفاضاً يُستخدم لوصف مجموعة من الاضطرابات العصبية المتعلقة بالنمو، والموصوفة بأنَّها مشكلات في التواصل الاجتماعي؛ إذ يتصرف أطفال التوحُّد تصرفات مقيَّدة ومكرَّرة ونمطية. (3)

ولتعرف أكثر عن اضطراب طيف التوحُّد يمكنك قراءة هذا المقال: هنا

وقد لُوحظت زيادةٌ واضحة في الإصابة بطيف التوحُّد، ويُعزي بعض الباحثين هذه الزيادة إلى عوامل بيئية، في حين يشكُّ الخبراء في هذه النسب المرتفعة فيما اذا كان الارتفاع فعلي في الإصابات أم مجرَّد زيادة التشخيص. (1)

ولا يوجد علاج شافٍ من اضطراب التوحُّد، ولكنَّ العلاج المُوصى به يتضمَّن:

1- علاجات غير دوائية (كالعلاج السلوكي المبكِّر والعلاج التعليمي.. إلخ).

2- العلاجات المتممة والبديلة (كفيتامين C والبيريدوكسين والمغنزيوم والميلاتونين والبروبايوتيك وفيتامين B12وأوميغا 3..إلخ).

3- العلاجات الدوائية ( كمضادات الذهان ومضادات عود التقاط النواقل العصبية ومضادات الاكتئاب الثلاثية الحلقة ومضادات الاختلاج.. إلخ). (3)

وقد وجدت دراسة صغيرة حديثة عدمَ تفوق دواء البروزاك (الفلوكسيتين) على الغُفل (placebo) في علاج الأطفال والمراهقين المصابين بالتوحُّد، وأثارت هذه الدراسة المنشورة في 22 تشرين الأول (أكتوبر) في مجلة JAMA شكوكاً أكبر فيما يتعلق بالاستخدام الواسع لمثبطات عود التقاط السيروتونين الانتقائية SSRIs في علاج الأعراض السلوكية التي يعاني منها الأطفال المصابون بالتوحُّد.

وتكمن المشكلة في عدم توافر أية أدوية جيدة مُثبتة الفعالية لعلاج هذه الاضطرابات السلوكية، بالإضافة إلى أنَّ هذه الاضطرابات السلوكية والحركية تتداخل مع الحياة اليومية للمريض غالباً، وتؤثر في قدرته على أداء نشاطاته الطبيعية.

وتُصرف مثبطات عود التقاط السيروتونين لربع المرضى من الأطفال والمراهقين المصابين بالتوحُّد إلى ثلثهم، وعلى الرغم من هذا الانتشار الواسع، فلا يوجد دليل على فعاليتها في هذه الحالات بحسب طبيبة في معهد مردوخ لأبحاث الأطفال.

وقد حُلِّلت عام 2013 تسع دراسات سريرية تتضمن 320 مريضاً؛ وكانت نتيجة هذا التحليل عدم وجود فعالية علاجية لاستخدام مركبات الـSSRIs عند الأطفال والمراهقين من مرضى التوحُّد، وطالَب الباحث حينها بإجراء دراسات أوسع وبأعداد مرضى أكبر.

أما هذه الدراسة الحديثة، فقد أُجريت على 109 أطفال تتراوح أعمارهم بين السبعة أعوام والثمانية عشر عاماً، واستمرت أربعة أشهر قُسِّموا فيها إلى فئة تناولت جرعات منخفضة من الفلوكسيتين بمقدار 20-30 ملغ/يوم، وفئة تناولت دواء غُفل، ورُوقِبت النتيجة عن طريق إحصائيات تدرس السلوك قبل العلاج وبعده.

وقد أظهرت النتائج الأولية انخفاضاً قليلاً -ولكنَّه ملحوظ- في أعراض الوسواس القهري بعد استخدام الدواء أربعة أشهر وذلك بالمقارنة مع الغُفل، ولكن؛ بعد أن قيَّد الباحثون العوامل المتعلِّقة بالعمر والجنس وشدة الأعراض في بداية الدراسة، اختفى الفارق بين الغُفل والفلوكسيتين.

وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّه من الممكن أن يكون لصغر حجم العينة المدروسة دورٌ في حدِّ قدرة الباحثين على اكتشاف فعالية الدواء الفعلية؛ إذ يمكن أن توجد مجموعات فرعية من المرضى تستفيد على مثبطات عود التقاط السيروتونين فعلاً عندما تكون أعداد المرضى أكبر.

وفي النهاية، فمن المهم معرفة هذه النتائج السلبية؛ فهي تشير إلى أنَّ هذه الزمرة الدوائية يجب ألا تكون من الخيارات العلاجية الأولى للطبيب في علاج التوحُّد عند الأطفال والمراهقين. (2)

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا